-
من تجارب إلى ركيزة أساسية، الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية في البنوك
-
خبراء: افتتاح المتحف المصري الكبير سيحدث انتعاشه غير مسبوقة في سياحة القاهرة
-
الرئيس السيسي: اتخاذ القرار مسئولية وأدعو المدارس والجامعات لتنسيق زيارات إلى سيناء
-
السوق المصرية تترقب إصدارات صكوك إسلامية بـ10 مليارات جنيه خلال شهرين (خاص)
بين الازدهار والتهميش.. الخريجون الجدد في مواجهة الثورة الذكية
السبت، 25 أكتوبر 2025 09:31 ص
الخريجون الجدد في مواجهة سوق العمل
يعيش الاقتصاد الأمريكي اليوم حالة من التناقض اللافت، فبينما تستمر مؤشرات النمو في تسجيل أرقام قوية، فإن سوق العمل بدأت تظهر علامات تباطؤ واضحة، ففي شهر أغسطس الماضي، لم يضف الاقتصاد سوى 22 ألف وظيفة جديدة، مقارنة بـ158 ألف وظيفة في إبريل، ورغم أن هذه الأرقام لا تدل بالضرورة على أزمة، إلا أنها تطرح تساؤلًا مثيرًا، فهل بدأ الذكاء الاصطناعي التوليدي يزاحم الخريجين الجدد ويقلص فرصهم في الوظائف الأولى؟
منذ نهاية عام 2022، ومع إطلاق برنامج ChatGPT وظهور موجة من التطبيقات الذكية، بدأ الحديث يزداد حول مستقبل الوظائف البشرية، خاصة في المجالات التي تعتمد على المهام المكتبية والعمليات الذهنية المتكررة، لكن حتى الآن، لا توجد مؤشرات على كارثة توظيف كبرى سببها الذكاء الاصطناعي.
وأظهرت دراسة حديثة من مختبر الميزانية بجامعة ييل، أن حصة الوظائف المكتبية، التي يفترض أن تكون الأكثرعرضة لأتمتة الذكاء الاصطناعي، لم تتراجع فعليًا ضمن إجمالي سوق العمل، كما لم تسجل تغيرات جوهرية في طبيعة الأعمال التي يشغلها الناس منذ عام 2022، ومع ذلك، تبدو التحولات في طريقها، وإن كانت تسير بخطى هادئة ومدروسة.

موجة جديدة من المتخصصين.. "مدمجو الذكاء الاصطناعي"
في جامعة هارفارد، أجرى الباحثان سيد حسيني وجاي ليشتينج، دراسة ضخمة لتتبع أثر الذكاء الاصطناعي على التوظيف داخل الشركات، فباستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل نحو 200 مليون إعلان وظيفة، تمكن الباحثان من تحديد أكثر من 130 ألف وظيفة جديدة في 10,600 شركة أمريكية، وصفت بأنها متبنية للذكاء الاصطناعي، أي أنها بدأت بدمج التقنية التوليدية ضمن عملياتها اليومية، سواءً في الموارد البشرية، أو تطوير البرمجيات، أو تحليل البيانات، أو حتى التسويق.
وصنفت الدراسة هؤلاء العاملين تحت مسمى جديد هو "مدمجو الذكاء الاصطناعي التوليدي"، وهم أشخاص يجمعون بين المعرفة التقنية، وفهم عميق لعمليات العمل الداخلية، كما يعملون على إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي، لتحسين الكفاءة والإنتاجية.

مقارنة بين شركتين.. من تبنى الذكاء الاصطناعي ومن لم يفعل
وللتأكد من مدى تأثير الذكاء الاصطناعي فعليًا على فرص العمل، قارن الباحثان بين مجموعتين من الشركات، الشركات المتبنية للذكاء الاصطناعي (10,600 شركة)، والشركات غير المتبنية (274 ألف شركة)، والنتائج كانت لافتة، حيث لو لم يكن للذكاء الاصطناعي أي تأثير، لكان من المفترض أن تسير معدلات التوظيف في المجموعتين بوتيرة متقاربة.
لكن الواقع أظهر شيئًا آخر، فالوظائف المبتدئة تراجعت بنسبة 7.7% في الشركات التي تبنت الذكاء الاصطناعي منذ عام 2023، أي بعد إطلاق نسخة ChatGPT 3.5 مباشرة، أما الوظائف العليا والإدارية فلم تشهد تراجعًا يذكر، ما يعني أن التأثير الأكبر كان على الصفوف الأولى من الداخلين إلى سوق العمل، خصوصًا الخريجين الجدد الذين يعتمدون على مهام يمكن للأدوات الذكية إنجازها بسهولة مثل:-
- تصحيح الأكواد البرمجية.
- مراجعة المستندات القانونية.
- تلخيص التقارير.
- إعداد العروض التسويقية أو التحليلات الأولية.
وهذه الأعمال كانت في السابق تمثل نقطة الانطلاق الطبيعية للمبتدئين، أما اليوم فهي تنتقل تدريجيًا إلى الخوارزميات الذكية.
اقرأ أيضًا:-
الصحافة والمحاسبة في المقدمة، الـAI يهدد مستقبل الوظائف في مصر
التعليم في مرمى التحول
من جانب آخر، تناولت الدراسة البعد التعليمي في الظاهرة، فصنفت الجامعات إلى خمس فئات وفقًا لسمعتها الأكاديمية ومستوى خريجيها، وتبين أن خريجي الجامعات المتوسطة، هم الأكثر تضررًا من تراجع فرص التوظيف، مقارنة بخريجي الجامعات العليا أو الدنيا، كما أوضح التحليل أن الشركات تميل إلى الاحتفاظ بخريجي الجامعات المرموقة، بفضل امتلاكهم مهارات تحليلية وتخصصية عالية يصعب أتمتتها، بينما يظل خريجو الجامعات الأقل تصنيفًا أكثر جذبًا من حيث التكلفة، أما خريجو الجامعات المتوسطة، فيجدون أنفسهم وسط منطقة ضغط، لا يتمتعون بتميز النخبة ولا بانخفاض تكلفة الفئة الأدنى.

