السبت، 01 نوفمبر 2025

03:49 م

عندما تتحول البضائع إلى عبء، كيف تحمي المحارق سمعة الشركات

السبت، 01 نوفمبر 2025 11:23 ص

محرقة بضائع

محرقة بضائع

نفيسه محمود

تواجه الشركات مشكلة اللوجستيات العكسية، وهي عملية إرجاع المستهلك البضائع مرة أخرى إلى البائع، وتشمل اللوجستيات العكسية، مرتجعات العملاء، وفوائض الموسم، والبضائع التالفة، والمنتجات منتهية الصلاحية، كل هذه البضائع تعتبر غير مفيدة، بل إنها تستهلك مساحات كبيرة من مستودعات الشركات والمصانع، وتضغط على رأس المال، فهي تعتبر بضائع غير صالحة للبيع، وتسبب مشاكل لوجستية.

وتلجأ بعض الشركات إلى “ طمر” هذه البضائع التالفة في مكبات المهملات، وقد تعيد بيع بعضها بأسعار أقل، ولكن هناك طرق أخرى تلجأ إليها مثل الحرق، فبدلًا من أن تدفع الشركة تكاليف إضافية لنقل البضائع التالفة إلى مكبات المخلفات، وتدفع ضرائب حكومية لطمر هذه المخلفات، تلجأ الشركات لحل آخر أسهل وأقل تكلفة وهو الحرق. 

تحرق الشركات البضائع التالفة في موقعها، مما يسمح لها بتوفير تكاليف نقل وضرائب، كما أنها تتخلص من النفايات في فترة قصيرة، وتضمن عدم إعادة تداول البضائع التالفة في الأسواق، بالإضافة إلى أنه يضمن تدمير بيانات المنتجات، ويحافظ على سمعة الشركة.

بضائع تالفة

لماذا طريقة الحرق فعالة في إدارة النفايات داخل المستودعات؟

تعتبر طريقة الحرق بديل مميز عن غيرها من الطرق التقليدية الأخرى، وتقدم مزايا استراتيجية للشركات التي تتعامل مع أنواع محددة من النفايات أو البضائع التالفة الحساسة، التي إذا لم يتم التخلص منها بشكل آمن، ستضر بالشركات المصنعة، فقد تحتوي المنتجات على بيانات سرية مثل الأجهزة الإلكترونية، وكاميرات المراقبة، وخوادم الشبكات. 

توجد أيضًا منتجات الوسائط الرقمية مثل الأقراص المدمجة وبطاقات الذاكرة، وهناك منتجات يمكن تقليدها مثل الساعات الفاخرة، والعطور، والحقائب الفاخرة، والمنتجات الطبية، وبعض المنتجات الصناعية مثل المواد الكيميائية الصناعية.

هذه المنتجات الحل الآمن للتخلص منها هو الحرق، لأن بضائع المنتجات السرية إذا لم يتم التخلص منها بهذه الطريقة، قد تكون معرضة لسرقة البيانات، وبالتبعية ستتعرض الشركة للمساءلة القانونية وغرامات مالية كبيرة، أما المنتجات المقلدة، فبالتأكيد ستتأثر سمعة الشركة المصنعة، وسيتأثر وضعها في السوق. 

طريقة الحرق تضمن اختفاء البضائع التالفة بشكل نهائي

وتأتي هنا طريقة الحرق لتضمن اختفاء هذه المنتجات بشكل نهائي، بحيث لا يمكن استردادها، أو إعادة استخدامها، وتبرز المحارق الصناعية التي تمنع السلع التالفة، أو المسحوبة من السوق، أو المقلدة من الانتشار في الأسواق.

ولاستخدام طريقة الحرق يجب أولًا فهم نوعية المواد وطبيعة النفايات للتعامل معها بأحسن طريقة، سواء بالحرق، أو الطمر في مكبات النفايات، أو بأي طريقة للتخلص منها، لأن التصنيف الذكي يساعد على توفير الكثير من الأموال، ويوفر وقت وجهد الشركة، كما يحسن من كفاءة تعاملها مع مستودعاتها.

فعند التعامل مع النفايات يجب أن يتم فصلها بشكل دقيق، بمعنى، إذا كانت النفايات التي سيتم التخلص منها عبارة عن أجهزة إلكترونية صغيرة موجودة بداخل صناديق كرتونية، فأول خطوة للتخلص منها، هو فصل الكرتون لإعادة تدويره بدلًا من حرقه، لأن إعادة التدوير يعتبر أقل تكلفة من استخدام طريقة الحرق. 

