الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة للأطراف الصناعية

الإثنين، 15 ديسمبر 2025 10:52 م

الأطراف الصناعية الذكية

يشهد مجال الأطراف الصناعية تطورًا لافتًا مع تصاعد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يتجه الباحثون إلى تبني نماذج قائمة على تقاسم التحكم بين المستخدم البشري ووكيل ذكي، بدلًا من الاعتماد الكامل على أحد الطرفين، ويهدف هذا النهج إلى تحقيق توازن دقيق يضمن احتفاظ الإنسان بالقرار النهائي، مع الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ والتكيف والاستجابة السريعة للحركات الدقيقة.

تحسن واضح في أداء المشاركين خلال الاختبارات القياسية

وأجرى فريق من الباحثين تجارب عملية على أربعة مشاركين يعانون بترًا في الذراع بين المرفق والمعصم، لاختبار فاعلية هذا النموذج الجديد من التحكم المشترك، وأظهرت النتائج تحسنًا واضحًا في أداء المشاركين خلال الاختبارات القياسية، مقارنة بالأنظمة التقليدية التي تعتمد على التحكم اليدوي فقط، ما يعكس قدرة الذكاء الاصطناعي على دعم المستخدم دون إلغاء دوره الأساسي.

ولم تقتصر التجارب على التقييمات المعملية، بل امتدت إلى محاكاة مواقف حياتية حقيقية تتطلب تحكمًا حركيًا عالي الدقة، وقد حاول المشاركون تنفيذ أنشطة يومية متعددة، مثل التقاط الأشياء والتعامل مع أدوات مختلفة، وهي مهام تبدو بسيطة للأشخاص الأصحاء لكنها تمثل تحديًا كبيرًا لمبتوري الأطراف، خاصة عند غياب الإحساس الطبيعي بالقوة والضغط.

وتبرز صعوبة هذه التحديات في مثال بسيط كالشرب من كوب بلاستيكي، إذ إن الضغط الخفيف قد يؤدي إلى سقوط الكوب من اليد الصناعية، بينما قد يتسبب الضغط الزائد في تشوهه أو كسره، وهنا يأتي دور نظام التحكم المشترك، الذي يساعد على ضبط قوة الإمساك تلقائيًا، مع ترك مساحة للمستخدم لتوجيه الحركة حسب رغبته، ما يقلل من الأخطاء ويزيد من الشعور بالثقة أثناء الاستخدام.

تطوير أطراف صناعية أكثر ذكاءً وإنسانية

ويؤكد الباحثون أن هذا التوجه يمثل خطوة مهمة نحو تطوير أطراف صناعية أكثر ذكاءً وإنسانية، قادرة على التكيف مع احتياجات المستخدمين في حياتهم اليومية، ويفتح الباب أمام تطبيقات أوسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية والتأهيلية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة لملايين الأشخاص حول العالم ممن يعانون فقدان الأطراف.