-
عقوبة سرقة الكهرباء قبل تطبيق القانون الجديد، 12 شهرًا غرامة في انتظارك
-
وظائف جديدة بقطاعات الهندسة والمقاولات برواتب تصل لـ 13500 جنيه، الشروط وطريقة التقديم
-
470 ألف مقابل 1.15 مليون طن، فجوة الإنتاج والاستهلاك في مستقبل البذور الزيتية
-
«سلك معدني داخل الخاتم»، شكاوى مستهلكين تكشف غشًا جديدًا في سوق الذهب
تداعيات الوعي الصحى الجديد 2026، المكملات تغيّر وجه قطاعات التجميل والأغذية
الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 11:06 ص
تحولات قطاع الصحة الاستهلاكية 2026
ميرنا البكري
يشهد قطاع الصحة الاستهلاكية تحولات جذرية، مع توقعات بارتفاع الإنفاق العالمي بحوالي 2.1% بنهاية 2025، وهو ما يُعد مؤشرًا لتحول حقيقي في وعي المستهلك من علاج المرض للوقاية، ومن التركيز على الشكل الخارجي للجمال إلى الاستثمار في جودة الحياة ذاتها، وفي هذا القطاع، يبرز لاعبون جدد، يعيدون تشكيل قواعد اللعبة، وأهمهم المرأة كقوة شرائية ومحرك للطلب، إلى جانب التكنولوجيا كمساعد للرعاية الدقيقة، وفكرة الصحة المستدامة، التي يتمحور هدفها الأساسي حول العيش لفترة أطول بصحة أفضل.
نعرض في هذا التقرير، تحليل للوضع الراهن في هذا القطاع، مع تسليط الضوء على تداعيات هذا الاتجاه العالمي، وأبرز القطاعات المتأثرة من هذا التحول، سواء كان بالسلب او بالإيجاب، مع الاستناد إلى الإحصائيات الصادة من الـEuromonitor.

الطلب على البروتين يزداد من النساء، فما السبب؟
عادةً ما كان يرتبط البروتين في الأذهان بالجيم وكمال الأجسام، لكن في 2025 تغيرت المعادلة، حيث اتضح من خلال الإحصائيات أن 51% من المستهلكين الجدد للبروتين من النساء، مما يعني أن المنتجات البروتينية تحولت لأداة يومية تدعم صحة المرأة، وليس منتج رياضي متخصص.
تحوّل البحث عن البروتين إلى ضرورة حتمية مدفوعة باحتياجات المرأة، فأغلب النساء يتبنون اليوم بعض الحلول الذكية التي تضمن لهن شبع لفترة أطول، ودعم للتوازن الهرموني، وحفاظ على الكتلة العضلية، فالاتجاه العالمي للسوق سيكون نحو البروتين الذكي، أي المنتج النباتي سهل الهضم، ويدعم المناعة والجمال والطاقة في عبوة واحدة، وبالتالي لن تربح العلامات التجارية التي تبيع منتج مجرد، بل التي تستوعب أن البروتين بالنسبة للمرأة لم يعد مجرد مكمل غذائي.