بعدها يتم فصل الأجهزة الإلكترونية، كإزالة البطاريات، وفصل السوائل القابلة للاشتغال، والمواد الخطرة، ليتم التخلص منها بطريقة أكثر أمانًا من خلال متخصصين في هذا النوع من النفايات الخطرة.

حرق البضائع التالفة

اختيار النوع المناسب للمحرقة أمر بالغ الأهمية

يوجد الكثير من أنواع المحارق الصناعية، واختيار النوع المناسب أمر بالغ الأهمية، لتحقيق أقل تكلفة، وتوفير كفاءة تشغيلية عالية عند التعامل مع النفايات باحترافية، إذًا فالهدف الأول، هو اختيار محرقة مناسبة لاحتياجات الشركة ونوع النفايات، وليس أي محرقة موجودة في السوق تكون مناسبة.

فمن المهم اختيار معدل حرق مناسب للمحرقة، بمعنى الكمية التي تستطيع المحرقة حرقها في الساعة، ومن المهم أيضًا الأخذ في الاعتبار حجم المنتجات والأبعاد المادية التي تستطيع المحرقة استيعابها، فهناك محارق مناسبة للعمليات الصغيرة، وأخرى مناسبة للشركات عالية الإنتاج.

في الغالب تحتاج المنشآت عالية الإنتاج، والتي لديها حجم نفايات كبير، محارق مجهزة بمبادلات حرارية، وهي أنظمة متطورة، فبعد أن تتخلص بشكل آمن من النفايات الصناعية، تعيد استعادة الطاقة الحرارية الناتجة عن الحرق، لاستغلالها فيما بعد في تدفئة المستودعات، وتجفيف المنتجات، وتشغيل أنظمة التبريد والتدفئة.

تساعد المحارق توفير الطاقة بنسبة تتراوح بين 30-60%

تساعد هذه الطاقة الحرارية الناتجة عن عملية الحرق، في تقليل فواتير الطاقة بنسبة تتراوح بين 30-60%، كما تساهم في تقليل اعتماد الشركات على مصادر الطاقة الأخرى.

يوجد نوع آخر من المحارق، وهي المحارق المتنقلة، وهي مناسبة جدًا للمستودعات متغيرة المواقع، بالإضافة إلى الاحتياجات الموسمية، فهذه المحارق تتميز بمرونة عالية، ومناسبة جدًا في المواسم التي تتميز بنسبة إرجاع عالية.

يوجد بروتوكولات صارمة من المهم أن تلتزم الشركات بها عند عملية الحرق، منها تخزين المنتجات التي سيتم حرقها في أقفاص قابلة للقفل، وتوفير أماكن مخصصة لعملية الحرق، بالإضافة إلى تسجيل كل منتج من بداية تحديد أنه ستيم التخلص منه، وحتى تمام عملية التدمير.

ويوجد بروتوكول أمني بالغ الأهمية، وهو الاحتفاظ بشهادة التدمير، وهي مستندات رسمية قانونية، تعتبر درع أمان للشركة، لإثبات أنها تخلصت بالفعل من المنتجات وبشكل صحيح وآمن، وزمن وكيفية التدمير، مما يحمي الشركات من المسائلة القانوية فيما بعد.

محرقة

أسعار المحارق

تتنوع أسعار المحارق، وتعتمد على نوع النفايات التي سيتم حرقها، فمثلًا يبلغ متوسط أسعار محرقات النفايات الطبية حوالي 5000 دولار، أما محارق النفايات الزراعية فيتراوح متوسط الأسعار من 3500 إلى 5000 دولار، هناك أيضًا محارق زراعية وصناعية كبيرة تتراوح أسعارها بين 25,000 دولار و 80,000 دولار، ومحارق عالية الجودة مناسبة للمنتجات الحساسة جدًا تبدأ أسعارها من 38,000 ألف دولار، ويوجد محارق صغيرة للاستخدامات المحدودة تبدأ من 1,300 دولار، وفقًا لأسعار موقع علي بابا العالمي.

اقرأ أيضًا:

من الطاقة إلى التكنولوجيا، أكثر 8 قطاعات تقلبًا في سوق الأسهم خلال القرن الـ21

لماذا أصبح الذكاء الاصطناعي شرطًا للبقاء في سوق صناعة المنتجات الاستهلاكية؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search