«علم الروم»، شراكة مصرية قطرية لإعادة رسم خريطة الساحل الشمالي
الخميس، 06 نوفمبر 2025 07:02 م
علم الروم
في واحدة من أكبر صفقات الاستثمار العقاري في تاريخ الساحل الشمالي المصري، شهدت العاصمة الإدارية الجديدة، اليوم الخميس 6 نوفمبر 2025، توقيع اتفاقية الشراكة بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وشركة الديار القطرية، الذراع العقارية لصندوق الثروة السيادي القطري، لتطوير وتنمية منطقة سملا وعلم الروم بمحافظة مطروح، على مساحة تقارب 4900 فدان، باستثمارات إجمالية تصل إلى 29.7 مليار دولار.

لا تقتصر الصفقة على كونها مشروعًا عقاريًا ضخمًا، بل تمثل تحولًا استراتيجيًا في خريطة الاستثمارات العربية بمصر، ورسالة ثقة في الاقتصاد المصري، الذي يسعى لجذب رؤوس الأموال الخليجية في ظل سعي الدولة لتسريع وتيرة التنمية العمرانية والسياحية على السواحل الشمالية.
بنية الصفقة.. شراكة متكاملة بنظام نقدي وعيني
تتضمن الاتفاقية شقين ماليين رئيسيين:
- دفعة نقدية فورية تبلغ 3.5 مليار دولار تسددها شركة الديار القطرية قبل نهاية ديسمبر 2025، تمثل ثمن الأرض المخصصة للمشروع.
- استثمار عيني بقيمة 26.2 مليار دولار تشمل تنفيذ البنية التحتية والمرافق والمكونات العقارية والسياحية للمشروع، من بينها وحدات سكنية فاخرة ومكونات تجارية وترفيهية.
وإضافة إلى المقابل النقدي والعيني، ستحتفظ هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بنسبة 15% من صافي أرباح المشروع بعد استرداد التكاليف الاستثمارية، في صيغة تماثل ما يعرف عالميًا بـ Revenue Sharing Model، وهو ما يعزز عوائد الدولة على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا:
بعد صفقة "علم الروم"، وزير المالية: 1.8 مليار دولار حصة أولية لمصر
مدينة داخل مدينة.. ملامح مشروع علم الروم
بحسب المخطط المبدئي، سيقام المشروع كمدينة عمرانية وسياحية متكاملة تمتد على 7.2 كيلومتر من الشريط الساحلي، وتضم:
- مجمعات وأحياء سكنية راقية.
- منتجعات فندقية بطاقة فندقية تتجاوز 4500 غرفة.
- بحيرات صناعية وملاعب جولف ومارينات بحرية (دولية ومحلية).
- مناطق خدمية وتجارية، ومدارس وجامعات ومستشفيات.
- محطات لتوليد الكهرباء وتحلية المياه ومعالجة الصرف، بما يضمن الاستدامة البيئية.
ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 250 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال مراحل الإنشاء والتشغيل، في حين تشير التقديرات إلى عوائد سنوية لا تقل عن 1.8 مليار دولار فور اكتمال التشغيل.
_1787_031526.jpg)
الأبعاد الاقتصادية والسياسية للصفقة
1. تعميق العلاقات المصرية القطرية
تمثل الصفقة تتويجًا لمسار التقارب الاقتصادي والسياسي بين القاهرة والدوحة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، بعد فترة من الفتور السياسي، حيث شهدت العلاقات بين البلدين مؤخرا عودة قوية، مدفوعة بتفاهمات قيادية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتفقا خلالها على إطلاق حزمة استثمارات قطرية مباشرة في السوق المصرية.
2. دعم ميزان المدفوعات المصري
من الناحية الاقتصادية، فإن تدفق 3.5 مليار دولار نقدًا قبل نهاية العام يعزز احتياطي النقد الأجنبي المصري في لحظة حساسة، حيث تسعى الحكومة لتقوية موقف العملة المحلية واستقرار الأسواق.
كما تمثل الصفقة رسالة طمأنة للمستثمرين الأجانب بأن مصر قادرة على إبرام شراكات ضخمة بشفافية وتوازن في العوائد.