تداعيات الطلب النسائي على سوق البروتين العالمي 2026
في ظل الاتجاه الصاعد في الطلب العالمي على البروتين، خاصةً من شريحة النساء والمستهلكين، الباحثين عن الشبع لفترة أطول، فيمكن التنبؤ بأن أسعار البروتين عالميًا ستشهد ضغوط تصاعدية خلال الفترة المقبلة.
ويُتوقع أن الطلب المتزايد لن يكون على البروتين الحيواني فقط، بل على المواد الخام الزراعية الداخلة في البروتينات النباتية، كالحمص والبازلاء، مما يضغط على سلاسل الإمداد ويزود تكلفة الإنتاج.
كما أن الانعكاس المباشر لهذا التوجه، سيظهر في ظل الارتفاع التدريجي لأسعار منتجات عالية البروتين، كالزبادي اليوناني، والخبز عالي البروتين، والمنتجات المدعمة بالبروتين، خاصةً مع تحولها من منتجات متخصصة لسلع شبه أساسية في أنماط الاستهلاك اليومية.
أي أن سوق البروتين العالمي، يقبل على مرحلة إعادة تسعير مدفوعة بالطلب الحقيقي، وليس بالمضاربات، وهو اتجاه مرشح للاستمرار على المدى المتوسط.
معادلة 2025، البشرة مرآة الأمعاء والشعر صدى للتغذية
في 2025، تغيرت معايير الجمال تمامًا، فالمظهر الصحي أصبح أهم من الشكل المثالي، فباتت النضارة والمظهر الحيوي هما المعيار الأول لتعريف الجمال، مما جعل قطاع المكملات الغذائية التجميلية، أحد أسرع المجالات نموًا، فبحسب التقرير، 20% من المكملات الجديدة منذ يوليو 2024 كانت تحمل ادعاءات تجميلية واضحة.
واللافت أيضًا الذكاء التسويقي الجديد؛ فالشركات لم تكتف بالجمال كرسالة أساسية، بل سعت لدمجه كقيمة مضافة، حتى في منتجات المناعة، لتقديم حلول شاملة للمستهلك الذي لم يكترث للمنتجات التي تقي من المرض، بل يطمح لأن تظهر نتائج عافيته الداخلية على ملامحه الخارجية.
وهذا يعني أن المستهلك العالمي، أصبح على دراية بأن البشرة انعكاسًا للأمعاء، وصحة الشعر مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتغذية، والإجهاد النفسي يظهر تأثيره على المظهر الخارجي، ويظهر هذا الوعي بوضوح لدى جيل Z، تحديدًا الذي يربط الجمال بالراحة النفسية والاستدامة.
يُتوقع أن تتجه التوقعات نحو السيطرة على منتجات التجميل ذات القيمة الصحية، كأكبر رابح في المرحلة المقبلة؛ حيث سيزداد الطلب على الحلول التي تجمع بين العلاج الداخلي والظاهري.
فالمستهلك العالمي سيتجه نحو مكملات غذائية تضمن إصلاح البشرة من الداخل بدلاً من الاكتفاء بتجميلها من الخارج، فالمستقبل للعلامات التجارية التي تقدم الجمال كنتيجة طبيعية لصحة الجسد وعافيته، وليس كأداة لإخفاء العيوب.

اندماج الشركات التجميل مع شركات الأغذية، مستقبل يتوقف على المشاركة
قد يحدث اندماج لشركات التجميل مع شركات الأغذية، فمن الممكن أن تشتري شركات مثل L'Oréal شركات ناشئة متخصصة في مكملات الأمعاء، فلم يعد بيع المنتج التجميلي كافٍ، دون المكمل الغذائي.
وأيضًا قد يظهر تأثير الوعي الصحي الجديد في المطاعم والمقاهي، فبدلًا من وجود عصير برتقال تقليدي في قائمة الطعام سنرى مشروبات في المقاهي الكبرى والمحلية تسوّق تحت مشروب النضارة، يحتوي على كولاجين أو معادن محددة، فتبدأ في وضع علامة "مفيد للبشرة" بجانب بعض الوجبات.
كما سيحدث أزمة في قطاع الفلاتر وصناعة المحتوى، خاصة مع توجه جيل Z للجمال المرتبط بالراحة النفسية والاستدامة، فمن الممكن أن يتراجع الطلب على الفلاتر التي تغير الملامح بشكل مبالغ فيه على السوشيال ميديا، وسيرتفع الطلب على المحتوى الذي يدعم تحسين جودة البشرة، مما سيجبر المؤثرين على تغيير نوعية المنتجات التي يروجون لبيعها.
أيضًا، قد يحدث في الفترة المقبلة ضغط على شركات التأمين الصحي، فقد يطالب المستهلكون أو تبادر الشركات بتغطية تكاليف بعض المكملات الغذائية والتحاليل الوقائية ضمن التأمين، لأنها تمنع أمراض مُكلفة.
من طول العمر إلى جودة الحياة، ثورة الـHealth span في سوق المكملات
لم يعد السؤال اليوم، "كم سأعيش؟" بل أصبح "كيف أعيش بصحة جيدة لأطول فترة ممكنة؟"، وهذا يتضح في سوق المكملات، خاصةً مع ظهور ادعاءات الـHealth span أي مدى الحياة الصحية، مما يعني أن السوق دخل مرحلة مختلفة، فلم يعد التركيز على تأخير مرحلة الشيخوخة لكن على صحة الخلايا، والوقاية مبكرًا من الأمراض المزمنة، ودعم مراحل عمرية حساسة كفترة ما قبل انقطاع الطمث.
مع دخول هذا التحول، أصبح المستهلك على استعداد للدفع أكثر، لكن في المقابل يسعى للحصول على حلول مفصلة على يديه، وليست وصفات عامة، وهو ما يرجح أن تشهد الفترة المقبلة اشتراكات صحية طويلة الأجل، ومكملات شخصية وفقًا للعمر والنوع ونمط الحياة، وسوق جديد لطول العمر الصحي بطابع فاخر وانتقائي وليس جماهيري تقليدي.

