مع تفاقم أزمة "نيكسيريا"، شركات صناعة السيارات تبحث عن الرقائق الإلكترونية

الخميس، 30 أكتوبر 2025 09:03 ص

صناعة السيارات

تبحث شركات صناعة السيارات العالمية بجدية عن حل لأزمة إمدادات أشباه الموصلات المتزايدة، والتي تُهدد بشكل مباشر إنتاج السيارات عبر القطاع بأكمله، وتتفاقم هذه الأزمة حاليًا بسبب الإجراءات المتخذة ضد شركة نيكسبيريا (Nexperia) الهولندية لصناعة الرقائق.

وتعود جذور المشكلة الأخيرة إلى قرار بكين بحظر تصدير منتجات "نيكسيريا" من الصين، جاء ذلك بعد سيطرة الحكومة الهولندية على الشركة الشهر الماضي، مشيرة إلى مخاوف بشأن نقل التكنولوجيا إلى شركتها الأم الصينية، "وينجتيك" (Wingtech)، وتُصنف "وينجتيك" لدى الولايات المتحدة كشركة تُشكل خطرًا محتملًا على الأمن القومي، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.

صناعة السيارات في عين العاصفة

وتُعدّ كل من نيسان موتور ومرسيدس بنز من بين شركات صناعة السيارات الكبرى التي تحاول التعامل مع وضع الإمداد غير المؤكد، في هذا السياق، أوقفت شركة هوندا الإنتاج في مصنعها بالمكسيك، وبدأت بالفعل في تعديل خطوط الإنتاج في الولايات المتحدة وكندا، كما يضطر بعض المصنعين في البرازيل إلى التفكير في وقف العمليات خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إذا استمرت الأزمة.

تُستخدم رقائق "نيكسيريا" على نطاق واسع في مكونات السيارات، مما يجعل أزمة إمدادها أحدث تحدٍ يواجه صناعة تكافح بالفعل مع مشكلات سابقة مثل التعريفات الجمركية والقيود الصينية على المعادن النادرة.

بحث عن حل سياسي وتخزين محدود

أوضح غيوم كارتييه، كبير مسؤولي الأداء في نيسان، خلال "معرض اليابان للتنقل" في طوكيو، أن "هذه مشكلة كبيرة"، مؤكداً أن الشركة "لا تملك رؤية كاملة في الوقت الحالي"، لكنها "بخير حتى الأسبوع الأول من نوفمبر" فيما يتعلق بإمدادات الرقائق. وأشار كارتييه إلى أنه حتى لو تعلمت الشركات درس النقص الذي شهدته فترة "كوفيد-19" وقامت بتخزين الرقائق، فإنها تظل تحت رحمة مورديها الصغار الذين يصعب تتبع مخزونهم في مراحل متأخرة من سلسلة التوريد.

من جهته، صرح أولا كايلينيوس، الرئيس التنفيذي لشركة مرسيدس بنز، بأن شركته "تجوّب العالم بحثاً عن بدائل"، وأن الشركة الألمانية "مُغطاة" على المدى القصير. لكنه أكد أن الأزمة الحالية تختلف عن سابقتها؛ لأن المشكلة متجذرة في السياسة وتتطلب حلاً سياسياً، مشدداً على أن سلاسل التوريد العالمية جعلت المصنعين عرضةً للاحتكاكات التجارية، حيث تحتوي السيارة الحديثة على مكونات من "جميع القارات الخمس تقريباً".

الحاجة إلى مفاوضات فورية

وفي تقييم الوضع، أشار كلاوس شميتز، الشريك في شركة "آرثر دي ليتل" الاستشارية، إلى أن شركات صناعة السيارات تدرس الآن خيارات إيقاف الإنتاج أو استخدام قطع غيار بديلة لتجاوز النقص، ومع ذلك، أوضح شميتز أن الحل النهائي يتطلب جلوس الشركات والحكومات مع الصين لإيجاد حل، مرجحاً أن تقوم الشركات والحكومات الكبرى (أبرزها الولايات المتحدة) بالتفاوض، ومحذراً: "يجب رؤية التأثير الحقيقي، ولكن من المرجح جدًا أن يكون الوضع حرجاً للغاية".

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.