«جيميني» يتصدر اختبار الذكاء الثقافي العربي في الإمارات

الأربعاء، 24 ديسمبر 2025 02:23 م

جيميني

حقّق نموذج الذكاء الاصطناعي «جوجل جيميني» إنجازًا لافتًا بعد تصدّره مؤشر «AI في الميدان»، وهو أول تقييم عالمي من نوعه يُعنى بقياس مدى توافق النماذج اللغوية الكبيرة مع الثقافة المحلية، وتحديدًا الثقافة الإماراتية بمكوناتها اللغوية والاجتماعية والقيمية، وجاء هذا الإعلان من مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في حكومة دولة الإمارات، في خطوة تعكس توجّهًا رسميًا نحو ربط التطور التكنولوجي بالهوية الوطنية.

تحليل 5200 إجابة صادرة عن 11 نموذجًا لغويًا

الاختبار اعتمد على منهجية تقييم دقيقة شملت أكثر من 400 سؤال متخصص، ونتج عنها تحليل 5200 إجابة صادرة عن 11 نموذجًا لغويًا ضخمًا، تم اختبارها عبر سبعة أبعاد ثقافية مختلفة، من بينها فهم اللهجات المحلية، والسياق الاجتماعي، والعادات والتقاليد، والقيم الوطنية، وتولّت لجنة إماراتية تضم خبراء من جهات متعددة عملية تقييم النتائج، لتحديد النموذج الأكثر قدرة على التفاعل الذكي مع الثقافة الإماراتية، وهو ما منح «جيميني» الصدارة بفارق واضح عن باقي النماذج.

وضمّت قائمة أفضل النماذج بعد «جيميني» كلاً من «ChatGPT – GPT-4o» و«ChatGPT – o1» من «أوبن إيه آي»، إلى جانب نماذج «كوهير» و«جروك»، والتي أظهرت جميعها مستويات متقدمة من الفهم الثقافي، لكنها جاءت في مرتبة تالية من حيث الدقة والانسجام مع الخصوصية الإماراتية. ويعكس هذا الترتيب تصاعد المنافسة العالمية بين شركات الذكاء الاصطناعي على تطوير نماذج أكثر حساسية للثقافات المحلية، وليس فقط متفوقة تقنيًا.

الهوية الوطنية تمثل ركيزة أساسية في مسيرة التحول الرقمي

وأكد عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أن ترسيخ الهوية الوطنية يمثل ركيزة أساسية في مسيرة التحول الرقمي للدولة، مشددًا على أن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على مكونات الثقافة المحلية بات ضرورة استراتيجية لضمان انسجام التكنولوجيا مع القيم المجتمعية.

ويكتسب هذا التوجه أهمية مضاعفة في ظل مؤشرات تشير إلى أن أقل من 5% من المحتوى العربي متاح رقميًا، في وقت يعتمد فيه نحو 48% من جيل «زد» على الذكاء الاصطناعي كمصدر أول للمعلومات، ما يضع مسؤولية كبرى على عاتق مطوري النماذج اللغوية في حماية الموروث الثقافي للأجيال المقبلة.