خاصية “تتبع المواقع” في «إكس» تثير جدلاً واسعاً وتكشف خريطة النفوذ الرقمي

الأحد، 23 نوفمبر 2025 10:38 م

منصة إكس

أشعلت منصة “إكس” موجة جدل واسعة حول العالم بعد إطلاق ميزة جديدة تُظهر الدولة التي يُدار منها كل حساب، في خطوة أربكت ملايين المستخدمين، وأعادت تسليط الضوء على مدى الشفافية في الفضاء الرقمي العالمي، التحديث المفاجئ لم يغيّر فقط طريقة قراءة نشاط الحسابات، بل فتح الباب أمام تساؤلات كبرى بشأن حجم التأثير الخارجي في النقاشات المحلية للدول، وكيف استغلت الحسابات المجهولة أو الشبكات المنظمة هذا الغموض على مدار سنوات.

التحديث الأخير يسلّط الضوء على حالة من الفوضى الرقمية

الميزة الجديدة دفعت عدداً هائلاً من الحسابات حول العالم إلى واجهة المشهد، بعدما كشفت عن أنماط تفاعل متشابكة بين مستخدمين حقيقيين وآخرين تُدار حساباتهم من دول مختلفة، التحليلات العامة ترى أن التحديث الأخير يسلّط الضوء على حالة من الفوضى الرقمية التي عاشتها المنصات الاجتماعية لسنوات، حيث لعبت الحسابات غير الحقيقية دوراً لا يُستهان به في توجيه النقاشات، سواء في قضايا سياسية أو اجتماعية أو حتى حملات الرأي العام، وتشير تلك الرؤى إلى أن الحسابات المثيرة للجدل كانت معروفة لدى جهات الرصد الرقمي منذ سنوات، وأن بعضها شارك في نشر معلومات مضلّلة أو دعم أجندات متعارضة في أزمات سابقة بمناطق مختلفة من العالم.

الميزة الجديدة لم تأتِ كصدمة للمتخصصين بقدر ما أكدت شكوكاً حول طبيعة الحسابات

ويرى محللون أن الميزة الجديدة لم تأتِ كصدمة للمتخصصين بقدر ما أكدت شكوكاً تراكمت حول طبيعة عدد كبير من الحسابات التي تبدو محلية في ظاهرها بينما تُدار فعلياً من الخارج، وتقول هذه التقديرات إن الحسابات العابرة للحدود كانت حاضرة في كثير من الحملات المنظمة، سواء بهدف توجيه مسارات النقاش أو إشعال القضايا الخلافية، وهو ما ظهر في سجالات عديدة على مستوى العالم، من النقاشات التشريعية إلى القضايا الحقوقية والاجتماعية.

التحديث لا يحمل أبعاداً سياسية مباشرة

على الجانب الآخر، هناك قراءة أكثر تقنية ترى أن التحديث لا يحمل أبعاداً سياسية مباشرة، بل يندرج ضمن جهود مكافحة التضليل وتقليص نشاط الجيوش الإلكترونية، وتقول هذه الرؤية إن إظهار الدولة التي فُعّل فيها الحساب خطوة تهدف إلى الحد من الحسابات المؤتمتة أو التي تُنشأ لأغراض التضليل، وتعتبرها المنصة أداة لتعزيز الشفافية وليس لفرض رقابة أو استهداف مستخدمين بعينهم.

الخاصية تثير مخاوف بعض المستخدمين

ورغم ذلك، يلفت خبراء التكنولوجيا إلى أن الخاصية قد تثير مخاوف لدى بعض المستخدمين الذين يخشون أن يؤدي الكشف عن مواقعهم إلى تهديدات محتملة أو تضييق على حرياتهم الرقمية، ويشيرون في الوقت نفسه إلى إمكانية تجاوز هذه الميزة باستخدام أدوات مثل الـVPN، التي تسمح بإخفاء الموقع الفعلي وتعزيز مستويات الخصوصية لمن يرغب في ذلك.

ضبط الحسابات الوهمية

وبين المخاوف من تضخم التدخل الخارجي، والآمال في ضبط الحسابات الوهمية، يبدو العالم الرقمي مقبلاً على مرحلة جديدة من الجدل، والخاصية الجديدة لا تكتفي بكشف مواقع الحسابات، بل تطرح سؤالاً أكبر، إلى أي مدى كانت النقاشات على المنصات الاجتماعية أصيلة خلال السنوات الماضية؟، وإلى أي حدّ قد تعيد هذه الخطوة رسم خريطة التأثير العالمي على شبكات التواصل في المستقبل؟.