أبل تستعين بقيادي من مايكروسوفت لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي

الأربعاء، 03 ديسمبر 2025 01:46 م

شركة أبل

تستعد شركة أبل لإجراء تغيير بارز في قيادة قطاع الذكاء الاصطناعي لديها، عبر استبدال نائب رئيسها الحالي بمسؤول تنفيذي بارز قادم من مايكروسوفت، وذلك في محاولة لمعالجة تأخرها النسبي في هذا المجال الحيوي، في خطوة تعكس سعيها المتسارع للحاق بركب الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأعلنت الشركة أن جون جياناندريا، الذي يشغل منصب النائب الأول للرئيس لشؤون التعلم الآلي واستراتيجية الذكاء الاصطناعي، سيتحوّل إلى دور استشاري خلال المرحلة المقبلة، على أن يتقاعد بشكل كامل في ربيع العام المقبل، ويتولى المنصب خلفًا له أمار سوبرامانيا، المدير التنفيذي السابق في مايكروسوفت، والذي يغادر منصبه بعد ستة أشهر فقط من انتقاله إليها قادمًا من «جوجل»، حيث كان من بين المشاركين في تطوير روبوت الدردشة جيميناي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك إن الذكاء الاصطناعي شكّل دائمًا ركيزة أساسية في استراتيجية الشركة، معربًا عن ترحيبه بانضمام سوبرامانيا، مضيفًا أن خبرته العميقة في هذا المجال ستسهم في دفع مسار الابتكار داخل «أبل» خلال المرحلة المقبلة.

ويأتي هذا التغيير القيادي في ظل تصاعد الانتقادات الموجهة إلى جياناندريا، بسبب ما وُصف ببطء توجهه نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، في وقت تتسارع فيه المنافسة مع شركات مثل «جوجل» و«أوبن إيه آي» التي قطعت أشواطًا متقدمة في هذا المضمار عبر نماذج مثل Gemini وChatGPT.

وعلى الرغم من الانتشار الواسع لروبوتات الدردشة حول العالم في الأعوام الأخيرة، تُعد «أبل» من بين الشركات التي تأخرت نسبيًا في طرح أدوات ذكاء اصطناعي توليدي متكاملة ضمن منظومتها، وكان جياناندريا قد انضم إلى «أبل» عام 2018 بعد مسيرة قيادية في «جوجل» أشرف خلالها على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في محرك البحث وخدمة Gmail، قبل أن يتولى في «أبل» مسؤولية تطوير المساعد الصوتي «سيري» ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزتها.

وفي وقت سابق من هذا العام، تم سحب ملف تطوير سيري من تحت إشرافه، عقب تأجيلات متكررة في إدخال تحسينات الذكاء الاصطناعي على المساعد الصوتي، ورغم ذلك، أكد كوك تقدير «أبل» للدور الذي لعبه جياناندريا في بناء وتعزيز قدرات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى إسهاماته في دعم مسيرة الابتكار وتحسين تجربة المستخدمين.

ومن المقرر أن يرفع سوبرامانيا تقاريره مباشرة إلى كريج فيديريجي، النائب الأول لرئيس هندسة البرمجيات في «أبل»، الذي يلعب دورًا محوريًا في قيادة تطوير البرمجيات داخل الشركة، وأوضح كوك أن فيديريجي يقود حاليًا جهودًا كبيرة لتقديم نسخة أكثر تخصيصًا من «سيري»، من المتوقع طرحها للمستخدمين خلال العام المقبل.

ويأتي هذا التحول القيادي في وقت يعمل فيه مجلس إدارة أبل» على تعزيز خطط الخلافة المستقبلية لتيم كوك، وفق ما أوردته صحيفة فاينانشال تايمز، حيث يُنظر إلى فيديريجي باعتباره أحد أبرز المرشحين المحتملين لتولي المنصب مستقبلاً.

وتُعد هذه الخطوة أيضًا حلقة جديدة في سباق استقطاب المواهب النادرة في مجال الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة، وكان سوبرامانيا جزءًا من موجة انتقالات واسعة ضمت أكثر من 20 باحثًا انتقلوا من «جوجل» إلى مايكروسوفت خلال الفترة الماضية، ضمن خطة لتوسيع فريق الذكاء الخارق الذي يسعى لتطوير نماذج تضاهي القدرات البشرية، بقيادة مصطفى سليمان الشريك المؤسس لـ ديب مايند.

وأشار الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت» ساتيا ناديلا إلى الدور المنتظر لسوبرامانيا في تعزيز البحث الداخلي للشركة، عقب إعادة هيكلة علاقتها مع شركة OpenAI، قبل أن تتجه بوصلته الآن نحو «أبل» لقيادة فصل جديد من سباق الذكاء الاصطناعي داخل عملاق التكنولوجيا الأميركي.