كيف غيّر جيل Z عادات الدفع وأعادوا تشكيل مستقبل المعاملات المالية؟

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 02:12 م

الثورة الرقمية

شهدت السنوات الأخيرة، تحوّلًا ملفتًا في سلوكيات الدفع والإنفاق لدى جيل الشباب المعروف بـ"جيل Z"، وهم المولودون بين منتصف التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، وهذا الجيل الذي نشأ في قلب الثورة الرقمية، أصبح يفضّل المعاملات الإلكترونية، على الدفع النقدي التقليدي.

ويستفيد “جيل Z” من انتشار المحافظ الذكية، وخدمات الدفع عبر الهواتف المحمولة، والتطبيقات البنكية السهلة الاستخدام، ومع ازدياد الثقة في التكنولوجيا، وتراجع الاعتماد على النقود الورقية، أصبح هذا الجيل يقود موجة التحول نحو اقتصاد رقمي مرن وسريع.

تنفيذ المدفوعات خلال ثوانٍ عبر الهاتف

وهذه التغيرات، جاءت انعكاسًا لبيئة اجتماعية واقتصادية تمنح الأولوية للسرعة والأمان والشفافية، و"جيل Z" يعتبر أن الوقت عامل حاسم، ويفضل تنفيذ المدفوعات خلال ثوانٍ عبر الهاتف، بدل الوقوف في طوابير أو حمل مبالغ نقدية قد تفقد أو تتعرض للسرقة.

ويلعب عامل تتبع المصروفات دورًا مهمًا، إذ تسمح التطبيقات الرقمية لهذا الجيل، بتحليل سلوكه المالي وإدارة ميزانيته اليومية بسهولة، وهو ما يتوافق مع رغبة الشباب في التحكم بمصاريفهم، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة.

تحسين تجارب المستخدم لضمان الحفاظ على العملاء

وأثّر هذا التوجّه بشكل مباشر على المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية (FinTech)، التي سارعت إلى تطوير منتجات جديدة، تتناسب مع متطلبات الشباب، وظهرت الخدمات الرقمية مثل البطاقات الافتراضية، ومنصات الدفع اللا تلامسي، وخدمات الشراء الآن والدفع لاحقًا (BNPL).

وأصبحت كذلك جزءًا أساسيًا من قرارات الشراء لدى عدد كبير من الشباب، وهذا التحول دفع البنوك التقليدية إلى إعادة النظر في نماذجها التشغيلية، عبر الاستثمار في التطبيقات الذكية، وتحسين تجارب المستخدم لضمان الحفاظ على العملاء الصغار.

الاعتماد على المدفوعات الرقمية نحو مجتمع بلا نقود

وبينما كان يُنظر إلى التحول نحو مجتمع بلا نقود على أنه رؤية مستقبلية بعيدة المدى، جاء "جيل Z" ليسرع بتحقيقها في الواقع، وهذا الجيل لن يكتفي بالاعتماد على المدفوعات الرقمية وحسب، بل سيقود أيضًا عصر التمويل اللا مركزي والعملات الرقمية وتقنيات الـ"Blockchain".