"علي بابا" تلحق بركاب "تيك توك" في مصيدة الاتهامات الأمريكية، ورد صيني عاجل

الإثنين، 17 نوفمبر 2025 07:21 م

منصة علي بابا

أحمد كامل

أعادت مجموعة من الادعاءات الجديدة إشعال الجدل في الولايات المتحدة حول دور شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى في تهديدات الأمن القومي، إذ تزعم مذكرة كُشف عنها مؤخرًا ونُسبت إلى مسؤولين أمريكيين في الأمن القومي، أن مجموعة علي بابا، إحدى أكبر تكتلات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية في الصين، ساعدت جيش التحرير الشعبي الصيني في جهود قد تُمكّن من استهداف أصول أمريكية محددة، حسب cnbc.

ورغم أن هذه الادعاءات لا تزال غير مؤكدة، ورفضها بشدة كل من علي بابا والسلطات الصينية، إلا أن المذكرة زادت من تأجيج التوترات الجيوسياسية والتكنولوجية المشحونة أصلًا.

علي بابا زودت الصين بإمكانية الوصول إلى بيانات المستخدمين

وفقًا للادعاءات، يُزعم أن علي بابا زودت جيش التحرير الشعبي الصيني بإمكانية الوصول إلى أنواع معينة من بيانات المستخدمين، بما في ذلك عناوين IP، ومعرّفات شبكات Wi-Fi، وسجلات الدفع، بالإضافة إلى معلومات تتعلق بثغرات برمجية "يوم الصفر" وهي ثغرات أمنية سيبرانية شديدة الحساسية يمكن استخدامها في التجسس الرقمي أو العمليات السيبرانية الهجومية.

و تشير المذكرة إلى أنه من الممكن نظريًا استخدام هذه البيانات لرسم خريطة أو تحديد أو استهداف أنظمة ذات أهمية استراتيجية لبكين. ومع ذلك، لا تحدد المذكرة أصولًا أو منظمات أو قطاعات أمريكية معينة يُزعم تأثرها، ولا تصف كيفية استخدام أي بيانات تشغيليًا.

علي بابا ترد

ردًا على ذلك، نفت شركة علي بابا هذه الاتهامات نفيًا قاطعًا، واصفةً إياها بـ"الكاذبة" و"المضللة" و"المصممة لتشويه الحقيقة". وأكدت الشركة أنها تعمل بشكل مستقل ووفقًا لجميع القوانين المعمول بها في الدول التي تعمل فيها، وبالمثل نفت الحكومة الصينية هذه الاتهامات، واصفةً إياها بدوافع سياسية وغير مدعومة بأدلة.

ورغم عدم وجود تحقق خارجي، فإن هذا الجدل يستغل مخاوف الولايات المتحدة الأوسع نطاقًا بشأن استراتيجية الصين للاندماج المدني والعسكري، والتي تشجع بموجبها بكين شركات التكنولوجيا على دعم أولويات الأمن القومي.

ولطالما جادل المحللون الأمريكيون بأن غياب حاجز صارم بين القطاع الخاص الصيني ومؤسسات الدولة يُمثل مخاطر كامنة عندما تعمل الشركات الصينية عالميًا أو تتعامل مع بيانات المستخدمين الأجانب على نطاق واسع.

أزمة تيك توك

تتزامن هذه الادعاءات بشكل وثيق مع أزمة تيك توك المستمرة، حيث يخشى صانعو السياسات من إمكانية استخدام منصة الفيديوهات القصيرة الشهيرة المملوكة لشركة بايت دانس الصينية للوصول إلى بيانات حساسة عن مواطنين أمريكيين أو التلاعب بالمحتوى لتحقيق نفوذ استراتيجي.

وقد أمضت واشنطن سنوات في التدقيق في ممارسات تيك توك المتعلقة بالبيانات، وأيّد قرار قضائي أمريكي حديث تشريعًا يُلزم بايت دانس بسحب استثماراتها من عمليات تيك توك في الولايات المتحدة وإلا ستواجه حظرًا وطنيًا محتملًا.

وأشار الحكم إلى مخاطر مماثلة في طبيعتها لتلك التي تُثار الآن حول علي بابا: إمكانية تبادل البيانات سرًا مع السلطات الصينية والتأثير الاستراتيجي للتحكم الخوارزمي.

أنشطة استخباراتية موجهة

تعكس كلتا الحالتين اعتقادًا متزايدًا لدى المسؤولين الأمريكيين بأن شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة قد تُوفر، عن قصد أو بغير قصد، نقاط دخول لأنشطة استخباراتية موجهة من الدولة.

ونتيجة لهذا، اعتمدت الحكومة الأميركية بشكل متزايد تدابير للحد من الاعتماد على البنية التحتية الرقمية الصينية ــ بما في ذلك تقييد بعض التطبيقات على الأجهزة الحكومية، ومراجعة البرامج الأجنبية المستخدمة في الصناعات الحيوية، والضغط على شركات القطاع الخاص لتأمين سلاسل التوريد.
في حين أن الاتهامات الموجهة ضد علي بابا لا تزال دون إثبات، فإن ظهورها يُبرز تنامي انعدام الثقة بين أكبر اقتصادين في العالم.

فبينما تُكثّف واشنطن مراقبتها لشركات التكنولوجيا الصينية، وتُدين بكين ما تصفه بالروايات المُسيّسة، يبدو أن كلا الجانبين مُنخرطان في صراع مُتفاقم حول من يتحكم في الأنظمة الرقمية وتدفقات البيانات التي تُشكّل أساس القوة العالمية.

اقرأ أيضا

الاتحاد الأوروبي يتهم «ميتا» و«تيك توك» بانتهاك معايير الشفافية (فيديو)

بـ14 مليار دولار، ترامب ينجح في الضغط على الصين لشراء تيك توك

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم