اجتماع البنك المركزي غدًا لتحديد مصير أسعار الفائدة، تثبيت أم تخفيض؟

الأربعاء، 24 ديسمبر 2025 02:29 م

البنك المركزي المصري

تمثل أسعار الفائدة أحد أهم أدوات السياسة النقدية التي تعتمد عليها البنوك المركزية، إذ ينعكس تغييرها بشكل مباشر على حركة الاقتراض والادخار والاستثمار داخل الاقتصاد.

ويتابع المستثمرون عن كثب اجتماع لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري المقرر غدا الخميس 25 ديسمبر، لتحديد اتجاه أسعار الفائدة على الأوعية الادخارية، وسط توقعات بأن يشهد الاجتماع خفضًا محتملًا لدعم مسار تيسيري أقوى خلال 2026 وتعزيز التعافي الاقتصادي.

ورجحت المصادر أن يخفض البنك المركزي المصري معدلات الفائدة خلال اجتماعه المقبل 25 ديسمبر الجاري، بمعدل يصل إلى 100 نقطة أساس، ليتواكب مع معدلات التضخم التي انخفضت، وحينها تصبح معدلات الفائدة على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة، وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 20.00% و21.00% و20.50%، على الترتيب، لتتماشي مع فلسفة البنوك المركزية العالمية، التي خفضت معدلات الفائدة في آخر اجتماعات 2025، لتعطي دلالة واضحة أن السياسات النقدية نجحت في السيطرة على معدلات التضخم، وقلصت من حجم "الكاش" المتداول.

الخفض هو السيناريو الاقرب في اجتماع البنك المركزي

قال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إنه يتوقع أن يشهد الاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية في البنك المركزي المصري، خفضًا لأسعار الفائدة يتراوح بين 50 و100 نقطة أساس، في إطار استمرار البنك المركزي في تبني سياسة نقدية تيسيرية.

وأوضح "شفيع" في تصريحات خاصة لـ«إيجي إن»، أن هذا التوجه يستند إلى ثلاثة أسباب رئيسية، يأتي في مقدمتها قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأخير بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلى جانب تراجع معدلات التضخم محليًا وانحسار الضغوط التضخمية، مع ترجيحات بمزيد من الانخفاض خلال الأشهر المقبلة.

ومن جانبه توقع الدكتور رمزي الجرم، الخبير المصرفي، أن تتجه لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري لتحاكي خطوات مجلس الاحتياطي الأمريكي، بتخفيض سعر الفائدة على الإيداع والإقراض بواقع 100 نقظة أساس، لتستقر عند مستوى 20% & 21% على الترتيب، في ظل التوقعات التي تشير إلى تبني اللجنة لخيار تثبيت أسعار الفائدة في أول اجتماع من العام الجديد، من أجل ترقب المخاطر المحيطة على مشهد الاقتصاد العالمي.

توقعات خفض متتالية للبنك المركزي

وفي ذات السياق، توقع هاني أبو الفتوح، الخبير الاقتصادي، في تصريحات خاصة لموقع «إيجي إن»، أن يكون السيناريو الأرجح هو خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، نظرا لتباطؤ التضخم العام ووصول الفائدة الحقيقية لمستويات مرتفعة (8.5%)، أما السيناريو البديل فهو التثبيت، بينما احتمال الرفع منعدم تمامًا، وقد توقعت مؤسسة فيتش سوليوشنز خفضًا بـ 100 نقطة أساس في هذا الاجتماع، واتفق أبو الفتوح مع فيتش لأن انحسار التضخم السنوي يوفر الغطاء النقدي اللازم لدعم النشاط الاقتصادي وتخفيف عبء الدين.

مواعيد اجتماع البنك المركزي لسنة 2026

وذكرت المصادر أن جدول اجتماعات البنك المركزي سوف يحدد خلال الأسابيع المقبلة، ومن المنتظر أن يكون الاجتماع الأول في النصف الثاني من شهر فبراير2026، لتصبح مستهدفات البنك واضحة تجاه سعر الفائدة، ويتم التخفيض بمعدلات 1% في كل اجتماع، عدا الأشهر التي يتم خلالها تحريك أسعار الكهرباء والبنزين، خلال النصف الثاني من العام المقبل، وبذلك يكون إجمالي الخفض المتوقع خلال 2026 ما بين 6 إلى 8% بحسب الظروف الإقليمية والدولية، ودورة الاقتصاد العالمي، وانتهاء الفقاعة التضخمية.

سعر الفائدة في آخر اجتماعات البنك المركزي

قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا الموافق 20 من نوفمبر 2025، الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 21.00%، و22.00% و21.50%، على الترتيب، كما قررت الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 21.50%، ويأتي القرار انعكاسًا لآخر التطورات والتوقعات الاقتصادية، منذ اجتماع لجنة السياسة النقدية السابق.