الإثنين، 27 أكتوبر 2025

01:43 ص

بطارية تغيّر خريطة الاقتصاد العالمي، الزلزال الصيني يهزّ صناعة السيارات الكهربائية

الأحد، 26 أكتوبر 2025 06:24 م

سيارات كهربائية- أرشيفية

سيارات كهربائية- أرشيفية

ميرنا البكري

ما حدث في الصين عبارة عن زلزال اقتصادي وتقني قد يغير شكل صناعة السيارات والطاقة في العالم بأكمله، وبعد سنوات من الأبحاث والتجارب، نجح العلماء الصينيون في تطوير بطاريات الحالة الصلبة القادرة على تشغيل السيارة لمسافة 1000 كيلومتر في شحنة واحدة، بما يتجاوز حتى سيارات البنزين التي تصل لـ800 كيلو متر بالخزان الكامل، فالحديث هنا ليس عن بطارية جديدة، لكن عن نقطة تحول في مستقبل النقل العالمي قد تفتح الباب فعليًا لنهاية عصر الوقود الأحفوري، وتجعل السيارات الكهربائية الأساس وليست البديل.

الصين تتوسع في بناء محطات شحن السيارات الكهربائية
سيارات كهربائية في الصين

الجيل الجديد من الطاقة

تُعد بطاريات الحالة الصلبة هي جيل ما بعد بطاريات الليثيوم التقليدية، الفكرة ببساطة أن "الإلكتروليت" وهي المادة التي تمر من خلالها الأيونات بين الأنود والكاثود، أصبحت صلب بدلًا أن تكون سائل، والميزة أنها تعطي أمان أعلى فلا يوجد  تسريب أو انفجار، بل كفاءة شحن أسرع وعمر أطول.

المشكلة التاريخية كانت أن المواد الصلبة درجة صلابتها عالية، يجرى كسرها عند الضغط أو الحركة، عكس أقطاب الليثيوم التي تشبه "الطين اللين"، مما يخلق فجوات تمنع الأيونات من الحركة وتضعف أداء البطارية.

“الغراء الذكي”.. السحر العلمي لحل عقدة البطاريات

اخترع علماء الأكاديمية الصينية للعلوم، غراء خاص يتكون تلقائيًا عند تشغيل البطارية، ينتقل بمفرده للواجهة بين القطب والإلكتروليت، ويملأ الفراغات ويربط المكونات ببعضها كأنها قطعة واحدة، مما يعني أن البطارية أصبحت تتحمل الحركة والانحناء والحرارة دون أن تتأثر، وفي نفس الوقت طور الفريق إلكتروليت بوليمري مرن أشبه بغلاف بلاستيكي محسن، يُبنى أكثر من 20 ألف مرة دون أن ينكسر، مما يفتح باب لتطبيقات جديدة كالسيارات القابلة للانطواء أو الأجهزة المرنة، وبالتالي زادت سعة تخزين الطاقة بنسبة 86%، أي  مدى أطول وطاقة أكثر وعمر استخدام أكبر.

نهاية الخوف من “انفجار البطاريات”

واحدة من أهم العقبات التي كانت توقف انتشار السيارات الكهربائية هي مخاوف الأمان، بأن البطارية قد تنفجر، لكن جامعة صينية طورت نظام حماية عبقري باستخدام مركبات جديدة تعمل كدرع واقي للإلكتروليت، وضعت البطارية الجديدة في اختبارات قاسية للغاية، تجرى تسخينها لدرجة 120 مئوية، ولم تنفجر مما يعني أن السيارات التي تستخدم هذه البطاريات ستكون آمنة بنسبة شبه مطلقة، وهذا عامل تسويقي هام لأي شركة سيارات.

تأثير اقتصادي عالمي

إذا استطاعت الصين تحويل تلك التقنية للإنتاج التجاري خلال السنوات المقبلة، تتحكم فعليًا في مستقبل الطاقة والنقل العالمي، فما يحدث حاليًا عبارة عن ثورة اقتصادية أخرى بعد ثورة النفط، لكن هذه المرة السلاح ليس في “البرميل” بل في “الخلايا”، ومن أبرز التداعيات المحتملة الفترة المقبلة:-

1. إذا تمكنت الصين من هذه التقنية، يحدث انخفاضًا في الطلب العالمي على البنزين تدريجيًا، خاصةً في أسواق آسيا وأوروبا التي تشجع التحول الأخضر.

2. ربما ترتفع تنافسية السيارات الصينية ضد شركات مثل تسلا ومرسيدس وفورد؛ نظرًا لأن البطارية هي أغلى مكون في السيارة الكهربائية التي تشكل حوالي 40% من تكلفتها.

3. دعم ضخم لصناعة الليثيوم والمعادن النادرة التي تهيمن الصين عليها بالفعل، مما يزيد قوتها الاقتصادية والجيوسياسية.

4. تحول استثماري عالمي نحو قطاع البطاريات والطاقة النظيفة، تحديدًا مع دخول الصناديق الخضراء بقوة في السوق.

Top 5 Best China Car Brands - AUTO BUY
 صناعة السيارات الصينية

صناعة السيارات الصينية

بداية من سيارات "BYD" حتى "NIO" و"Xpeng"، أصبحت الصين تقود الابتكار وليس تتبعه، وبفضل البطاريات الصلبة الجديدة قد تصبح السيارات الصينية الأولى عالميًا في المدى والكفاءة والأمان.

وتضخ الحكومة الصينية استثمارات بمليارات في مجال الطاقة المتجددة، مما يعطي الشركات المحلية دعم ضخم لتصنيع البطاريات وتصديرها للعالم، ببساطة تبني الصين الآن منظومة بطاريات وطنية كاملة، من الممكن أن تجعلها المتحكم الأول في تكنولوجيا النقل خلال عقد واحد.

أمن بطارية أقوى لعصر جديد من النقل

إذا دخل التطوير حيز الإنتاج التجاري خلال 3 لـ 5 سنوات كما هو متوقع، يشهد العالم تحولًا جذريًا، وتتراجع تكلفة السيارات الكهربائية بنسبة 30% على الأقل، وينخفض زمن الشحن للنصف كما سينتهي مفهوم "قلق المدى" الذي يخوف المستخدمين، أي ببساطة بدأ عصر البنزين ينتهي بالفعل لكن بهدوء وثقة على الطريقة الصينية.

الصين تكتب الفصل الجديد من "ثورة الطاقة"

تعتبر بطاريات الحالة الصلبة، تقنية جديدة بمثابة عملة جديدة في سوق المستقبل، وسلاح ناعم يجعل الصين في مقدمة سباق السيارات والطاقة لعقود مقبلة، ويواجه العالم حاليًا بداية مشهد جديد، من محطات البنزين إلى محطات الشحن، ومن محركات الاحتراق إلى خلايا الليثيوم الصلبة، والسؤال الأخير، هل الدول الأخرى على استعداد لمنافسة الصين في هذا السباق؟ أم بكين شغلت المحرك وانطلقت بمفردها في طريق المستقبل؟.

اقرأ أيضًا:-

الصين تحتكر والبطارية كلمة السر، تحديات صناعة السيارات الكهربائية عالميًا

الصين الأرخص عالميًا في تكاليف بطاريات تخزين الكهرباء حتى 2029

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم

Short Url

search