وزير الشؤون النيابية يكتب: المتحف المصري الكبير.. مصر تُعيد كتابة التاريخ بإرادة الحاضر وعظمة الأجداد
الخميس، 30 أكتوبر 2025 05:46 م
المستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي
المستشار محمود فوزي
قليلة هي الأيام التاريخية في عمر الأوطان، لذا ونحن على أعتاب يوم تاريخي، تقدم فيه مصر للعالم حضارتها الممتدة في جذور التاريخ في مكان واحد، أجدني مُلزمًا ببدء حديثي بالتهنئة لزعيم مصري، يحافظ على التراث ويطور، ويربط ماضي هذا الوطن بحاضره ومستقبله، حتى استحق أن يكون هو الرئيس المصري الذي كتب له تنفيذ هذا الحدث التاريخي، ذلك أنه وإن كانت محاولات تنفيذ هذا الإنجاز تعود لتسعينيات القرن الماضي، واستعصت لعقود، فإن إرادة ورؤية وكفاءة قيادة سياسية، حوّلت ذلك الذي استعصى تحقيقه إلى واقع ملموس، وبات العالم على بعد خطوات من رؤية حدث ثقافي، حضاري، تراثي، أثري عظيم، يعيد تقديم المواطن المصري للعالم مرة أخرى، ويستعيد عطر ماضيه المشرف، ويقدم حاضرًا لا يقل فخرًا، ويقدم المعرفة لم لا يعرف ثقافة وعراقة هذا البلد.
الرئيس السيسي وتحويل الأفكار لواقع ملموس
فتهنئة وشكر لقائد مصري، امتلك الرؤية والقدرة، القدرة على تحويل الأفكار لواقع ملموس، والقدرة على الانتقال من مرحلة وضع حجر الأساس إلى مرحلة افتتاح المشروع بشكل متكامل.
والشكر موصول لكل من ساهم في هذا الإنجاز الفريد، عبر تنفيذ الرؤية على أكمل وجه، ومن حسن الطالع وليس صدفة أن يتزامن هذا الحدث مع تربع مصر على عرش مقعد الثقافة والتراث الأول في العالم، لتعكس مزامنة الأحداث واقعًا مصريًا جديدًا يحكي عن التفوق والإرادة والنجاح، فهنيئًا سيادة الرئيس روعة الفكر، وتوفر الرؤية، وبراعة التنفيذ، وقوة الإرادة، وهنيئًا لكل مواطن مصري هذا الحدث الكبير، وهنيئًا للعالم هدية مصر.
ربما لو بحثنا في أهم ما يمكن تقديمه لمن سبقونا، لوجدنا أن تخليد تراثهم، والاحتفاظ بإنجازاتهم والحفاظ عليها بذاكرة التاريخ عمل فيه الكثير من الأصالة وتكريس العراقة، بيد أن الأمر هنا لا يمكن قصره على الأجيال التي سبقت حصرًا، بل أهمية ما تقول إن الأجيال القادمة أيضًا يمكنها أن تفخر ونفعل لها شيئًا يعد مدعاة للفخر، تباهي به العالم، لذا فإن عملًا تاريخيًا عظيمًا تنتظره مصر خلال أيام، يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، ذلك الصرح العملاق، الذي يكفي أن نقول للعالم فيه، تفضلوا وانظروا، ها نحن نقدم لكم أكبر متحف في العالم يجمع حضارة واحدة، ولكم أن تأتوا إلى رحلة تشاهدون فيها آلاف الأعوام في مكان واحد.
أحاديث كثيرة ومعان عدة، يمكن قولها عن المتحف المصري الكبير، فهو موقع لا يمكن تجاهل زيارته، غير أن زاوية ما تظهر في الصورة، تقول إن بقاء المجتمعات في ذاكرة التاريخ، لا يتحقق إلا بربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وتقديم حضارة أمة للعالم، تخبر الأجيال بعظمة وعراقة هذه الأمة، وتجعلها حاضرة في العقول، وإنجازاتها مخلدة، لم تدخل طي النسيان، لذا فإن قرار إنشاء المتحف المصري الكبير، بمثابة الجسر الثقافي الحضاري الكبير الذي شيدته القيادة المصرية، لربط الماضي بالحاضر، وتسليمه للأجيال القادمة مستقبلًا، يعرفون من خلاله تاريخهم وثقافتهم، فضلًا عن كونه مصدر إلهام لهم، يربطهم بجذورهم، التي يرون فيها فخرًا وعزًا، وبه ما يبعث على الاعتزاز بالهوية.
