الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

05:28 م

الاتحاد الأوروبي يضخ 7.4 مليار يورو في شراكة استراتيجية مع مصر

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 12:11 م

الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا

الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا

ميرنا البكري

يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في بروكسل بقمة "الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي ومصر" بحضور رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية، وتؤكد هذه الخطوة أن العلاقة بين القاهرة وبروكسل دخلت مرحلة نضج اقتصادي وسياسي، خاصةً بعد أن أصبح الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر في 2024 بنسبة 22% من إجمالي تجارتها الخارجية، استنادًا إلى بيانات الهيئة العامة للاستعلامات.

ويُعد هذا التطور استمرار للتعاون المتصاعد بين مصر وأوروبا الذي واجه محطة مهمة في مارس 2024، عندما تم رفع درجة التعاون إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وأعلنوا عن حزمة مالية ضخمة لمصر قيمتها 7.4 مليار يورو وفقًا لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وحصلت مصر على مليار يورو فقط بنهاية العام الماضي لدعم الاقتصاد الكلي.

كما أن هناك حزمة تمويلات بــ 4 مليارات يورو تستكمل الحزمة المخصصة لدعم الاقتصاد الكلي، وتمت الموافقة عليها من جانب البرلمان الأوروبي في مايو 2025، والتوقيع النهائي للحصول على هذه الشريحة في قمة بروكسل اليوم، كما سيكون الدعم على 3 شرائح تمتد لعام 2026، وهناك دعم بـ 600 مليون يورو عبارة عن منح منها 200 مليون يورو لمكافحة الهجرة غير الشرعية وفقًا لوزيرة التخطيط في تصريحات سابقة للعربية Business.

تعكس هذه الخطوة رغبة حقيقية من الطرفين في أنهم ينقلوا التعاون بينهم لمستوى أعلى في الاستثمار والطاقة والصناعة والبنية التحتية، لكي تصبح هذه الشراكة محرك تنمية حقيقي يخدم الجانبين.

EU and Egypt Successfully Conclude Negotiations on Horizon Europe | Ufuk  Avrupa
أصبحت الذراع الاقتصادية الأقرب لمصر في ملفات الطاقة والصناعة والهيدروجين الأخضر

من شريك تجاري إلى مركز استراتيجي، مصر تتحول إلى بوابة أوروبا

في الـ 3 سنوات الأخيرة، تطورت العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي من "شريك تجاري" إلى "شريك استراتيجي"، تحديدًا بعد توقيع اتفاق الشراكة الجديد في مارس 2024 الذي يغطي ملفات التمويل الأخضر، والتكنولوجيا، والأمن الغذائي.

ضخ الاتحاد الأوروبي تمويلات واستثمارات ضخمة في قطاعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية، مثل مشروعات الهيدروجين الأخضر في العين السخنة والسويس، ودعم تطوير المناطق الصناعية لزيادة تنافسية الصادرات المصرية، وتمويل مشروعات الربط الكهربائي بين مصر واليونان وقبرص.

يعكس هذا المشهد أن مصر لا تتحرك كدولة مستقبلة للمساعدات، بل أصبحت مركز صناعي وتمويلي ناشئ يجذب الشركات الأوروبية الباحثة عن قاعدة إنتاج قريبة من السوق الإفريقية والآسيوية.

 الاستثمار الأوروبي، من الطاقة للابتكار الصناعي

بلغ حجم الاستثمارات الأوروبية في مصر حوالي 75.7 مليار دولار خلال الـ 10 سنوات والنصف الماضية، وذلك بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كما يرى الاتحاد الأوروبي في مصر فرصة مزدوجة، من موقع لوجستي محوري يربط أوروبا بإفريقيا، إلى بيئة إنتاج بتكلفة أقل وتنافسية أعلى مقارنةً بدول شرق أوروبا.

يركز الاتحاد حالياً على التحول الصناعي داخل مصر، ول تصدير خامات، أي بدلًا من تصدير غاز أو مواد أولية، يتجه لتحفيز مشروعات تصنيع مكونات الطاقة الشمسية والهيدروجين والمعدات الكهربائية من داخل مصر.

