الأحد، 14 ديسمبر 2025

08:43 م

روبوتات الصين، سباق نحو "الحضارة الذكية" وخوف من استبدال 123 مليون عامل

الأحد، 14 ديسمبر 2025 01:26 م

التشغيل الآلى والذكاء الاصطناعي

التشغيل الآلى والذكاء الاصطناعي

تشهد المصانع الصينية، من ورش العمل الصغيرة وصولاً إلي خطوط الإنتاج العملاقة، تحولاً تدريجياً نحو الأتمتة، مدفوعة باستثمارات حكومية ضخمة في مجالي الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ورغم أن الصين هي بالفعل أكبر سوق عالمي للروبوتات الصناعية، فإن هذا التوسع يثير تساؤلات مفتوحة حول مستقبل العمالة البشرية، وإمكانية تطبيق الأتمتة الكاملة في مختلف القطاعات.

النموذج الهجين: الإنسان لا يزال أساسياً

بدأت أول المصانع شبه الخالية من البشر بالعمل فعلياً في الصين، ما أثار مخاوف بشأن فقدان الوظائف. لكن العديد من الخبراء وأصحاب المصانع يرون أن الحل يكمن في نموذج يجمع بين الإنسان والآلة.

وفي ورشة تجميع المركبات ذاتية القيادة التابعة لشركة نيوليكس، أكد المدير ليو جينجياو أن البشر يظلون جزءا أساسياً، وأضاف أن العديد من القرارات تتطلب حكماً بشرياً وعناصر قائمة على المهارات لا يمكن للآلة القيام بها.

وأكد ليو أن التشغيل الآلي يهدف بالأساس إلي مساعدة البشر وتقليل شدة العمل، وليس استبدالهم بالكامل.

"المصانع المظلمة": إمكانية التحول الكامل

على الرغم من تأكيد ضرورة التعاون البشري-الآلي، فإن تركيز الصين على التطبيقات الصناعية للذكاء الاصطناعي جعل التشغيل الآلي الكامل ممكنة في بعض القطاعات.

وأشار ني جون، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة جياوتونغ في شنغهاي، إلي أن شركات مثل شاومي تدير ما يُعرف بـ"المصانع المظلمة"، هذه المصانع لا تحتاج إلي عمال ولا حاجة إلي الإضاءة، وتعتمد كلياً على أذرع آلية ومستشعرات لإنتاج الهواتف الذكية بالكامل.

تحديات الشركات الصغيرة: التمويل والتحول الأولي

بالنسبة لشبكة المصانع الصغيرة والمتوسطة، لا تزال الآلية الكاملة حلماً بعيد المنال بسبب القيود المالية وصعوبة التحول.

التحول الرقمي الأولي، بالنسبة لشركة فار إيست برسيجن برينتينغ، التي كانت تعتمد على القلم والورق لمتابعة سير العمل حتى عامين مضيا، اقتصر التحول على اعتماد برنامج يسمح للموظفين بمسح رموز الاستجابة السريعة (QR) لتحديث نظام تتبع مركزي، هذا التحول الأولي سمح للمدير تشو ييفنغ بمراقبة مستوى الإنجاز والإنتاجية.

وأكد تشو أن القيود المالية هي العائق الرئيسي، وأن الشركات الصغيرة لا تستطيع تحمل التكاليف الباهظة للأتمتة الكاملة، ولذلك لا يزال فحص الجودة للمنتجات النهائية يعتمد على العمالة البشرية.

الأتمتة والبطالة: تحدي للحكومة الصينية

ويُحذّر الخبراء من أن التحدي الأكبر الذي ستواجهه الحكومة الصينية هو إدارة ملف البطالة المحتملة الناتجة عن الآلية الواسعة.

وأوضح جاكوب جونتر من معهد ميركاتور للدراسات الصينية أن الشركات ستكون سعيدة بتقليص عدد العاملين لزيادة الكفاءة، لكن الحكومة "لن ترحب بذلك" وستواجه ضغوطاً كبيرة لإدارة هذا الملف الاجتماعي والاقتصادي.

اقرأ أيضًا:

بروتوكول جديد لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعاونة أعضاء النيابة العامة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

Short Url

search