الحنفية أفضل من المعدنية، مطلوب إجابة من الشركات المعنية..

الأحد، 30 نوفمبر 2025 02:52 م

مياه

لا أتفق مع المحتوى الذي تقدمه صفحة "الاكيلانس" على وسائل التواصل الاجتماعي، وأرى أنه يمثل إفتئاتًا على حقوق العديد من الشركات والمؤسسات الصناعية الوطنية، ويؤثر بصورة مباشرة على المزاج العام، والأمن والسلام الاجتماعي، ويمثل خطورة داهمة على سمعة المنتجات المصرية، وحتى المستوردة التي تدخل البلاد من خلال وكلاء وشركاء مصريين، بصورة تؤثر على سمعة مناخ الاستثمار في مصر.

أتفق أن شباب صفحة "الاكيلانس" يستهدفون بالأساس الشهرة والربح، كعادة كل صناع المحتوى في مصر والعالم، ولا يبثون هذه المواد من أجل التوعية أو تقديم رسائل إيجابية للناس لإرشادهم أو خلق حالة من الصحوة بمخاطر بعض الصناعات الغذائية في مصر، لكن جزء كبير من أغراضهم جذب المشاهدات، والجزء الآخر استهداف الشركات للإعلان لديهم أو الترويج لمنتجاتهم، خاصة أنهم باتوا يقدمون دعاية غير مباشرة للعديد من المنتجات الغذائية، خاصة تلك المتعلقة بمنتجات الألبان.

الحقيقة أن قضية المياه المعبأة أو ما تعرف في مصر "المياه المعدنية" تختلف جملة وتفصيلًا عن كل ماسبق، فالناس تستهلكها بصورة دائمة، الغني والفقير، الكبير والصغير، لذلك الحديث عن جودة المياه أمر في غاية التعقيد والصعوبة، خاصة أن القضية ترتبط بصورة مباشرة بالأمن القومي، ونشر معلومات مغلوطة حولها قد يخلق حالة من السخط العام والقلق تفوق كل توقعاتنا.

المشكلة لها أبعاد أخرى ترتبط بجودة المياه المعبأة، وحقيقة ما إذا كانت مياه الصنبور "الحنفية" أكثر نقاءً ونظافة منها أم لا ؟ وهل ننصح الناس بالتراجع عن استخدامها وإنفاق الأموال فيها أم أن الأمر يخضع لأبعاد أخرى؟ وهل بالفعل شركات المياه المعبأة المحلية أو الأجنبية عليها أن تخرج للرأي العام وتقدم بيانات وأدلة وتحاليل تثبت أن المياه التي تبيعها بها معادن مضافة أو درجة نقاء معتبرة، تجعلها أفضل من مياه الصنبور، أو خيار مناسب للمستهلك.

أتصور أن شركات المياه المعبأة مطلوب منها أن تقدم توضيحًا كافيًا للرأي العام عن كل ما أثير في الفيديو الذي بثه الشابين صناع محتوى صفحة "الاكيلانس"، وكذلك الجهات الحكومية المانحة للتراخيص الخاصة بتلك الشركات، وكذلك أساتذة التغذية الذين يصدعون رؤسنا في التلفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعي ليلا ونهارًا عن الكوليسترول والدهون الثلاثية، والحبة السوداء، والزيوت المهدرجة، والسمن النباتي.. إلخ، وأظن أن جودة الماء موضوع يستحق أن نطرحه للمناقشة والحوار بدلًا من الاسطوانات المشروخة التي تتكرر بصورة مملة.

يجب مصارحة الرأي العام بالحقائق الكاملة حول جودة المياه المعدنية أو المعبأة في مصر، وطرق تسعيرها، وحجم الأموال التي يتم إنفاقها عليها، وجدوى المعلومات التي تقول بأن مياه الحنفية أفضل منها، خاصة أن الموضوع يشغل الرأي العام المصري، ويستحق أن تخرج الشركات ومؤسسات الدولة بالحقائق الكاملة حوله، ولا نكتفي فقط بضبط مجموعة من صناع المحتوى، يغازلون الناس من أجل حصد أرباح المشاهدات، أو استهداف شركات بعينها للترويج والدعاية لها.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.