-
بأغلبية ساحقة، المؤتمر العام لليونسكو يعتمد خالد العناني مديرا عاما للمنظمة رسميًا
-
قفزة في صادرات الصناعات الغذائية لـ5.1 مليار دولار نهاية سبتمبر 2025
-
"منصور للسيارات" تستثمر 11 مليون دولار في مصنع للفلاتر بالعاشر من رمضان
-
ضبط مخالفات سرقة كهرباء بـ21.5 مليون جنيه واتخاذ الإجراءات ضد مصنعين بأكتوبر (خاص)
بينَ أمستردام وبكين، "نكسبيريا" تشعل حربًا تكنولوجيةً ضاريةً
الخميس، 06 نوفمبر 2025 08:48 ص
شركة الرقائق "نكسبريا – Nexperia"
لم يكد العالم يلتقط أنفاسه بعد أزمة نقص الرقائق التي أصابت صناعة السيارات بالشلل في أعقاب جائحة كورونا، حتى عاد شبح الأزمة مجددًا، ولكن هذه المرة من قلب أوروبا، ففي خطوة تم وصفها بأنها سابقة في تاريخ الصناعة الهولندية، قررت أمستردام الاستحواذ الإداري على شركة الرقائق "نكسبريا – Nexperia"، المملوكة لمجموعة التكنولوجيا الصينية "وينجتك – Wingtech"، لتفتح بذلك فصلًا جديدًا من فصول الحرب التكنولوجية بين الشرق والغرب.

قرار هولندي غير مسبوق
في أكتوبر الماضي، أعلنت الحكومة الهولندية فرض سيطرتها الإدارية على نكسبريا وإقالة رئيسها التنفيذي الصيني، مبررة القرار بمخاوف تتعلق بالأمن القومي وحماية القدرة الصناعية الأوروبية في مجال الرقائق.
وقالت وزارة الاقتصاد الهولندية في بيانها إن التحرك ضروري لضمان استقرار الإمدادات الحيوية للقطاع الصناعي، والحيلولة دون تعريض البنية التكنولوجية الأوروبية لنفوذ خارجي متزايد، لكن خلف العبارات الرسمية، قرأ المراقبون خطوة أمستردام على أنها تعبير عن قلق أوروبي متزايد من التغلغل الصيني في قطاع أشباه الموصلات.
التصعيد الأمريكي يسبق المشهد
التحرك الهولندي لم يأتي بمعزل عن سياق أوسع من التصعيد الأمريكي ضد الصين في ميدان التكنولوجيا المتقدمة، والذي بدأ منذ أمد بعيد، ففي ديسمبر الماضي، أدرجت واشنطن شركة وينجتك تكنولوجي على قائمة الكيانات التي تعمل ضد مصالح الأمن القومي الأمريكي، متهمة إياها باستخدام تقنيات غربية لأغراض مزدوجة، ثم وسعت العقوبات في سبتمبر 2025 لتشمل الكيانات التابعة لها، ومن بينها نكسبريا. وبهذا، أصبحت الشركة الهولندية، رغم أنها تعمل داخل أوروبا جزءًا من شبكة المواجهة الأمريكية الصينية حول السيطرة على سلاسل التوريد العالمية للرقائق.
_1787_055051.jpg)
رد بكين.. التصعيد بالمثل
لم تتأخر الصين في الرد، ففي خطوة مفاجئة، فرضت بكين حظرًا على تصدير رقائق نكسبريا المصنعة في مدينة دونجوان جنوب البلاد، ما تسبب في اضطراب فوري بسلاسل الإمداد الأوروبية، وفي المقابل، سمحت الحكومة باستمرار المبيعات المحلية وتسوية المعاملات باليوان فقط، في رسالة واضحة مفادها أن بكين قادرة على استخدام الرقائق كسلاح اقتصادي إذا لزم الأمر.
أدى القرار إلى حالة شلل مؤقت في السوق، خصوصًا في أوروبا، حيث تعتمد شركات السيارات الكبرى على رقائق نكسبريا في مكونات تشغيلية بسيطة ولكن أساسية.
اقرأ أيضًا:
أشباه موصلات من الألماس، عصر جديد تشهده صناعة الرقائق الإلكترونية عالميًا
تأثير مباشر على صناعة السيارات الأوروبية
تستخدم رقائق نكسبريا في وظائف تبدو صغيرة، مثل تشغيل ماسحات الزجاج أو التحكم في النوافذ، لكنها ضرورية لتشغيل أنظمة السيارات الحديثة، ورغم بساطة وظائفها، إلا أن هذه الرقائق تنتمي إلى فئة ما يعرف بالرقائق القديمة Legacy Chips التي لا تمتلك أوروبا بدائل جاهزة لها، إذ تركز معظم المصانع الجديدة على إنتاج الرقائق المتقدمة. لذلك، حذرت شركات مثل فولكس فاجن وبي إم دبليو ومرسيدس بنز من احتمال اضطراب خطوط الإنتاج خلال الأسابيع المقبلة، وذكرت تقارير أن بعض الشركات الأوروبية شكلت فرق طوارئ لمتابعة الأزمة على مدار الساعة، على غرار ما حدث خلال أزمة نقص الرقائق في 2021–2022.
وقال رئيس شركة "ستيلانتس" في تصريحات صحفية: "لدينا فريق متخصص يتابع الموقف يوميًا لتجنب توقف خطوط الإنتاج، ولا يمكن لأي مصنع في أوروبا تحمل انقطاع جديد في سلاسل التوريد."
عودة شبح الأزمة القديمة
تعيد أزمة نكسبريا إلى الأذهان هشاشة سلاسل التوريد العالمية، رغم جهود الشركات خلال السنوات الماضية لتنويع مصادرها بعد جائحة كورونا، فبينما تمحورت الأزمة السابقة حول نقص الرقائق المتقدمة المستخدمة في أنظمة القيادة الذكية، فإن المخاوف الحالية تتعلق بالرقائق الأرخص والأقدم التي يصعب تصنيعها في المصانع الحديثة. بمعنى آخر، العالم لم يتجاوز الأزمة فعليًا، بل غير فقط نوع الرقائق التي يخشاها.
اقرأ أيضًا:
عملاق تصنيع الرقائق الهولندي يحذر من تراجع مبيعاته في الصين العام
بوادر انفراجة جزئية
في محاولة لاحتواء التوتر، أعلنت وزارة التجارة الصينية هذا الأسبوع أنها ستمنح إعفاءات محدودة لتصدير بعض رقائق نكسبريا إلى أوروبا، كما تسعى لدراسة الوضع الفعلي بشكل شامل للشركات ومنح إعفاءات للصادرات التي تستوفي المعايير، ورغم أن القرار ساعد على تهدئة الأسواق مؤقتًا، إلا أن محللين يرون أن الثقة بين الطرفين تضررت بشدة، وأن أي خطوة تصعيدية لاحقة سواء من الصين أو أوروبا قد تعيد مشهد 2021 بكامل فوضاه.

