بريطانيا تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المعادن الحيوية لتأمين موارد المستقبل
الأحد، 23 نوفمبر 2025 11:42 م
المعادن النادرة
تتعامل الحكومات الكبرى مع المعادن الحيوية باعتبارها شرياناً استراتيجياً لا يقل أهمية عن الطاقة أو التكنولوجيا المتقدمة، والمعادن مثل الليثيوم والنيكل والعناصر الأرضية النادرة أصبحت اليوم في قلب معادلة الأمن القومي العالمي، وهو ما ظهر مع إعلان بريطانيا استراتيجيتها الوطنية الجديدة للمعادن الحيوية، بالتزامن مع إقرار قادة مجموعة العشرين إطار عمل المعادن الحيوية خلال قمتهم في جوهانسبرج.
الاستراتيجية البريطانية جاءت مدفوعة بشعور متزايد بالخطر من الاعتماد المفرط على الصين، التي تسيطر على نحو 90% من عمليات تكرير العناصر الأرضية النادرة عالمياً، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لم يُخفِ قلقه، واصفاً تلك المعادن بأنها «العمود الفقري للحياة الحديثة والأمن القومي»، في رسالة واضحة بأن اقتناء هذا النوع من الموارد لم يعد مسألة اقتصادية فحسب، بل خطوة دفاعية لحماية مستقبل الصناعات البريطانية.
التوسع في إنتاج الليثيوم ليصل إلى 50 ألف طن خلال العقد المقبل
وتضع بريطانيا أهدافاً صارمة لتقليل الاعتماد على دولة واحدة كمصدر لأي معدن بحلول عام 2035، بحيث لا تتجاوز نسبة الاستيراد من بلد واحد 60%، وتخطط لرفع مساهمة الإنتاج المحلي من المعادن إلى 10%، مقابل 20% من إعادة التدوير، مع التوسع في إنتاج الليثيوم ليصل إلى 50 ألف طن خلال العقد المقبل، هذه الخطة تأتي في ظل توقعات بارتفاع الطلب على الليثيوم بنسبة تتجاوز 1100%، إضافةً إلى مضاعفة احتياج السوق إلى النحاس تقريباً مع تنامي الصناعات الخضراء.
ولم تكتف لندن بتعزيز قدراتها الداخلية، بل اتجهت لبناء تحالفات استراتيجية جديدة، أبرزها الاتفاق الذي وقعته مع السعودية لتعزيز سلاسل الإمداد وجذب استثمارات جديدة في قطاع التعدين، وهذا التحرك يعكس توجهاً بريطانياً للابتعاد عن التركيز على سوق واحدة، والاعتماد بدلاً من ذلك على شبكة واسعة من الشركاء الدوليين الذين يمتلكون احتياطيات كبرى أو قدرات تكرير متقدمة.

ترسيخ رؤية مشتركة حول المعادن الحيوية
وشكّلت قمة العشرين منصة دولية لترسيخ رؤية مشتركة حول المعادن الحيوية باعتبارها محركاً للتنمية الاقتصادية، لا مجرد مواد خام تُصدَّر إلى الخارج، «إطار عمل المعادن الحيوية» الذي تبنّاه القادة يدعو إلى بناء سلاسل قيمة مستدامة وشفافة وقادرة على الصمود، مع التأكيد على حق الدول المنتجة وخاصة النامية في الاستفادة من ثرواتها داخلياً عبر التصنيع وزيادة القيمة المضافة، بدلاً من الاكتفاء بدور المورّد.
كما أبرزت القمة تحديات الطاقة والمناخ، مشيرةً إلى أن أكثر من 600 مليون شخص في أفريقيا ما زالوا دون كهرباء، بينما دعا القادة إلى مضاعفة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030 ورفع كفاءة الطاقة، مع توفير تمويل منخفض التكلفة وضمان نقل التكنولوجيا إلى الدول التي تحتاجه.
بهذه الخطوات المتوازية بين بريطانيا ومجموعة العشرين، يبدو العالم مقبلاً على مرحلة جديدة تتجاوز فيها المعادن دورها التقليدي، لتصبح محوراً لصياغة التحالفات، وإعادة توزيع النفوذ، ورسم ملامح الاقتصاد العالمي لعقود مقبلة.

اقرأ أيضًا:
التصنيع في إفريقيا، القارة السمراء مخزن المعادن النادرة تواجه تحديات التوطين والتحرر
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الأزمات تتفاقم في فرنسا بعد رفض البرلمان موازنة 2026
23 نوفمبر 2025 11:25 م
أمين «أوابك»: ذروة الإنتاج أو الطلب على النفط لن تتحقق قبل عام 2050
23 نوفمبر 2025 07:56 م
وزير الخزانة: الاقتصاد الأمريكي لا يواجه ركودًا شاملًا رغم خسائر الإغلاق الحكومي
23 نوفمبر 2025 07:10 م
أكثر الكلمات انتشاراً