بـ18 كابل بحري، مصر مركز عالمي لحركة بيانات الإنترنت لـ3 قارات

الخميس، 30 أكتوبر 2025 10:28 ص

الكابلات البحرية- أرشيفية

محمد السيد

تُعد مصر واحدة من أهم نقاط الربط في شبكة الإنترنت العالمية، إذ تمر عبر أراضيها ومياهها الإقليمية نحو 18 كابلًا بحريًا دوليًا تنقل أكثر من 90% من حركة البيانات بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، وهذا الموقع الاستراتيجي الممتد من البحر الأبيض المتوسط شمالًا إلى البحر الأحمر جنوبًا جعل من الأراضي المصرية محورًا لا غنى عنه في البنية التحتية الرقمية العالمية، ما منحها أهمية تضاهي ممرات النفط والغاز من حيث القيمة الاقتصادية والتكنولوجية.

1.3 تيرابايت من البيانات في الثانية تعبر من الكابلات المارة بمصر

وتُشير تقارير شركة TeleGeography إلى أن أكثر من 1.3 تيرابايت من البيانات في الثانية تعبر من خلال الكابلات المارة بمصر يوميًا، وهو معدل يضعها ضمن أكثر خمس نقاط ازدحامًا بالبيانات في العالم، وتشارك في تشغيل هذه الكابلات شركات عالمية كبرى مثل "جوجل" و"ميتا" و"أورانج" و"المصرية للاتصالات"، التي تعد المشغل المحلي المسؤول عن إدارة الجزء الأكبر من البنية التحتية الأرضية للكابلات.

مشروع "HARP" التابع للمصرية للاتصالات

تستثمر مصر حاليًا في مشروعات توسعية ضخمة لزيادة سعتها الاستيعابية في هذا القطاع الحيوي، من أبرزها مشروع "HARP" التابع لشركة المصرية للاتصالات، الذي يهدف لإنشاء كابل حلقي يربط القارة الإفريقية بأوروبا عبر البحرين الأحمر والمتوسط، وتعمل الدولة على مشروع "SEA ME WE 6" الذي تنفذه شركة الاتصالات المصرية بالشراكة مع تحالف دولي يضم شركات من اليابان وفرنسا والهند.

مصر مركز عالمي للبيانات وتكنولوجيا المعلومات

تسعى مصر من خلال هذه الاستثمارات إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للبيانات وتكنولوجيا الاتصالات، خاصة بعد إطلاقها استراتيجية التحول الرقمي 2030، ووفقًا لتقديرات وزارة الاتصالات، فإن عائدات عبور الكابلات الدولية عبر مصر تجاوزت 7 مليارات جنيه سنويًا عام 2024، مع توقعات بارتفاعها بنسبة 25% بحلول 2026 مع اكتمال المشاريع الجديدة، ما يعزز موقعها كبوابة رقمية بين القارات الثلاث.