3. إعادة تعريف الساحل الشمالي كوجهة استثمارية
المشروع يعيد رسم خريطة الساحل الشمالي الغربي، لينتقل من نمط المصايف الموسمية إلى وجهة سياحية واستثمارية مستدامة على مدار العام، بفضل المكونات التعليمية والصحية والخدمية ضمن المخطط، ما يجعله مركزًا عمرانيًا دائمًا وليس مجرد مشروع سياحي موسمي.
4. انعكاسات على قطاع التشييد والبناء
من المتوقع أن تحفز هذه الصفقة عشرات الشركات المصرية العاملة في المقاولات والإنشاءات والبنية التحتية، إذ سيتم تنفيذ المشروع على مراحل رئيسية عدة.
كما يمكن أن تحدث طفرة في الصناعات المغذية (الأسمنت، الحديد، الزجاج، الأثاث، مواد البناء)، بما يرفع الطلب المحلي ويخلق دورة اقتصادية واسعة.
اقرأ أيضًا:
خبراء لـ«إيجي إن» عن «علم الروم»: يُحول الساحل الشمالي إلى مركز عمراني متكامل
رسائل ضمنية للسوق والمستثمرين
يرى خبراء الاقتصاد أن صفقة علم الروم ترسل ثلاث رسائل محورية:
- ثقة المستثمر الدولي في الاقتصاد المصري رغم التحديات العالمية.
- عودة الاستثمارات الخليجية بقوة إلى مصر، بعد سنوات من الحذر النسبي.
- نجاح الدولة في تحويل أصولها غير المستغلة إلى محركات للنمو الاقتصادي، عبر نموذج شراكة يضمن عائدًا مستمرًا.
ويعد هذا الاتفاق صفقة من العيار الثقيل، وأن ضخ ما يقرب من 30 مليار دولار في الساحل الشمالي سيعيد تموضع مصر كوجهة استثمارية عالمية، لا سيما في القطاع العقاري والسياحي.
بينما دخول «الديار القطرية»، وهي من أكبر شركات التطوير العقاري في المنطقة، سيفتح الباب أمام موجة جديدة من الاستثمارات الخليجية، ومن المتوقع أن يصبح الساحل الشمالي وجهة سياحية نشطة طوال العام خلال خمس سنوات.

نظرة تحليلية بين الفرص والتحديات
رغم الزخم الإيجابي، يلفت الاقتصاديون إلى أن نجاح المشروع يتوقف على قدرة الدولة على تهيئة البنية التحتية والخدمات اللوجستية من طرق ومطارات ونقل عام، وربط مطروح والعلمين بشبكات النقل القومية، كما أن ضمان الجدول الزمني للتنفيذ، وتوفير بيئة تشريعية مستقرة، سيكونان عاملين حاسمين لجذب المزيد من الاستثمارات المشابهة.
من جهة أخرى، يضع المشروع الساحل الشمالي في منافسة مباشرة مع وجهات متوسطية كقبرص وتركيا واليونان، ما يستدعي تطوير تسويق سياحي متكامل يعكس الهوية المصرية، ويعتمد على التشغيل المستدام لا الموسمي.
صفقة علم الروم ليست مجرد مشروع عقاري فخم، بل نموذج لشراكة عربية بنَفَس استراتيجي طويل الأمد، يجمع بين الاستثمار الخليجي والخبرة المصرية في التنمية العمرانية.
فمن خلال ضخ نحو 30 مليار دولار في منطقة مطروح، لا تعيد مصر فقط تشكيل خريطتها الساحلية، بل تبعث برسالة للعالم.. أن شواطئها ليست فقط وجهة سياحية، بل فرصة اقتصادية متكاملة لبناء مدن المستقبل.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
يوم استثماري تاريخي، 31 مليار دولار تُضَخ في القاهرة والساحل الشمالي
05 نوفمبر 2025 05:06 م
36 يومًا من الشلل الإداري، كيف وصلت أمريكا لأطول إغلاق في تاريخها؟
05 نوفمبر 2025 02:10 م
قفزة "مليارية" في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تفاصيل
05 نوفمبر 2025 09:21 ص
أكثر الكلمات انتشاراً