السبت، 13 ديسمبر 2025

11:30 ص

سوق معدات اللياقة، صناعة تتسارع بين ضغط السمنة وثورة التكنولوجيا

السبت، 13 ديسمبر 2025 09:49 ص

معدات اللياقة

معدات اللياقة

يشهد سوق معدات اللياقة قفزة لافتة، إذ يتوقع أن يصل حجمه إلى 36.37 مليار دولار في عام 2025 قبل أن يتوسع إلى 47.78 مليار دولار بحلول 2030، مدفوعًا بموجة عالمية من الوعي الصحي وتزايد تكلفة الأمراض الناتجة عن قلة الحركة. 

هذا النمو ليس مجرد انعكاس لارتفاع الطلب على المعدات الرياضية، بل هو نتيجة لتحول ثقافي أعمق جعل اللياقة جزءًا من نمط الحياة وليس مجرد نشاط جانبي. 

ويستلهم المصنعون هذا التحول من خلال دمج ميزات رقمية متقدمة داخل المعدات التقليدية، في محاولة لتلبية الطلب على التجارب الرياضية المحسنة بالبيانات والذكاء الاصطناعي. 

في الوقت نفسه، بدأت شركات التأمين وأصحاب العمل في لعب دور أكبر من خلال دعم شراء المعدات بهدف تقليل فواتير الرعاية الصحية طويلة المدى، وتظل آسيا المحرك الأسرع للطلب لأول مرة، بينما تدفع أوروبا بمنطق الاستبدال والترقية والتحول نحو الأجهزة الذكية.

صحوة صحية عالمية تعيد تشكيل السوق

يتحول الاهتمام باللياقة من مجرد موضة موسمية إلى عنصر جوهري في الحياة اليومية، خصوصًا لدى الأجيال الشابة التي باتت ترى الأجهزة الرياضية جزءًا من بنية المنزل الأساسية. 

تؤكد استطلاعات مثل تقرير American College of Sports Medicine لعام 2025 تنامي نفوذ الأجهزة القابلة للارتداء التي أصبحت أعلى الاتجاهات العالمية، ما يعكس رغبة متزايدة في تتبع الأداء وتحسينه. 

ومع دمج مبادئ الاستدامة في الحياة اليومية، تبرز الحاجة إلى معدات صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، لتصبح اللياقة والصحة والوعي البيئي مثلثًا مترابطًا يعيد رسم ملامح سوق الأجهزة الرياضية.

وباء السمنة.. فرصة اقتصادية بقدر ما هو أزمة صحية

وضع انفجار معدلات السمنة العالم أمام تحدي صحي واقتصادي غير مسبوق، حيث يعيش أكثر من مليار شخص اليوم مع السمنة، وهو رقم تضاعف منذ 1990. 

يكشف تقرير منظمة الصحة العالمية أرقامًا صادمة حول سمنة الأطفال والمراهقين، إلى جانب تقديرات تتوقع إضافة ما يقارب 500 مليون إصابة جديدة بالأمراض غير السارية بحلول 2030. 

هذه الأزمة دفعت أنظمة الرعاية الصحية إلى إعادة التفكير في دورها، لتتحول الأجهزة الرياضية من وسيلة ترفيه إلى أداة علاجية ضمن برامج طبية معتمدة. 

وبذلك، لم يعد شراء جهاز رياضي قرارًا استهلاكيًا بحتًا، بل قرارًا وقائيًا يخفف عبئًا اقتصاديًا كبيرًا عن الحكومات والأفراد.

ثورة التكنولوجيا.. من أجهزة حديدية إلى منصات ذكية

يشهد قطاع الإنتاج طفرة تكنولوجية تعيد تعريف ماهية الجهاز الرياضي، فالتطورات تشمل دمج الذكاء الاصطناعي، وأجهزة الاستشعار الحيوية، والمقاومة التكيفية، وصولًا إلى التتبع الحركي ثلاثي الأبعاد كما تقدمه EGYM. 

وتقدم شركات مثل Technogym تجارب غامرة عبر شاشات كبيرة وواجهات تفاعلية، في حين تسمح تقنيات إنترنت الأشياء بربط الجهاز بتطبيقات الصحة والساعات الذكية والمدربين الافتراضيين. 

هذه التكنولوجيات لا تجعل التدريبات أكثر احترافية فحسب، بل تعزز ولاء المستخدم عبر بناء بيئة متكاملة تحول الجهاز إلى منصة تنمو وتتطور بمرور الوقت.

اللياقة المنزلية.. عادة جديدة وليست رد فعل مؤقتًا

ترسخت اللياقة المنزلية كأحد أكبر التحولات السلوكية بعد الجائحة، وأصبحت خيارًا مستدامًا تدعمه التكنولوجيا والظروف الاقتصادية. 

فارتفاع واردات المملكة المتحدة من الأجهزة الرياضية إلى 1.1 مليار جنيه إسترليني يعكس انتقال المستهلكين نحو الاستثمار في تجهيزات منزلية تغنيهم عن اشتراكات النوادي. 

تدعم هذه الموجة أيضًا حلول صغيرة الحجم تتناسب مع ضيق المساحات في المدن، إضافة إلى أجهزة ذكية يمكنها التعرف على المستخدم وضبط التمرين تلقائيًا. 

