المغرب تهدد أباطرة العالم في صناعة السيارات.. تستهدف مليون سيارة وتصدر لـ70 دولة
الإثنين، 27 أكتوبر 2025 12:33 ص
السيارات المغربية
في مشهد اقتصادي يثير الإعجاب، تواصل المملكة المغربية ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز القوى الصناعية في قطاع السيارات على مستوى القارة الإفريقية وأوروبا على حد سواء، فالأرقام الصادرة مؤخرًا تكشف عن طفرة غير مسبوقة في هذا القطاع، جعلت من المغرب نموذجًا يحتذى به في التحول الصناعي السريع والمستدام.

فبحسب البيانات الأخيرة، يصدر المغرب أربع سيارات مغربية الصنع كل ساعة إلى إسبانيا وحدها، معظمها من طراز “داسيا سانديرو” الذي يعد من أكثر السيارات مبيعًا في السوق الإسبانية.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري فقط، صدر المغرب نحو 28,760 سيارة من هذا الطراز إلى إسبانيا، ما يعكس الطلب الأوروبي المتزايد على السيارات المغربية، ويؤكد جودتها وتنافسيتها العالية مقارنة بمثيلاتها الأوروبية.
طفرة إنتاجية غير مسبوقة
تخطو الصناعة المغربية خطوات متسارعة نحو تحقيق أرقام قياسية هذا العام، إذ بلغ إجمالي إنتاج السيارات في المغرب نحو 700 ألف سيارة خلال عام 2025، تم تصدير معظمها إلى أكثر من 70 دولة حول العالم.
وتظهر المؤشرات أن الإنتاج مرشح لتجاوز مليون سيارة بنهاية العام، أي بمعدل سيارتين كل دقيقة، وهو إنجاز يضع المغرب ضمن قائمة أكبر مصدري السيارات إلى أوروبا، متفوقًا على دول صناعية تقليدية مثل إيطاليا وبولندا ورومانيا.

التحول نحو السيارات الكهربائية
ولم تقتصر الطفرة على السيارات التقليدية، بل شملت أيضًا قطاع السيارات الكهربائية، إذ أنتج المغرب نحو 107 آلاف سيارة كهربائية خلال العام الجاري، هذا التوجه يعكس وعيًا استراتيجيًا مبكرًا بأهمية التحول الأخضر واستثمار فرص التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
كما أن هذا النمو يفتح الباب أمام المغرب لتصبح مركزًا إقليميًا لتصنيع السيارات الكهربائية في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
اقرأ أيضًا:
المضمار تحول لمنصة تسويق، الاستثمار في سباقات السيارات بحثًا عن الجماهير
قوة عاملة مؤهلة واستثمارات ضخمة
يعمل في قطاع صناعة السيارات المغربي أكثر من 230 ألف موظف موزعين على 251 مصنعًا داخل البلاد، ما يجعل الصناعة أحد أكبر المشغلين في الاقتصاد الوطني، وكل عامل من هؤلاء يمثل مصدر دخل لعائلة، ما يعني أن الصناعة لا تقتصر على الأرقام فقط، بل تمتد آثارها لتغطي شرائح اجتماعية واسعة، وتعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذا النجاح لم يأتي من فراغ، بل هو نتيجة رؤية اقتصادية طويلة المدى تبناها المغرب منذ أكثر من عقد، من خلال توفير بيئة استثمارية جاذبة، وتشييد مناطق صناعية ولوجستية متكاملة مثل ميناء طنجة المتوسط، الذي أصبح شريانًا رئيسيًا لتصدير السيارات إلى الأسواق العالمية.
كما ساهمت اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي في تعزيز التكامل الصناعي وتسهيل حركة الصادرات.

المغرب.. لاعب أساسي في خريطة الصناعة الأوروبية
اليوم، لم يعد المغرب مجرد بلد مصدر للمواد الخام أو المنتجات الزراعية، بل تحول إلى مركز صناعي متكامل يضاهي كبار المصنعين في العالم.
فالمصانع المغربية تنتج سيارات بمواصفات أوروبية، وتنافس بجودة وسعر يجعلها خيارًا مفضلاً للمستهلك الأوروبي الباحث عن التوازن بين الكفاءة والتكلفة.
ويجمع المحللون على أن استمرار هذا الزخم سيمكن المغرب من توسيع حصته في السوق الأوروبية، وربما التحول خلال سنوات قليلة إلى أحد أكبر خمسة مصدرين للسيارات إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة مع استمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية وتطوير البنية التحتية الصناعية.
ما يحدث في المغرب اليوم ليس مجرد نجاح اقتصادي عابر، بل نقلة نوعية في البنية الإنتاجية للدولة، تعيد رسم صورة الاقتصاد المغربي عالميًا، إنها قصة نجاح عربية في قلب أوروبا الصناعية، تبرهن أن الرؤية الواضحة، والقيادة الاقتصادية الذكية، واليد العاملة المؤهلة، يمكنها أن تصنع المعجزات.
ولعل أجمل ما في القصة أن أوروبا اليوم تسير بسيارات "صُنع في المغرب".. وهو إنجاز يستحق كل فخر.
اقرأ أيضًا:
بين الحلم والحقيقة، لماذا لم تتحقق السيارات النووية حتى الآن؟
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
محافظ القاهرة: تسهيلات لإقامة منافذ توفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة
26 أكتوبر 2025 06:14 م
بعد توقف عامين، رحلة عودة "إيجيبت أنود" لقيادة الصناعات الكربونية في مصر (تفاصيل)
26 أكتوبر 2025 05:39 م
مصر تبحث مع الفلبين تعزيز التعاون الدوائي وفتح أسواق جديدة في آسيا
26 أكتوبر 2025 05:17 م
أكثر الكلمات انتشاراً