من بيتزا الفقراء لعشاء الأثرياء، شهية الأمريكيين تقاوم الركود وطفرة بقطاع المطاعم
الأحد، 19 أكتوبر 2025 07:10 م

ن يقود طفرة المطاعم في أمريكا؟
ميرنا البكري
رغم التوترات السياسية والحرب التجارية المشتعلة بين أمريكا والصين، يواصل الأمريكيون تناول الطعام خارج المنزل، في إشارة قوية على ثقة المستهلك في الاقتصاد رغم القلق من الركود.
شهية "المستهلك الأمريكي"مؤشر ضد الركود
وكشفت بيانات حكومية ارتفاع مبيعات المطاعم والحانات بنسبة 6.5% خلال 12 شهرا حتى نهاية أغسطس الماضي، مقارنة بـ4.3% فقط في الفترة ذاتها من 2024، وهي زيادة لافتة، لا سيما أن الإنفاق على الطعام خارج المنزل عادة ما يكون أول بند يُخفضه المستهلكون في الأزمات الاقتصادية.
واللافت أن الإنفاق ارتفع، مما يعني أن المستهلكين واثقين في دخلهم ووظائفهم، وقال تشاد موترِاي، كبير الاقتصاديين في الجمعية الوطنية للمطاعم: "القطاع صامد رغم التحديات، ولا يوجد في الأفق حالياً، المستهلك الأميركي ما زال قوي".