ويبدو أن المستقبل يتجه نحو منزل متعدد المستويات الصحية، حيث لا يقتصر التمرين على فرد واحد، بل يصبح نشاطًا عائليًا يوميًا.

تكلفة التكنولوجيا.. الحاجز الذي يحد من انتشار التطور

ورغم هذا النمو، ما زالت الأسعار المرتفعة للمعدات الذكية تحد من انتشارها، خصوصًا في الأسواق الناشئة، فمع ارتفاع تكلفة المواد والتشغيل والالتزام بالمعايير الجديدة للسلامة، يجد المصنعون أنفسهم أمام معادلة صعبة: كيف يقدمون ميزات متقدمة دون إثقال كاهل المستهلك؟ 

ظهرت حلول مثل نماذج الاشتراك أو برامج التقسيط، لكنها ليست جذابة أو متاحة بما يكفي في كثير من البلدان، وبالتالي، يبقى السوق الأكبر محصورًا في الفئات السعرية المتوسطة التي تفضل الأداء العملي على التكنولوجي.

عودة النشاط الخارجي.. منافس غير متوقع لصناعة الأجهزة

تزايد الإقبال على الأنشطة الخارجية مثل الجري وركوب الدراجات والمشي يدفع المستهلكين بالتدريج بعيدًا عن الاعتماد على الأجهزة المنزلية. 

الخطط الحكومية التي توسع المسارات الخضراء والمناطق المخصصة للنشاط البدني تقدم بديلًا مجانيًا ومغري، خاصة في الدول ذات المناخ المعتدل. 

وإلى جانب التكلفة، تصبح الفوائد النفسية المرتبطة بالهواء الطلق عاملاً مؤثرًا لا تستطيع الأجهزة الداخلية منافسته بالكامل، ما يفرض على المصنعين مهمة مزدوجة، تحسين التجربة الداخلية وجعلها أكثر جاذبية من الطبيعة نفسها.

القطاعات.. تريدميل في الصدارة والقوة في صعود مذهل

يواصل جهاز المشي تسيد المشهد العالمي بفضل سهولة استخدامه وملاءمته لجميع الأعمار والقدرات البدنية، بينما يشهد قطاع تدريب القوة نموًا سريعًا نتيجة التحول العالمي نحو بناء العضلات والحماية من أمراض الشيخوخة.

وتستفيد الشركات من هذا التحول عبر توسيع خطوط إنتاج الأوزان، والآلات المتعددة الوظائف، والأنظمة المقاومة الذكية التي تمنح المستخدمين نتائج ملموسة بأقل قدر من الوقت والمكان.

المنزل مقابل الصالات.. معركة بين الاستقرار والتحول

يحافظ القطاع التجاري، النوادي الصحية والمستشفيات وبرامج الشركات، على نصيبه الأكبر بفضل مشترياته الضخمة ومعداته الاحترافية. 

إلا أن النمو الحقيقي يأتي من المنازل، حيث تتغير أنماط الحياة ويتجه المستهلكون نحو حلول بسيطة وموفرة للوقت، مدعومة بتطور ملحوظ في الأجهزة الصغيرة الذكية التي تقدم تجربة احترافية دون الحاجة لبيئة نادي متكاملة.

التحول الرقمي في البيع.. المتجر التقليدي يحتفظ بالصدارة مؤقتًا

لا يزال المستهلك يفضل تجربة الجهاز باليد قبل شرائه، لذلك يستمر البيع التقليدي بالهيمنة على 92% من السوق، لكن التجارة الإلكترونية تسحب البساط تدريجيًا بفضل التطور في عرض المنتجات، وخدمات التركيب، واستراتيجية البيع المباشر من المصنع إلى المستهلك. 

ومع انتشار الأجهزة المتصلة، يصبح الشراء عبر الإنترنت امتدادًا طبيعيًا لتجربة المستخدم الرقمية.

أوروبا تتصدر وآسيا تنطلق بقوة

تحافظ أوروبا على مركزها القيادي بفضل بنيتها التحتية المميزة وثقافة اللياقة الراسخة فيها، فيما تواصل آسيا تسجيل أعلى معدلات النمو مدفوعة بالتمدن وارتفاع الدخل وتوسع المبادرات الحكومية. 

استثمار Johnson Health Tech في مصنع جديد بفئات إنتاج ضخمة في فيتنام يعكس الثقة المتزايدة في المنطقة كمحور رئيسي للإنتاج والاستهلاك.

خريطة المنافسين.. سباق على بناء منظومة لا مجرد جهاز

يتجه اللاعبون الكبار مثل Technogym وLife Fitness وPeloton نحو استراتيجية منظومات مغلقة تجمع بين الجهاز والمحتوى والخدمات الرقمية، وفي المقابل، يجد اللاعبون الصغار فرصة ذهبية للتخصص في تصميمات مستدامة، أو أجهزة قوة منزلية، أو حلول متصلة منخفضة التكلفة. 

ومع دخول نماذج إعادة البيع كما فعلت Peloton، يصبح السوق أكثر ديناميكية ويزداد اعتماد المستخدمين على التجربة الهجينة بين الجديد والمستعمل.

 

اقرأ أيضًا:

المستشفى الذكي، ثورة حتمية لمواجهة تحديات الرعاية الصحية في العصر الرقمي

الذكاء الاصطناعي على قائمة الطعام، كيف تُغير "الخوارزميات" ما تأكله؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search