الرسوم الجمركية، إحدى عوامل الضغط الصامت
يُعد ارتفاع أسعار المنتجات الصحية في أمريكا بحوالي 3 لـ 5% ليس أزمة مؤقتة، بل مؤشر على خطر أعمق في سلاسل التوريد، فأصبح الاعتماد على الصين والهند وأوروبا مخاطرة كبيرة، وبالتالي الشركات التي لم تعمل على تنويع مصادرها تدفع الثمن الآن، فيُتوقع أن تمتد هذه الضغوط حتى عام 2029.
فيُتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة توطين تصنيع وتوريد مزدوج، وارتفاع أسعار تدريجي، يتحمله المستهلك مقابل الاستمرارية.
من العلاج إلى الوقاية الذكية، مرحلة الرعاية الاستباقية
يشهد السوق العالمي تحولًا ملحوظًا في سلوك المستهلك الصحي، فأصبح الاتجاه العالمي الآن نحو الوقاية الذكية؛ فبينما يواظب 43% من المستهلكين عالميًا على تناول المكملات الغذائية أسبوعيًا، هناك تراجع ملموس في الطلب على الأدوية التقليدية ومسكنات الألم (الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية)، فهذا التحول يعكس ظهور مستهلك أكثر وعيًا واستقلالية.
كما أن الاندماج العميق بين قطاع المكملات والتكنولوجيا الحديثة يمهد الطريق لمستقبل يعتمد على البيانات لا التخمين؛ فيتوقع أن يتجه السوق نحو حلول متكاملة تربط المكملات الغذائية بالساعات والأجهزة الذكية، مما يتيح التنبؤ بالمرض قبل حدوثه، فالعالم أمام نموذج عمل جديد يتجاوز بيع السلعة، ليقدم حزمة متكاملة تجمع بين المنتج والخدمات والبيانات اللحظية مما يجعل الوقاية تجربة شخصية تقنية ومستمرة.

في الختام، يقبل قطاع الصحة الاستهلاكية على مرحلة فرز طبيعي حقيقية، فالمنافسة لا تحسمها الأسعار الأرخص لكن العقول الأذكى التي أدركت التحول مبكرًا.
الرابح في المرحلة المقبلة، هو من يدرك أن سوق الصحة الاستهلاكية أصبح لعبة ذكاء، كالشركات التي تقدم حلول متعددة الوظائف، وتبني منتجات حول احتياجات حقيقية وليس وعود عامة، وتتعامل مع المرأة كمحرك طلب أساسي.
وأيضًا، الرابحون في هذا المجال هم الذين يستثمرون في الوقاية وجودة الحياة، وبناء سلاسل توريد مرنة قادرة على استيعاب الصدمات.
أما الخاسرون، هم من يقدمون المنتج التقليدي الذي لا يحتوي على قيمة مضافة، والعلامة التي تخاطب السوق بلغة عامة دون تخصيص، وأيضًا سيخسر من يعتمد على مصدر توريد واحد، أو راهن على أن الطلب يظل ثابتًا، في سوق يتغير بسرعة ويكافىء من يتطور ويعاقب من يقف في مكانه.
اقرأ أيضًا:-
انقلاب الموازين في 2025، النساء يكسرن احتكار الرجال لسوق البروتين بنسبة 51%
"مُصدري المكملات الغذائية" لـ"إيجي إن": 50 مليار جنيه حجم السوق في مصر

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
%32 في الشرق الأوسط يعتمدون على ChatGPT، كيف يحمي الذكاء الاصطناعي وظيفتك؟
20 ديسمبر 2025 02:26 م
%56.5 من حركة الإنترنت روبوتات غير بشرية، و5.6% من رسائل البريد الإلكتروني تحمل هجمات خبيثة
18 ديسمبر 2025 12:30 م
مصر تبدأ توطين صناعة مكونات طاقة الرياح لخفض الفاتورة الاستيرادية بـ 235 مليون دولار
17 ديسمبر 2025 03:30 م
أكثر الكلمات انتشاراً