«القوة الشرائية»، المحرك الخفي وراء الصمود
يكمن السر في تحسن المؤشرات الاقتصادية الأساسية، فالبطالة في مستويات منخفضة، كما أن الشركات لديها نقص في العمالة الماهرة، وارتفعت الدخول أسرع من التضخم، مما يعني أن الشعب قادر على الشراء أكثر.
على الجانب الآخر، شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاع كبير خلال الشهور الماضية، مما جعل الأسر الثرية تشعر بارتياح مالي أكتر، وبالتالي زودت إنفاقها في المطاعم الفاخرة.
يؤكد مايكل بيرس، من “أوكسفورد إيكونوميكس” أن قوة سوق الأسهم كانت محرك أساسي للإنفاق تحديدًا في المطاعم الراقية.
فيما صرح تشاد موترِاي، كبير الاقتصاديين في الجمعية الوطنية للمطاعم، بأن "القطاع صامد رغم التحديات"، مشيرًا إلى أن القوة الشرائية للمستهلك الأمريكي لا تزال قوية، حيث يعود ذلك إلى مجموعة من العوامل؛ منها انخفاض معدل البطالة، وارتفاع الأجور بمعدل أسرع من التضخم، مما رفع قدرة الأمريكيين على الإنفاق.
سوق الأسهم يشعل شهية الإنفاق
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في الأشهر الماضية، ما عزز ثقة الأسر الثرية وشجعها على الإنفاق على المطاعم الفاخرة.
وبحسب مايكل بيرس، كبير اقتصاديي “أوكسفورد إيكونوميكس”، فإن قوة سوق الأسهم كانت محركًا رئيسيًا للإنفاق في المطاعم الراقية تحديدًا.
الرفاهية بالمنطق، المستهلك يغير قواعد اللعبة
وأظهرت بيانات موقع OpenTable أظهرت زيادة بنسبة 12% في حجوزات المطاعم مقارنة بالعام الماضي، لا سيما في المطاعم الفاخرة، في المقابل، لجأت مطاعم الوجبات السريعة لاستراتيجيات تسويقية ذكية، مثل عرض دومينوز بيتزا بـ9.99 دولار، لاستقطاب فئات أوسع تبحث عن القيمة لا الرفاهية فقط.
ارتفاع التكاليف وبداية الحذر
ورغم هذا الانتعاش، تواجه المطاعم تحديات كبيرة؛ أبرزها ارتفاع أسعار اللحوم ونقص العمالة، كما بدأ المستهلكون في بعض المدن مثل أتلانتا يتجنبون الكماليات، مثل الحلويات والمشروبات الكحولية، بل ويقسمون الوجبات لتقليل الفاتورة.
بيانات التوظيف تعكس هذا التباطؤ، إذ أضاف قطاع المطاعم 13 ألف وظيفة فقط منذ بداية 2025 حتى أغسطس، مقابل 40 ألفًا في نفس الفترة من 2024، و173 ألفًا في 2023.
ضغوط على الطبقة المتوسطة والدخل المحدود
بينما يواصل الأثرياء تناول الطعام خارج المنزل، بدأت الطبقات المتوسطة والمنخفضة في تقليص إنفاقها، والعودة إلى بدائل أرخص، حتى مطاعم ماكدونالدز الشهيرة تأثرت، بعدما تراجعت زيارات العملاء من ذوي الدخل المنخفض، مما دفعها لإطلاق عروض جديدة لإعادتهم.
وصرح الرئيس التنفيذي لماكدونالدز قائلا: "إعادة جذب المستهلكين من أصحاب الدخول المنخفضة أمر حاسم، لأنهم الأكثر زيارة لمطاعمنا."
الخطر الحقيقي قادم من وول ستريت
رغم صمود قطاع المطاعم، إلا أن المحرك الرئيسي للإنفاق هو أداء سوق الأسهم. وتشير بيانات بنك أوف أمريكا إلى أن 60% من إنفاق المطاعم يأتي من الأسر التي يتجاوز دخلها 100 ألف دولار سنويًا، لذلك أي تراجع مفاجئ في الأسهم، أو ارتفاع في البطالة، سيؤدي إلى ضربة مباشرة لقطاع المطاعم
أبرز التوقعات للفترة المقبلة
يؤكد استمرار الإنفاق الحالي أن الركود الأمريكي غير موجود بوضوح، لكن هناك مؤشرات على تباطؤ تدريجي، ففي حالة استمرار نمو الأسهم واستقرار الأسعار، قد يحقق القطاع نمو معتدل بين 4% و5% في 2026.
لكن أي صدمة في السوق المالي أو ارتفاع حاد في البطالة، ستجعل المستهلك الأمريكي أول من يتراجع، في المقابل، المطاعم التي تستطيع تقدسم "قيمة حقيقية" أو الابتكار في الأسعار ستحافظ على الزخم.
تستمر بعض الفئات في الإنفاق على تناول الطعان في الخارج، لكن المستهلك الأمريكي لم يعد ينفق لمجرد الرفاهية، بل يبحث عن القيمة، سواء كان في بيتزا بـ 9.99 دولار أو عشاء فخم في مطعم خمس نجوم.
الاقتصاد لايزال صامدًا، لكنه يقف حساس، وإذا تراجعت الأسهم أو زادت البطالة، ستكون المطاعم المتضرر الأول، ومن يربح المرحلة المقبلة ليس الأغلى أو الأرخص، بل من يقدم للناس "صفقة تستحق"، في وقت أصبح به كل دولار محسوب.
اقرأ أيضًا:-
الاقتصاد الأمريكي، كيف يواصل العزف رغم كل العواصف؟
الاقتصاد الأمريكي يضيف 22 ألف وظيفة خلال شهر أغسطس 2025

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
شراكة جديدة بين طلعت مصطفى وقطاع الأعمال في مشروعات سياحية وفنادق تراثية (تفاصيل)
19 أكتوبر 2025 02:17 م
لماذا يفشل الذكاء الاصطناعي في تلبية أوامر المستخدمين؟ "الخبراء يكشفون"
19 أكتوبر 2025 09:15 ص
طفرة عمالية غير مسبوقة، السعودية توفر ربع مليون وظيفة خلال 3 أشهر
18 أكتوبر 2025 11:50 م
أكثر الكلمات انتشاراً