وهذا تحول كبير في مفهوم الاستثمار الأوروبي في المنطقة، من “استغلال موارد” لـ “نقل تكنولوجيا وبناء قدرات إنتاجية”.

مخرجات القمة، بوابة استثمار وتسويق ذكي

تُعد القمة التي تنعقد في بروكسل اليوم منصة تسويقية ضخمة لمصر، وليس مجرد لقاء سياسي عابر، ومن أبرز المخرجات المتوقعة إطلاق حزمة تمويل واستثمار جديدة موجهة لمشروعات الطاقة المتجددة والتحول الأخضر، وأيضًا توسيع مبادرة "ممر الطاقة المستدامة" التي ستربط مصر بأسواق أوروبا في الكهرباء والهيدروجين.

ومن الممكن أن ينتج عن هذه القمة اتفاقيات جديدة في التصنيع المشترك خاصةً في مجالات السيارات الكهربائية والرقمنة الصناعية، بالإضافة إلى تأسيس آلية متابعة مشتركة بين وزارات الاقتصاد والتجارة المصرية والاتحاد الأوروبي لمتابعة تنفيذ الاتفاقات.

تعتبر هذه القمة بداية فعلية لموجة استثمار صناعي أوروبي داخل مصر.

من التبادل التجاري للتكامل الصناعي، نقلة نوعية في العلاقة بين مصر وأوروبا

لا يزال الاتحاد الأوروبي المصدر الأول للواردات المصرية، وأهم وجهة للصادرات، ووفقًا لبيانات الاتحاد الأوروبي بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد حوالي 32.5 مليار يورو عام 2024، من ضمنها صادرات مصرية تجاوزت 15 مليار دولار في الطاقة والأسمدة والمنتجات الزراعية.

لكن التحول الذي حدث الآن يعني أن  مصر لا تكتفي بالتبادل السلعي، بل تهدف إلى تحويل أوروبا إلى شريك في التصنيع المحلي، مما يخلق فرص عمل، ويزود الصادرات المصنعة بدلًا من الخام، ويعزز وجود مصر في سلاسل القيمة الأوروبية.

هل القمة بوابة لموجة استثمار جديدة؟

من المتوقع أن يحدث بعد القمة زيادة في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر من أوروبا خاصةً في قطاعات التكنولوجيا الخضراء، والصناعات الدوائية، والمعدات الثقيلة، كما ستدخل شركات أوروبية جديدة للسوق المصري بهدف إنشاء مراكز تصنيع إقليمية.

بالإضافة إلى تحسن في التصنيف الائتماني إذا تم تنفيذ الاتفاقات بالفعل؛ نظرًا لأن التعاون الأوروبي يضيف ثقة للأسواق الدولية في الاقتصاد المصري.

أي ببساطة، قد تكون هذه القمة البوابة الذهبية لتسويق فرص الاستثمار في مصر للعالم  بأكمله، وليس لأوروبا فقط.

 مصر في قلب الخريطة الصناعية الجديدة

تؤكد قمة بروكسل إن مصر ليس على الهامش في الخريطة الأوروبية الجديدة، بالعكس، أصبحت عنصر أساسي في رؤية أوروبا للأمن الاقتصادي والطاقة النظيفة، مما يجعل المرحلة المقبلة مرحلة تصنيع وابتكار وشراكات طويلة المدى، وليسمجرد استثمارات وقتية.

ومع استمرار المتابعة والتنسيق بين الجانبين، قد تتحول مصر تدريجيًا إلى مركز إقليمي للتصنيع الأوروبي في إفريقيا والشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا:-

من «بروكسل» إلى «واشنطن»، المشاط تستعرض قصة الإصلاح الاقتصادي في مصر

الإحصاء: 11.1% ارتفاعًا في الصادرات المصرية إلى الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من 2025

European Union: origin and history - Telefónica
 بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد حوالي 32.5 مليار يورو عام 2024

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هُــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search