ميزة جديدة من إنستجرام تمنح المستخدمين سيطرة أوسع على الخوارزميات وتجربة التصفح

الخميس، 18 ديسمبر 2025 02:30 ص

تطبيق إنستجرام

بدأ تطبيق إنستجرام في طرح تحديث جديد يمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في خوارزميات المنصة، ما يتيح تجربة تصفح أكثر تخصيصًا وشفافية، في خطوة تستجيب لانتقادات متزايدة حول آلية عرض المحتوى، ويُعد هذا التحديث تحولًا لافتًا في طريقة تعامل التطبيق مع تفضيلات المستخدمين، بعد سنوات من الاعتماد شبه الكامل على التفاعل غير المباشر لتحديد ما يظهر في الصفحة الرئيسية.

التأثير بشكل مباشر على توصيات المحتوى

التحديث الجديد يتيح للمستخدمين التأثير بشكل مباشر على توصيات المحتوى، سواء ما يتعلق بالمنشورات القادمة من الحسابات التي يتابعونها أو المحتوى المقترح من خارج دائرة المتابعة، وبهذا، لم تعد الخوارزمية تعمل بمعزل عن رغبة المستخدم، بل أصبحت أكثر استجابة لإشارات واضحة ومقصودة يرسلها أثناء التصفح.

ويعتمد التخصيص الجديد على تمكين المستخدم من تقليل ظهور أنواع معينة من المحتوى غير المرغوب فيه، عبر تحديد المنشورات التي لا تتوافق مع اهتماماته الحالية، وفي المقابل، يسهم التفاعل الإيجابي مع محتوى معين في تعزيز ظهوره داخل موجز المنشورات، بما يجعل التجربة اليومية أقرب لاهتمامات المستخدم الفعلية وأكثر مرونة مع تغيرها بمرور الوقت.

كما يوفر التحديث خيارات أوضح للتعامل مع المحتوى المزعج أو المتكرر، إذ يمكن للمستخدم تصنيف منشورات بعينها على أنها غير ملائمة، سواء بسبب موضوعها أو كثافتها أو بعدها عن اهتماماته، دون الاضطرار إلى إلغاء متابعة الحسابات نهائيًا، وتمنح هذه الخطوة المستخدم قدرة أكبر على تنقية صفحته الرئيسية والحفاظ على محتوى متوازن.

وعلى صعيد آلية العمل، يضيف إنستجرام بعد التحديث طبقة جديدة من التحكم اليدوي إلى نظام التوصيات القائم على تحليل التفاعل، إذ بات بإمكان المستخدم إرسال إشارات مباشرة للخوارزمية، مثل إخفاء منشور أو الإبلاغ عنه أو إبداء رغبة في رؤية محتوى من فئة محددة، ليتم دمج هذه الإشارات مع أنماط الاستخدام التقليدية في تحديد المحتوى المعروض.

ومن المتوقع أن ينعكس هذا التغيير إيجابيًا على تجربة التصفح، عبر تقليل الشعور بازدحام المحتوى غير المرغوب فيه، وجعل الاستخدام اليومي للتطبيق أكثر سلاسة، خصوصًا للمستخدمين الذين يعتمدون على إنستجرام في العمل أو متابعة مجالات متخصصة.

أهمية جودة المحتوى والتفاعل الحقيقي

ويحمل التحديث دلالات مهمة لصنّاع المحتوى وأصحاب الحسابات التجارية، حيث ستزداد أهمية جودة المحتوى والتفاعل الحقيقي، والمواد المتكررة أو ضعيفة القيمة ستكون أكثر عرضة للإخفاء، بينما ستحافظ المنشورات التي تحقق تفاعلًا عضويًا حقيقيًا على حضورها داخل صفحات المتابعين.

وبالنسبة للمستخدم، تمثل هذه الميزة خطوة تعزز الإحساس بالسيطرة على الوقت الذي يقضيه داخل التطبيق، إذ يصبح المحتوى أكثر ارتباطًا باهتماماته، ما يقلل من التمرير العشوائي والإرهاق الرقمي، وتسهم الأدوات الجديدة في بناء ثقة أكبر بين المستخدم والمنصة، من خلال إتاحة خيارات واضحة تعكس احترام تفضيلاته.

ويؤشر هذا التحديث إلى توجه إنستجرام نحو إعادة التوازن في العلاقة بين الخوارزمية والمستخدم، عبر منح الأخير دورًا أكثر فاعلية في رسم ملامح تجربته الرقمية، ومع هذه الخطوة، يقترب التطبيق من تقديم تجربة تصفح أكثر شخصية وراحة، تضع المستخدم في قلب عملية اختيار المحتوى بدلًا من الاكتفاء بدور المتلقي.