الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

02:31 ص

بعد رسالة وداع مؤثرة، كيف تحول "وارن بافيت" من طفل يبيع العلكة إلى أيقونة الاستثمار العالمي؟

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 12:54 ص

وارن بافيت

وارن بافيت

في لحظة وصفت بأنها نهاية فصل أسطوري في عالم المال والأعمال، أعلن الملياردير الأمريكي وارن بافيت، البالغ من العمر 95 عامًا، تنحيه عن كتابة التقرير السنوي لشركة بيركشاير هاثاواي، تمهيدًا لتسليم القيادة إلى نائبه جريج آبل بنهاية العام الجاري.

القرار جاء ضمن رسالة وداع مؤثرة حملت مزيجًا من الفكاهة والحكمة والتأمل، عبّر فيها بافيت عن فلسفته في الحياة، وودّع من خلالها رحلة امتدت لأكثر من ستة عقود قاد خلالها واحدة من أنجح الشركات في التاريخ الحديث.

رسالة وداع وارن بافيت بروح الدعابة والحكمة

استهل بافيت رسالته الصادرة، أول أمس الاثنين، قائلاً بأسلوبه الساخر: "لن أكتب بعد الآن تقرير بيركشاير السنوي أو أسترسل في الاجتماع السنوي، كما يقول البريطانيون، سألتزم الصمت.. نوعاً ما".

أكد بافيت في الرسالة أنه سيواصل زيادة تبرعاته الخيرية، متعهدًا بالتبرع بما تبقى من أسهمه في الشركة، والبالغة قيمتها 149 مليار دولار، لصالح المبادرات الإنسانية التي يؤمن بها.

وبدت الرسالة أقرب إلى وصية فكرية تلخص تجربة رجل صنع مجده بالعمل والانضباط والرؤية طويلة المدى.

نهاية حقبة وبداية قيادة جديدة

أعلن بافيت أن نائبه جريج آبل سيتولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة، قائلاً: “جريج آبل رجل يتمتع بقدرات إدارية عالية، وعزيمة لا تعرف الكلل، وشفافية نادرة، أتمنى له ولاية طويلة مليئة بالنجاحات”، ليختتم مرحلة استثنائية استمرت أكثر من 6 عقود، نجح خلالها بافيت في تحويل شركة نسيج متعثرة إلى إمبراطورية مالية تقدر قيمتها بتريليون دولار.

رحلة عمر مليئة بالحظ والدروس

تأمل بافيت في ما وصفه بـ"رحلة الحظ والعمر الطويل"، مشيرًا إلى أنه يشعر بالامتنان لبلوغه الـ95، قائلاً: "من يبلغ سنًّا متقدمًا مثلي يحتاج إلى جرعات ضخمة من الحظ، من النجاة من السقوط إلى تفادي الحوادث والكوارث".

واستعاد ذكريات طفولته في أوماها بولاية نبراسكا الأمريكية، عندما نجا من التهاب الزائدة الدودية عام 1938، قائلا بابتسامة: "كنت طفلاً يحلم بزلاجة ودراجة وقفاز بيسبول وقطار كهربائي، وكانت تلك أحلامنا الكبيرة حينها".

الخطوة الأولى نحو الإمبراطورية.. كم كان عمر الملياردير بافيت عندما اشترى  أول سهم له؟

رفقة العمر مع تشارلي مانجر

خصّ بافيت صديقه وشريكه الراحل تشارلي مانجر بجزء مؤثر من رسالته، واصفًا إياه بأن هو الأخ الأكبر والمعلم الذي لا مثيل له"، مضيفًا أن على مدى أكثر من 60 عاماً، كان لتشارلي أثر عميق في حياته، كما أنه لم يختلفوا يوماً إلى حد الجدال، ولم ينطق له قط بعبارة (لقد قلت لك ذلك)".

وأكد أن وجوده في أوماها كان عاملاً حاسماً في نجاحه، مضيفًا أن يشعر بأنه يشعر بأنه وبيركشاير حققوا نتائج أفضل لأنهم انطلقا من أوماها، مكملًا قائلا: "لقد كنت محظوظاً منذ لحظة ميلادي".

من طفل يبيع العلكة إلى أسطورة الاستثمار

ولد وارن بافيت عام 1930 في أوماها بولاية نبراسكا، في ذروة الكساد الكبير، وبدأ شغفه بالأعمال في سن السادسة حين كان يبيع العلكة من منزل لآخر، ثم زجاجات "كوكاكولا" ويوزع الصحف، وفي الحادية عشرة اشترى أول سهم له، وقدم أول إقرار ضريبي في الثالثة عشرة من عمره.

مع مرور الوقت، واصل بناء خبراته العملية حتى أسس لاحقًا إمبراطورية استثمارية ضخمة بفضل استراتيجيته القائمة على الاستثمار في القيمة التي تعلمها من أستاذه الشهير بنجامين جراهام.

وارن بافيت

تأسيس إمبراطورية بيركشاير هاثاواي

بدأ بافيت شراء أسهم شركة بيركشاير هاثاواي Berkshire Hathaway عام 1962، واستحوذ عليها عام 1965، بعد خلاف مع إدارتها السابقة، ومن وقتها حوّل الشركة من مصنع نسيج متعثر إلى تكتل اقتصادي يملك حصصًا ضخمة في شركات مثل كوكا كولا وأمريكان إكسبريس  وجيكو، إلى جانب استحواذات ضخمة في مجالات التأمين والطاقة والنقل.

صفقات كبرى صنعت التاريخ

من أبرز صفقاته التاريخية استحواذه على See’s Candies وNebraska Furniture Mart، وشراء شركة السكك الحديدية BNSF مقابل 34 مليار دولار عام 2010.

كما استثمر خلال الأزمات المالية في شركات كبرى مثل Goldman Sachs وGeneral Electric وMars، محققًا أرباحًا هائلة في وقت كان الآخرون يخشون المخاطرة.

الجانب الإنساني والعطاء المستمر

كرس بافيت جانبًا كبيرًا من ثروته للأعمال الخيرية، متعهدًا عام 2006 بالتبرع بمعظم أسهمه لمؤسسة بيل وميليندا جيتس وأربع مؤسسات عائلية أخرى.

كما شارك في تأسيس مبادرة "العطاء" (The Giving Pledge) عام 2010 لتشجيع الأثرياء على التبرع بجزء كبير من ثرواتهم.

اللطف رأس المال الحقيقي

اختتم بافيت رسالته بكلمات تلخص فلسفته في الحياة قائلاً: "العظمة لا تقاس بالثروة أو الشهرة أو السلطة، بل بقدرتك على مساعدة الآخرين. اللطف مجاني لكنه لا يُقدّر بثمن".

بهذه الرسالة، يودّع وارن بافيت عالم الأعمال وهو يترك خلفه إرثًا استثنائيًا من الحكمة والتواضع والنجاح، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الاقتصاد كأعظم مستثمر في التاريخ الحديث.

اقرأ أيضًا:

أسهم «يونايتد هيلث» تقفز 13% بعد أنباء استحواذ بافيت على 5 ملايين سهم

أسهم «يونايتد هيلث» تقفز 13% بعد استحواذ بافيت على 5 ملايين سهم

بيركشاير هاثاواي التابعة لـ"بافيت" تشتري حصة بـ1.6 مليار دولار في يونايتد هيلث

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search