لمنافسة جوجل، “أوبن إيه آي” تدخل سباق متصفحات الإنترنت بإطلاق “أطلس”

الخميس، 23 أكتوبر 2025 02:10 ص

شركة أوبن إيه آي

محمد السيد

أعلنت شركة "أوبن إيه آي"، المطوّرة لبرنامج "تشات جي بي تي"، عن إطلاق متصفحها الجديد "أطلس" (Atlas)، والمزوّد بقدرات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، في محاولة واضحة لمواجهة هيمنة جوجل كروم على سوق التصفح العالمي، في خطوة تعيد رسم ملامح المنافسة في عالم البحث الإلكتروني، ويأتي المتصفح الجديد ليقدم تجربة رقمية مختلفة كليًا، إذ يدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي مباشرة داخل واجهة الاستخدام، بما يجعل التفاعل مع الإنترنت أكثر سلاسة وذكاءً.

يعتمد على بنية تشات جي بي تي ويتيح للمستخدمين التفاعل مع الصفحات

وأوضح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ"أوبن إيه آي"، أن "أطلس" صُمم ليكون أكثر من مجرد متصفح تقليدي، فهو يعتمد على بنية تشات جي بي تي ويتيح للمستخدمين التفاعل مع الصفحات في الوقت الفعلي دون الحاجة إلى النسخ أو التنقل بين علامات التبويب، ويعمل المتصفح في نسخته الأولى حصريًا على أجهزة macOS من آبل، مع واجهة تتضمن شريطًا جانبيًا ذكيًا يستطيع تحليل محتوى المواقع وتقديم ملخصات أو معلومات داعمة فورًا أثناء التصفح.

التحكم الكامل في المؤشر والأوامر التفاعلية

ويمتد الذكاء الاصطناعي في "أطلس" إلى التحكم الكامل في المؤشر والأوامر التفاعلية، حيث يمكنه تنفيذ مهام مثل حجز تذاكر الطيران، أو تعبئة النماذج الإلكترونية، أو تحرير المستندات مباشرة، وهي قدرات تضعه في منافسة مباشرة مع متصفحات أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل مايكروسوفت إيدج وكوميت من شركة بربليكسيتي، إلا أن "أوبن إيه آي" تراهن على تفوقها من خلال دمج نموذجها اللغوي الشهير، الذي يجذب حاليًا أكثر من 800 مليون مستخدم أسبوعيًا حول العالم.

تسعى "أوبن إيه آي" لتعزيز مكانتها بعد النجاحات الكبيرة "تشات جي بي تي"

وجاء الإعلان بعد أن نشرت الشركة مقطع فيديو ترويجيًا يُظهر واجهة المتصفح الجديدة، ما تسبب في تراجع أسهم شركة “ألفابت” المالكة لجوجل بنسبة تجاوزت 3% خلال ساعات من الكشف عنه، في إشارة إلى التأثير الكبير الذي أحدثه المنتج الجديد في السوق، وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه "أوبن إيه آي" لتعزيز مكانتها بعد النجاحات الكبيرة التي حققها "تشات جي بي تي"، بينما تعمل جوجل في المقابل على تسريع تطوير أدواتها الذكية لتعزيز إمكانيات البحث والتصفح عبر أنظمتها المختلفة.

المنافسة بين الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث التقليدية

ويبدو أن إطلاق “أطلس” ليس مجرد منتج جديد، بل بداية فصل جديد من المنافسة بين الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث التقليدية، حيث تتجه الشركات إلى تحويل المتصفحات من أدوات بحث إلى مساعدين رقميين قادرين على الفهم، التحليل، والتنفيذ، مما يمهد لتحول جذري في الطريقة التي يتفاعل بها المستخدم مع الإنترنت في السنوات القادمة.