دلالات استراتيجية أعمق
تكشف أزمة نكسبريا عن تداخل معقد بين الاقتصاد والسياسة والأمن الصناعي، فبينما تسعى أوروبا لتعزيز استقلالها التكنولوجي من خلال قانون الرقائق الأوروبي EU Chips Act الذي يهدف إلى مضاعفة إنتاج القارة بحلول 2030، فإن الواقع يظهر أنها لا تزال تعتمد على الصين في مكونات حرجة، ليس في التقنيات المتقدمة فقط، بل في أبسط أجزاء منظومة الإنتاج، وبذلك، تحولت الشركة الهولندية الصغيرة نسبيًا إلى نقطة اشتباك جيوسياسي بين ثلاث قوى كبرى: واشنطن التي تضغط لتقييد النفوذ الصيني، وبكين التي ترد بالمثل، وأوروبا التي تحاول التمسك بقدر من الحياد الصناعي دون خسارة أي طرف.
اقرأ أيضًا:
مع تفاقم أزمة "نيكسيريا"، شركات صناعة السيارات تبحث عن الرقائق الإلكترونية
الدرس الأهم.. الاعتماد لا يزال قائمًا
رغم كل ما تم إنفاقه على سلاسل الإمداد البديلة خلال السنوات الماضية، فإن أزمة نكسبريا أعادت الحقيقة إلى الواجهة.. العالم لم يحقق بعد استقلالًا تكنولوجيًا حقيقيًا، فالرقائق القديمة التي تعد أساس كل سيارة حديثة، تظهر أن أدق المكونات يمكن أن تشل أكبر الاقتصادات إذا تم إخضاعها للسياسة.

أزمة صغيرة بتأثير عالمي
قد تبدو نكسبريا مجرد شركة متوسطة الحجم في صناعة ضخمة تبلغ قيمتها أكثر من 600 مليار دولار، لكنها أثبتت أن الأزمات الكبرى قد تولد من أصغر الشرارات.
وما بدأ كخلاف إداري في أمستردام تحول إلى اختبار جديد لتوازن القوى في سوق الرقائق العالمية، وجرس إنذار لصناعة السيارات الأوروبية التي لم تتعافى تمامًا بعد من صدمة 2021، ومهما كانت نتائج المفاوضات القادمة بين الصين وأوروبا، فإن الدرس واضح: في عالم الرقائق، كل شيء صغير بما يكفي كي يحدث أزمة عالمية.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
يوم استثماري تاريخي، 31 مليار دولار تُضَخ في القاهرة والساحل الشمالي
05 نوفمبر 2025 05:06 م
36 يومًا من الشلل الإداري، كيف وصلت أمريكا لأطول إغلاق في تاريخها؟
05 نوفمبر 2025 02:10 م
قفزة "مليارية" في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تفاصيل
05 نوفمبر 2025 09:21 ص
أكثر الكلمات انتشاراً