رئيس «OpenAI» يخطط لتأسيس شركة صواريخ فضائية لمنافسة إيلون ماسك

الأربعاء، 10 ديسمبر 2025 04:40 ص

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي

كشفت تقارير صحفية أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «OpenAI»، يدرس بجدية دخول سباق الفضاء عبر تأسيس أو تمويل أو الاستحواذ على شركة متخصصة في إطلاق الصواريخ، في خطوة قد تفتح فصلاً جديداً من التنافس المباشر بينه وبين الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن هذه التحركات تأتي ضمن رؤية طموحة لربط مستقبل الذكاء الاصطناعي بالبنية التحتية الفضائية، في ظل الطلب المتزايد على الطاقة وقدرات الحوسبة المتقدمة.

سيناريوهات لاستثمارات بمليارات الدولارات من قبل «أوبن إيه آي»

وذكرت الصحيفة أن ألتمان أجرى خلال الأشهر الماضية محادثات مع شركة «ستوك سبيس» الأميركية، وهي شركة ناشئة في مجال الصواريخ يقع مقرها في ولاية واشنطن، وأسّسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، وبحسب المصادر، فقد اكتسبت هذه المباحثات زخماً واضحاً خلال الخريف الماضي، وجرى طرح سيناريوهات لاستثمارات بمليارات الدولارات من قبل «أوبن إيه آي»، كان من شأنها أن تمنح الشركة، في حال إتمامها، حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

غير أن التقرير أشار إلى أن هذه المفاوضات هدأت في الفترة الأخيرة، وسط تدقيق متزايد تتعرض له «أوبن إيه آي» بشأن خططها التوسعية الضخمة والتزاماتها المالية التي تصل إلى مليارات الدولارات، دون وضوح كامل في آليات التمويل، ويأتي ذلك في وقت تعيش فيه الشركة ضغوطاً تنافسية متزايدة، لا سيما بعد التقدم الملحوظ الذي حققه روبوت الدردشة «جيميني» التابع لـ«جوجل»، ما دفع ألتمان إلى إعادة ترتيب أولويات فرق العمل وتأجيل بعض عمليات الإطلاق للتركيز على تطوير «شات جي بي تي».

ارتفاع الطلب على الطاقة إلى مستويات غير مسبوقة

ويرى ألتمان أن التوجه نحو الفضاء لا يمثل مغامرة منفصلة عن نشاط شركته الأساسي، بل يعد امتداداً طبيعياً لمستقبل الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل توقعاته بارتفاع الطلب على الطاقة إلى مستويات غير مسبوقة، ويؤمن بأن مراكز البيانات قد تنتقل تدريجياً إلى خارج كوكب الأرض للاستفادة من الطاقة الشمسية في الفضاء وتجاوز التحديات البيئية والبنيوية على الأرض، وهو تصور يشترك فيه عدد من كبار رواد التكنولوجيا حول العالم.

وفي هذا السياق، تعمل شركة «ستوك سبيس» حالياً على تطوير صاروخ قابل لإعادة الاستخدام بالكامل يحمل اسم «نوفا»، وتطمح من خلاله إلى تقديم نموذج ينافس ما حققته «سبيس إكس» في مجال خفض تكاليف الإطلاق الفضائي، وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن أي شراكة محتملة مع هذه الشركة كانت ستمنح ألتمان طريقاً مختصراً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي دون البدء من الصفر.

التنافس المتصاعد بين سام ألتمان وإيلون ماسك

وتسلّط هذه التحركات الضوء على التنافس المتصاعد بين سام ألتمان وإيلون ماسك، بعد أن جمعتهما في البداية شراكة تأسيس «أوبن إيه آي» عام 2015، قبل أن ينفصل ماسك عن الشركة بعد ثلاث سنوات بسبب خلافات حول التوجهات الاستراتيجية، ومنذ ذلك الحين، أسس ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي «xAI»، بينما واصل ألتمان توسيع نفوذ «أوبن إيه آي» والدخول في مشروعات باتت تنافس بشكل مباشر مصالح ماسك في أكثر من مجال، من الذكاء الاصطناعي إلى مشاريع الدماغ والحاسوب، وصولاً الآن إلى الفضاء.

وكان ألتمان قد لمح في وقت سابق من العام الجاري إلى طموحاته الفضائية عندما تحدث عن احتمالات بناء مراكز بيانات عملاقة خارج كوكب الأرض، بل وطرح فكرة إنشاء ما يشبه «كرة دايسون» حول النظام الشمسي لتوليد الطاقة، وفي يونيو الماضي، تساءل علناً عمّا إذا كان ينبغي عليه تأسيس شركة صواريخ، مؤكداً إيمانه بأن مستقبل البشرية سيتطلب استهلاك كميات من الطاقة تفوق بكثير ما يمكن إنتاجه على سطح الأرض، وهو ما يعزز توجهه نحو الفضاء كخيار استراتيجي طويل المدى.