تأثير محدود.. لكنه يزداد وضوحًا
ورغم كل هذه المؤشرات، يحذر الباحثان من المبالغة في تفسير النتائج، فالشركات المتبنية للذكاء الاصطناعي، لا تزال تمثل نحو 17% فقط من مجموع العينة المدروسة، وهو ما يعني أن نطاق التأثير محدود نسبيًا، كما أن سوق العمل المبتدئة شهدت تقلبات كبيرة منذ جائحة كوفيد-19، بسبب التحولات الاقتصادية والاضطرابات في سلاسل الإمداد، وتغير أنماط العمل (عن بعد – هجيني – مكتبي)، ما يجعل من الصعب تحميل الذكاء الاصطناعي المسؤولية الكاملة عن أي تراجع.
ومع ذلك، من الواضح أن الذكاء الاصطناعي، بدأ يترك بصماته الأولى على سوق العمل، خصوصًا في الوظائف الروتينية، والمهام المتكررة التي يمكن أتمتتها بسهولة.
اقرأ أيضًا:-
الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة، فرص جديدة في العمل تحذر منها المنظمة الدولية
ما وراء الأرقام.. بداية ثورة هادئة
الواقع أن ما يحدث لا يشبه الانفجار، بل هو تحول تدريجي يشبه تسلل الموج إلى الشاطئ، ففي حين لم يقص الذكاء الاصطناعي البشر من وظائفهم بعد، إلا أنه بدأ يعيد تعريف المهارات المطلوبة للنجاح المهني، فالوظائف الجديدة التي تخلق اليوم لا تشبه وظائف الأمس، وغالبًا ما تتطلب فهمًا للتقنيات الحديثة، وقدرة على التعاون مع الآلات بدلًا من منافستها.
وهذه التحولات تفتح الباب أمام فرص جديدة للخريجين الذين يتقنون أدوات الذكاء الاصطناعي، ويعرفون كيف يوظفونها لصالحهم، فالأسواق لا تتقلص بقدر ما تعاد صياغتها، ومن يقوم بمهام كتابية بسيطة اليوم، قد يجد نفسه غدًا يدير أنظمة ذكية، ويدرب النماذج، ويحلل البيانات الناتجة عنها.

نظرة إلى المستقبل
من الواضح أن موجة الذكاء الاصطناعي ليست مؤقتة، بل تحول بنيوي سيغير خريطة العمل خلال العقد المقبل، والشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي ستحقق مكاسب في الكفاءة والإنتاجية، لكنها ستحتاج في المقابل إلى مهارات جديدة، مثل التفكير النقدي، وإدارة الخوارزميات، والقدرة على اتخاذ قرارات مبنية على البيانات.
أما الخريجون الجدد، فالتحدي أمامهم مزدوج:-
أولاً: اكتساب مهارات رقمية وتقنية حقيقية، وليس الاكتفاء بالمعلومات النظرية.
ثانيًا: تطوير قدرات إبداعية وإنسانية، لا يمكن للآلات محاكاتها بسهولة، مثل القيادة، والابتكار، والتفاعل الاجتماعي.
ولم يطرد الذكاء الاصطناعي الخريجين من سوق العمل بعد، لكنه غيَّر قواعد اللعبة، كما بدأ يعيد رسم الحدود بين الإنسان والآلة، وإذا كان الماضي الصناعي قد أزاح العمالة اليدوية لصالح الآلات، فإن الثورة الرقمية الجديدة، تضع الوظائف الذهنية في مرمى التحول، فمع استمرار التسارع التقني، ستبقى المعادلة قائمة، "من يتقن الذكاء الاصطناعي، سيجد مكانه في السوق، ومن يتجاهله.. قد يجد نفسه يومًا خارجها".
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
موعد افتتاح الرسمي المتحف المصري الكبير، اعرف أسعار التذاكر والفئات المعفاة وطريقة الحجز
25 أكتوبر 2025 06:33 م
لم يعد كما كان، تفكك سوق المدفوعات بالجملة والبنوك تسابق الزمن
25 أكتوبر 2025 04:45 م
بين الحلم والحقيقة، لماذا لم تتحقق السيارات النووية حتى الآن؟
21 أكتوبر 2025 03:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً