"الجمعة البيضاء 2025"، موسم ذهبي للبيع وسط ضغوط الأسعار وتحولات السلوك الاستهلاكي

الجمعة، 17 أكتوبر 2025 05:19 م

الجمعة السوداء

مع اقتراب نهاية العام، وبدء العد التنازلي لأكثر فترات التسوق أهمية، تشير التوقعات إلى أن المنطقة الزمنية بين (Black Friday – Cyber Monday)، ستسجل أعلى نسبة مساهمة في مبيعات موسم الأعياد، منذ بدء تتبع هذه البيانات، وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة (Bain) بالتعاون مع شركة التحليلات Pyxis.

المؤشرات الكمية والميدانية تجتمع على أمر واحد، فنحن أمام موسم استثنائي من حيث الزخم، والضغوط والفرص، حيث يتوقع أن تنمو مبيعات هذه الفترة، بنسبة 11% على أساس سنوي، مقارنة بمعدل نموٍ إجمالي لموسم العطلات يقدر بـ4% فقط.

لكن وراء هذا التفاؤل الكمي، تقف تحولات عميقة في سلوك المستهلك، وإستراتيجيات البيع بالتجزئة، وأثر التضخم على قرارات الإنفاق، ما يجعل ما يسمى في عرفنا الحالي "الجمعة البيضاء 2025" مرآة دقيقة للواقع الاقتصادي الأمريكي.. وربما العالمي.

تحول نوعي في قوة Black Friday

ومنذ سنوات، ساد جدل حول ما إذا كانت (Black Friday) قد فقدت بريقها في ظل التوسع الرقمي والعروض المبكرة، لكن البيانات اليوم تثبت عكس ذلك، فالجمعة البيضاء، لا تزال تحتفظ بالمركز الأول بين أكثر أيام التسوق ازدحامًا خلال خمسة من الأعوام الستة الماضية.

واللافت أن نسبة الأمريكيين الذين يخططون للتسوق في هذا اليوم ارتفعت إلى 55%، مقارنة بـ51% في 2024، وهو مؤشر على عودة الثقة في تجربة التسوق الموسمية التقليدية، حتى وسط تصاعد منصات التسوق الإلكتروني.

التضخم يدفع المستهلك إلى عقلانية العروض

ورغم الزخم المرتقب، فإن خلفية السوق ليست وردية بالكامل، فأكثر من نصف المستهلكين الأمريكيين، يعترفون بأن ارتفاع الأسعار، سيكون العامل الأكبر في توجيه قراراتهم الشرائية هذا العام، ويظهر هنا الدور الحاسم لفترة الجمعة البيضاء إلى الإثنين السيبراني، كونها النافذة الزمنية التي توفر أعلى كثافة من الخصومات والعروض، وبالتالي تصبح أكثر جاذبية من أي وقت مضى للمستهلك، الذي يبحث عن القيمة.

والنتيجة؟ زيادة غير مسبوقة في الاعتماد على هذه الأيام الأربعة، كوسيلة لتحقيق أكبر عائدٍ شرائي ممكن وسط بيئة اقتصادية متقلبة.

في موسم الخصومات الأمريكي، ارتفاع الإنفاق على الإنترنت لـ24.1 مليار دولار

من التسوق الإلكتروني إلى الميداني.. تغير ديناميكيات السلوك

ومن بين التحولات اللافتة أيضًا، هو إعادة التوازن بين التسوق الإلكتروني والتقليدي، فعلى الرغم من تباطؤ نمو التجارة الإلكترونية في الآونة الأخيرة، شهد "Cyber Monday" عودة قوية إلى صدارة الأيام الأكثر ازدحامًا بعد أن تراجع من قائمة العشرة الأوائل منذ عام 2020.

ويعزى هذا إلى تحسن تجربة التسوق الرقمي، واستمرار التوسع في خيارات التوصيل السريع، والترويج الموجه عبر القنوات الرقمية، وبالمقابل، تشير البيانات إلى أن أيامًا جديدة، بدأت تكتسب أهمية، مثل اليوم السابق لعيد الشكر، وفي ظل تراجع افتتاح المتاجر يوم العيد نفسه، وهذا يعكس مرونة المستهلك وتكيفه مع التغيرات الزمنية والتنظيمية التي تفرضها شركات التجزئة الكبرى.

التوقيت.. فرصة أو تهديد؟

ومن العوامل التي تضفي بعدًا إضافيًا على موسم هذا العام، هو توقيت عيد الميلاد الذي يأتي منتصف الأسبوع، وهذا التوقيت يضعف فرص الأيام القريبة من العيد، مثل عطلة نهاية الأسبوع السابقة في تصدر المبيعات، ما يعزز من مكانة الجمعة البيضاء كذروة للموسم.

وبذلك تصبح إستراتيجية التجار، مركزة أكثر من أي وقت مضى على تعظيم الاستفادة من هذا التوقيت الذهبي.

«جمعة المبيعات» .. لماذا سوداء فى الغرب وبيضاء فى الشرق ؟

رسائل واضحة لقطاع التجزئة

وفي ظل هذه المعطيات، هناك رسائل واضحة على تجار التجزئة قراءتها بعناية:-

1. التحضير المبكر ضروري:- نظرًا لازدياد المنافسة وضيق نافذة التأثير، فإن الإعداد للجمعة البيضاء، لم يعد يبدأ في نوفمبر، بل في سبتمبر أو حتى أغسطس.

2. الاستهداف الذكي هو العامل الفارق:- مع نمو دور البيانات والتحليلات، يصبح الفهم الدقيق لسلوك الزبون أساسًا في تصميم العروض وتوقيت إرسالها.

3. تجربة العميل أهم من السعر وحده:- العروض المغرية وحدها لم تعد كافية، إذ يبحث المستهلك أيضًا عن الراحة، والسرعة، والثقة بالعلامة التجارية.

4. التخطيط اللوجستي والمرونة التشغيلية:- مع الضغط العالي خلال هذه الأيام الأربعة، فإن أي خلل في سلسلة الإمداد أو منصات الدفع، قد يفقد الشركة موسمًا كاملًا.

لحظة الحقيقة في قطاع التجزئة

ويبدو موسم "الجمعة البيضاء 2025" أكثر من مجرد ظاهرة تسويقية، إنه اختبار حقيقي لنضج قطاع التجزئة الأمريكي، وقدرته على التكيف مع بيئة استهلاكية واقتصادية شديدة التقلب، ومع اشتداد الضغوط التضخمية، وتغير أنماط الشراء، واحتدام المنافسة الرقمية، فإن الفوز بهذا الموسم سيتطلب ذكاءً تحليليًا، وسرعة تنفيذية، واستثمارًا في تجربة الزبون من اللحظة الأولى حتى لحظة الدفع.

إنه موسم لا يحتمل الخطأ، فهل ترى أن الجمعة البيضاء لا تزال تحظى بأهميتها في ظل الخصومات الممتدة والعروض الرقمية؟ أم أنها في طريقها للتحول إلى مجرد مفهوم رمزي؟.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.