الإثنين، 24 نوفمبر 2025

06:04 م

المبنى الأسود، 7 عقود من التحولات والصراع على أحد أهم أصول القاهرة

الإثنين، 24 نوفمبر 2025 03:05 م

مقر الحزب الوطني

مقر الحزب الوطني

على ضفاف نيل القاهرة، تقف أرض الحزب الوطني المنحل شاهدة على عقود من التحولات السياسية والاقتصادية التي مرت بها مصر منذ خمسينيات القرن الماضي، فقد احتضن المبنى أسرار حكومات متعاقبة، ثم احترق في قلب ثورة يناير، قبل أن يتحول لاحقًا إلى أحد أبرز الأصول التي تستهدف الدولة إعادة توظيفها ضمن خطط تعظيم العائد من ممتلكاتها.

واليوم يعود هذا الموقع إلى الواجهة من جديد، مع إعلان صندوق مصر السيادي تلقيه عروضًا من 11 تحالفًا استثماريًا لتطويره، في مشهد يعكس حجم التنافس الإقليمي والمحلي وقيمة الأرض وموقعها الفريد على كورنيش النيل.

المبنى الذي عاش مع 3 أنظمة وسقط في يناير

منذ تشييده في أوائل خمسينيات القرن الماضي على يد المعماري محمود رياض، شكّل مبنى الحزب الوطني أحد أهم مراكز الثقل في الحياة السياسية المصرية. تعاقبت عليه أنظمة واتجاهات مختلفة، من الاشتراكية إلى الليبرالية ثم الرأسمالية، وظل لعقود رمزًا للسلطة وصناعة القرار.

وفي 28 يناير 2011، شهد المبنى نهايته الدرامية حين اقتحمه المتظاهرون واشتعلت فيه النيران، ليتحوّل إلى كتلة سوداء بارزة في مشهد الثورة، وصورة رمزية لانهيار حقبة سياسية امتدت لعشرات السنين.

هدم مبنى الحزب الوطني ونقل الأصول إلى الدولة

في عام 2014، وافقت الحكومة على هدم المبنى، وفي مايو 2015 صدر قرار رسمي بإزالته بعد خروجه من ولاية وزارة الآثار، إذ كانت الأرض أصلًا ملكًا للمتحف المصري منذ 1901، وأدرجت ضمن المباني ذات الطابع المعماري المتميز،  بموجب قرار من الحكومة في إبريل 2015.

وفي 2020، ضمت الدولة الموقع (نحو 16.5 ألف متر مربع) إلى صندوق مصر السيادي، ضمن خطة للاستفادة من الأصول غير المستغلة وإعادة هيكلتها وتعظيم قيمتها.

استثمارات تقدر بنحو 5 مليارات دولار.. تحركات الصندوق السيادي

مع نهاية 2021، طرح الصندوق المشروع أمام المستثمرين، وفي عام 2022، كشف عن مخطط ضخم لتطوير الأرض باستثمارات تقدر بنحو 5 مليارات دولار، يتضمن إنشاء برج متعدد الاستخدامات بارتفاع قد يصل إلى 220 مترًا، يضم فندقًا 5 نجوم، وشققًا فندقية، ومولًا تجاريًا، مستفيدًا من الإطلالة المباشرة على النيل وميدان التحرير.

في أغسطس 2023، قدرت وزارة التخطيط والتنمية العمرانية وقتها، قيمة الأرض بنحو 3.98 مليار جنيه.

انسحاب التحالف الإماراتي  السعودي.. وتغيرات سعر الصرف

الفترة من 2023 إلى 2024 شهدت تحولات اقتصادية أثرت على مسار المشروع، فعقب تعويم مارس 2024، قفز سعر الدولار من 31 إلى نحو 48 جنيهًا، ما رفع تكلفة البناء بشكل كبير، وأدى إلى إعادة تقييم التكلفة الاستثمارية.

ودفع هذا التغير التحالف الذي يضم مجموعة الشعفار الإماراتية والشركة السعودية المصرية للتعمير إلى الانسحاب من التنفيذ رغم فوزه السابق بالمنافسة.

أكد أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي حينها أن دخول المستثمر الإماراتي لم يكن بيعًا للأرض، بل شراكة، وأن الصندوق سيظل طرفًا أساسيًا في التطوير.

مصر.. انتهاء تقييم عروض تطوير أرض الحزب الوطني السابق : CNN الاقتصادية

بديل مؤقت.. شركتي «نايلوس» وتطوير برجين

في ضوء انسحاب التحالف، أسندت الحكومة تطوير المشروع لشركتين تابعتين للصندوق السيادي، «نايلوس» للخدمات الفندقية والتجارية، و«نايلوس» للخدمات السكنية، بهدف إنشاء برجين، برج فندقي  إداري تجاري بارتفاع 75 طابقًا، وبرج سكني فاخر يضم 446 وحدة، بارتفاع 50 طابقًا، وكان هذا المقترح ترتيبا انتقاليا لحين إعادة طرح المشروع على المستثمرين.

المشهد الحالي، 11 تحالفًا يتنافسون على تطوير واحدة من أثمن أراضي القاهرة

في أحدث تطور، نقلت "الشرق بلومبرج" أن صندوق مصر السيادي تلقى عروضًا من 11 تحالفًا استثماريًا محليًا وإقليميًا لتطوير الأرض، وتشمل التحالفات شركات سبق أن تقدمت في الطرح السابق، إضافة إلى كيانات جديدة.

من المتوقع البت في العروض قبل نهاية العام الجاري، في خطوة تعكس الزخم الكبير حول المشروع وموقعه.

أهمية صندوق مصر السيادي ودوره في تعظيم الأصول

منذ تأسيسه في فبراير 2019، يعمل صندوق مصر السيادي على إعادة هيكلة الأصول غير المستغلة، وجذب مستثمرين لتطويرها في قطاعات الكهرباء والعقارات والبتروكيماويات وغيرها.

ويمثل مشروع أرض الحزب الوطني أحد أبرز مشاريع الصندوق من حيث الرمزية والتاريخ والموقع والقيمة الاستثمارية.

من ذاكرة سياسية إلى استثمار مستقبلي

تحولت أرض الحزب الوطني من رمز لمرحلة سياسية إلى نموذج لسياسة اقتصادية جديدة تقوم على استغلال الأصول وتعظيم قيمتها، ورغم التحديات التي واجهت المشروع، من تغيرات سعر الصرف إلى انسحاب التحالفات، لا يزال الموقع يمثل فرصة استثمارية فريدة في قلب القاهرة.

ومع تلقي عروض من 11 تحالفًا جديدًا، يترقب السوق إعلان الشريك الفائز لاستكمال رحلة تحويل “المبنى الأسود” إلى مشروع عمراني حديث يعيد رسم واجهة النيل في أهم نقاطه وأكثرها رمزية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search