من أهم ما جعل الحضارة المصرية محتفظة بتواجدها في ذاكرة المؤرخين عبر العصور، وتحظي بالتأريخ الذي يناسبها، هو أن المصريين القدماء برعوا في تدوينها في كل المحطات، واهتموا بتسجيلها في ذاكرة التاريخ، وهو ما يحرص عليه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الآن، حيث يعمل على تطوير وتجميل كل ما هو تراث مصري، ثم يبدأ وبكل فكر مستنير، وإرادة صلبة، عملية تسجيل هذا التراث في ذاكرة التاريخ والأمم، بالشكل الذي يليق به، ويجعل الامتداد التاريخي للحضارة المصرية عمل مستدام، حفظه العقل الجمعي المصري أولًا، فكتب له الخلد في التاريخ، حيث حضارة لمجتمع، كان له ثقافته، وخصائصه، وإنجازاته، ومساهماته التي قدمها للبشرية، ومن هنا تبرز قيمة إضافية لجمع الحضارة المصرية داخل المتحف المصري الكبير.
ترتكز عظمة الحدث وتركن إلى ركن شديد، عندما تُخضعه لحسابات النتائج على الأرض، إذ تأتي كلها في مسارات تدفع قطار التأريخ للأمام، ذلك أنك تنظم حدثًا يترقبه العالم، وليست هذه العظمة وحدها، بل أن نقاطًا جوهرية مضيئة تتمثل في إعادة صياغة تاريخك بعرض يستنفر الحكي والاستفسار داخل عقول الشعوب، فتتيح لنفسك تقديمًا كما تحب أن يراك العالم، وتستفيد من رواية من شاهد، وسؤال من لم يشاهد، ويكفي أن تعلم ما كتبته الصحف العالمية عن الحدث قبل أن ينطلق، إذ وصفت وكالة نوفا الإيطالية الافتتاح بالحدث الأهم في تاريخ المتاحف الأثرية الحديثة، وقالت عنه صحيفة الإسبانيول الإسبانية إنه منارة جديدة للفن الفرعوني تعكس مجد مصر الحضاري، ومشروع ثقافي ضخم يعيد إحياء الذاكرة المصرية القديمة، وغيرهما من الصحف ووكالات الأنباء التي تكتب عن الافتتاح قبل موعده، ومن ثم فنحن على موعد مع إعادة صياغة للتاريخ، والقوة الناعمة، وتعريف للعالم بمجد ماضينا وحاضرنا.
لا يمكننا أن نصف قرار جمع 5 آلاف عام من الحضارة داخل مكان واحد إلا بالعمل العظيم العملاق، فالتاريخ صناعة ثقيلة، وصناعة التاريخ مهمة اثقل، ويقيني أن التاريخ سوف ينصف هذا العمل يومًا ما بما يليق به، وما يستحقه، ذلك أن إرادة ما كنت حاضرة عند قيادة سياسية تعرف قيمة التراث والحضارة، وتعي أهمية تخليد هذا الوطن في ذاكرة الفخر، فما كان منها إلا أن قدمت للعالم هذا العمل الكبير، وهذه اللوحة الفنية التاريخية البديعة.
لاشك أن افتتاح المتحف المصري الكبير بما يوفره للسياح من معايشة متكاملة لرؤية كنوز المصريين القدماء وفق أحدث تقنيات العرض المتحفي مع زيارة مباشرة للأهرام الثلاثة الكبرى كأحد عجائب الدنيا دون عناء أو مشقة أو طول وقت، سيساهم في جذب مزيد من السياحة والسياح.
ولاشك أيضًا أن افتتاح هذا الصرح العظيم سيرسخ البُعد الحضاري المصري، ويعزز إظهار جوانب الهوية المصرية المتفردة للزوار، وسيترك أطيب الانطباعات بأن مصر تستعيد مكانتها كمركز حضارة، وأنها الدولة ذات الرسالة العالمية.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
Dr. Aly El Dakroury writes:The Grand Egyptian Museum.. Egypt's never-ending story
30 أكتوبر 2025 02:49 م
أكثر الكلمات انتشاراً