التعليم الفني في مواجهة "الذكاء الاصطناعي"، صياغة خريطة جديدة لإنقاذ 30% من الوظائف

الخميس، 11 ديسمبر 2025 03:13 م

التعليم الفني

دخل التعليم الفني في مصر مرحلة تحوّل تاريخية مع التسارع غير المسبوق لتطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل المصانع وخطوط الإنتاج، ما أدى إلى تراجع الطلب على مهن تقليدية ظلّت راسخة لعقود طويلة، وتشير تقديرات صادرة عن منظمات صناعية إلى أن ما يقرب من 30% من الوظائف اليدوية البسيطة في قطاعات مثل التعبئة والتغليف والتجميع الميكانيكي مهددة بالاختفاء خلال 10 سنوات، مقابل صعود وظائف جديدة تعتمد على البرمجة والتحكم الرقمي وتحليل البيانات الصناعية.

إعادة صياغة المناهج والتخصصات

وفرض هذا التحول التكنولوجي على منظومة التعليم الفني إعادة صياغة المناهج والتخصصات، حيث تم إدخال تخصصات مثل فني الذكاء الاصطناعي التطبيقي، وفني الروبوتات الصناعية، وفني أنظمة التحكم الذكية، بدلًا من تخصصات تقليدية تراجعت جدواها الاقتصادية، وتشير بيانات وزارة التربية والتعليم إلى أن أكثر من 40 مدرسة فنية حديثة أدرجت مواد مرتبطة بالبرمجة والأنظمة الذكية منذ 2022، مع خطط لمضاعفة هذا العدد بحلول 2027.

معامل رقمية متطورة تضم محاكيات صناعية وأنظمة تحكم إلكتروني

ولم يعد التدريب يعتمد على الورش التقليدية فقط، بل امتد إلى معامل رقمية متطورة تضم محاكيات صناعية وأنظمة تحكم إلكتروني ولوحات روبوتات صناعية مماثلة لتلك المستخدمة داخل المصانع الكبرى، وقد ساهمت شركات مثل سيمنس، وشنايدر إلكتريك، وهواوي مصر في تجهيز عشرات المعامل الرقمية باستثمارات تجاوزت 1.2 مليار جنيه، ما سمح للطلاب بالتدريب على نظم إنتاج تحاكي الواقع الصناعي الحقيقي.

التخصصات التكنولوجية داخل التعليم الفني

والفجوة بين التعليم وسوق العمل بدأت تضيق تدريجيًا بفضل هذا التحول، حيث ارتفعت نسبة توظيف خريجي التخصصات التكنولوجية داخل التعليم الفني إلى نحو 78% خلال أول عام من التخرج، مقارنة بأقل من 50% قبل خمس سنوات، وعصر الذكاء الاصطناعي لا يُنهي الوظائف بقدر ما يعيد تشكيلها، وهو ما يفرض على التعليم الفني أن يظل في حالة تحديث مستمر لتجنب تخريج أجيال بمهارات منقرضة.