توليد الكهرباء بالمحيطات، كل ما تريد معرفته عن طاقة المد والجزر

الإثنين، 20 أكتوبر 2025 12:12 ص

طاقة المدّ والجزر

أصبحت طاقة المد والجزر هي أحدث صور الطاقة المتجددة، التي يمكن من خلالها توليد الكهرباء بواسطة أجهزة تسمى محولات طاقة الأمواج، حيث تلتقي حركة الكون بقوة الأمواج لتولّد كهرباء نظيفة لا تنضب، تعد واحدة من أرقى أشكال الطاقة المتجددة التي توفر حلاً طويلاً ومستدامًا لمشاكل الطاقة العالمية.

طاقة المد والجزر

وتُعد طاقة المدّ والجزر شكلًا من أشكال الطاقة النظيفة، وتُستخلص من الحركة الطبيعية لمدّ وجزر المحيطات الناتجة عن التفاعل الجاذبي بين الأرض والقمر والشمس، حيث تتسبب هذه الظاهرة الطبيعية في ارتفاع وانخفاض منسوب المياه بانتظام، ما يتيح استغلال الطاقة الكامنة أو الحركية لمياه المحيطات وتحويلها إلى كهرباء متجددة ومستدامة.

كيف تعمل طاقة المدّ والجزر؟

عند الحديث عن كيفية عمل طاقة المدّ والجزر، يجب أولًا إدراك أن هذه القوى الطبيعية لن تتوقف إلا في سيناريوهات كونية نادرة أو تستغرق مليارات السنين، مثل انفجار الشمس أو ابتعاد القمر عن الأرض.

وتُعد طاقة المدّ والجزر اليوم أحد أكثر مصادر الطاقة المتجددة موثوقية، إذ يمكن التنبؤ بدورات المدّ والجزر بدقة عالية لعشرات السنين، بفضل الحسابات الفلكية الدقيقة، وهو ما يمنحها استقرارًا تفتقر إليه الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتأثرتان بعوامل الطقس.

أوابك: فرص واعدة لطاقة المدّ والجزر في 6 دول عربية

وتعتمد تقنيات توليد الكهرباء من ظاهرة المدّ والجزر على عدة طرق رئيسة، أبرزها:

السدود: كما في محطة رنس بفرنسا (1966)، حيث تُبنى السدود عند مصبّ خليج أو بحيرة، وتتحكم بواباتها في تدفّق المياه لتشغيل التوربينات خلال مرحلتي المدّ والجزر معًا، ورغم فعاليتها العالية في توليد الطاقة، فإنها قد تؤثر في البيئة البحرية والملاحة.

التوربينات: تشبه توربينات الرياح، لكنها تُثبت في قاع البحر في المناطق ذات التيارات القوية، وبفضل كثافة المياه العالية، تستطيع إنتاج كهرباء أكبر من توربينات الرياح، ومع ذلك، تحتاج إلى تصميم قوي ومكلف لتحمل الضغط والتيارات البحرية.

الحواجز: وهي صفوف من التوربينات عمودية المحور تُثبت في قاع البحر، وتُدار بواسطة حركة المياه لتوليد الكهرباء.

مشروع رنس للمدّ والجزر في فرنسا

يُعد مشروع رنس من أبرز النماذج العالمية لتوضيح ما هي طاقة المدّ والجزر، إذ يُظهر الإمكانات التقنية الكبيرة لهذه الظاهرة الطبيعية في إنتاج الكهرباء النظيفة.

مزايا طاقة المدّ والجزر

كثافة طاقة عالية: تتميز المياه بكثافة أعلى بنحو 800 مرة من الهواء، ما يجعل تيارات المدّ والجزر قادرة على إنتاج كهرباء أكبر لكل وحدة مساحة مقارنةً بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.

انخفاض الانبعاثات: لا تولّد هذه التقنية انبعاثات مباشرة، وتقدر انبعاثات دورة حياتها بين 15 و23 غرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط/ساعة، أي أنها توازي تقريبًا مستوى نظافة طاقة الرياح.

انخفاض التكلفة التشغيلية: بعد التركيب، تكون تكاليف الصيانة منخفضة جدًا، وتمثل جزءًا ضئيلًا من إجمالي نفقات دورة الحياة.

طول عمر البنية التحتية: يمكن أن يتجاوز عمر مرافق المدّ والجزر 100 عام، ما يجعلها من أكثر استثمارات الطاقة استدامة.

إمكان الدمج مع البنية البحرية القائمة: يمكن تركيبها بالقرب من الموانئ أو السواحل، ما يقلل من تعقيدات الانتشار والبنية التحتية الجديدة.

استقرار شبكة الكهرباء: بفضل دورية المدّ والجزر المتوقعة، يمكن الاعتماد على هذه الطاقة في دعم استقرار الشبكة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

تحديات طاقة المدّ والجزر

ورغم مزاياها المتعددة، تواجه طاقة المدّ والجزر تحديات تقنية واقتصادية وبيئية، من أبرزها:

ارتفاع تكاليف التركيب في المراحل الأولى من المشروع.
التأثير البيئي المحتمل على النظم البحرية.
القيود الجغرافية، إذ تتطلب مواقع محددة ذات تيارات قوية ومدّ مرتفع.
أن معظم التقنيات لا تزال في مراحل تجريبية.
تعقيدات الربط بالشبكة الكهربائية في بعض المناطق الساحلية.
صعوبات الصيانة نتيجة الظروف القاسية تحت سطح البحر.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.