فول الصويا وزيت الطهي، ساحة المعركة الجديدة بين أمريكا والصين

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 11:20 ص

فول الصويا ساحة المعركة بين أمريكا والصين

ميرنا البكري

يُعد فول الصويا ركيزة أساسية للزراعة الأمريكية ومصدرًا رئيسيًا لدخل المزارعين في ولايات مثل آيوا وإلينوي، وقد كانت الصين أكبر مستورد لفول الصويا الأمريكي، حيث كانت تستحوذ على ثلث الإنتاج قبل اندلاع الحرب التجارية.

وعندما تُقلص الصين وارداتها، فإن ذلك يعني ببساطة أن ملايين الأطنان من المحصول ستتكدس في المخازن، مما يؤدي إلى تراجع حاد في الأسعار، وهو ما يُلحق ضرراً مباشراً بالمزارعين.

How China Freed Itself from America's Soybean Grip — **فول الصويا**

التهديد الصيني، ضغط أم تكتيك تفاوضي؟

تتعامل الصين بدهاء في الملف التجاري، ووقف شراء فول الصويا ليس قرارًا عشوائيًا، بل تكتيك تفاوضي ذكي يستهدف أكبر نقطة ضعف عند ترامب “المزارعين"؛ لأنهم يشكلون قاعدة انتخابية أساسية لترامب، وأي تأثير سلبي عليهم ينعكس في ضغط سياسي مباشر عليه.

وتتبع الصين سياسة ضغط تعتمد على تعزيز الشعور بالحاجة إليها لتسهيل التفاوض، وهذا نفس الأسلوب الذي استخدمته الصين قبل ذلك في أزمة الرسوم الجمركية الأولى عام 2018، التي أجبرت واشنطن وقتها على فتح قنوات تفاوض جديدة.

هل المزارعين الأمريكيين لديهم بدائل حقيقية؟

تعتر البدائل الحقيقية محدودة وصعبة، والأسواق الجديدة كالبرازيل أو أوروبا أو الهند لن تعوض حجم السوق الصيني، لأن الصين أكبر مستورد في العالم.

وتُعد البرازيل والأرجنتين منافسين وليس عملاء، فيبيعون نفس السلعة بأسعار أرخص، أي ببساطة، قد تساعد السوق البديلة المزارعين جزئيًا، لكنها لن تغطي الفجوة التي تسببها الصين، مما يعني خسائر متراكمة للمزارعين، وارتفاع تكاليف التخزين والنقل، وتقلبات في الأسعار داخل السوق المحلي الأمريكي نفسه.

التداعيات المباشرة على القطاع الزراعي الأمريكي

وتكمن التأثيرات المباشرة في القطارع الزراعي بأمريكا، في انخفاض أسعار فول الصويا في البورصات الأمريكية، التي قد تصل إلى 15 لـ 20%، كما ستتراجع أرباح المزارعين، خاصةً الصغار الذين لا يمتلكون احتياطي مالي، بالإضافة إلى زيادة الدعم الحكومي، فقد تتدخل الحكومة الأمريكية ببرامج دعم جديدة لتعوض المزارعين عن الخسائر، وهو ما نتج عنه تأثير مضاعف على الصناعات المرتبطة، مثل الأعلاف وزيت الطهي، لأن فول الصويا يُستخدم في الصناعتين.

رد ترامب، خطوة دفاع أم تصعيد جديد؟

حينما يهدد ترامب بوقف استيراد زيت الطهي من الصين، فهذا يٌعتبر رسالة سياسية من أمريكا تستهدف القطاع الصناعي في بكين، كما أن وقف واردات زيت الطهي الصيني سيدفع الأسعار للارتفاع داخل السوق الأمريكي، وسيضغط على المستهلكين والشركات، أي هذه الأزمة حرب اقتصادية متبادلة، والمزارع الأمريكي الضحية الأولى.

أبرز المشاهد المتوقعة إذا توقفت أمريكا بالفعل عن استيراد زيت الطهي الصيني

إذا امتعنت الولايات المتحدة عن شراء زيت الطهي من الصين، سيؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على مصادر زيوت بديلة، وبالتالي ترتفع الأسعار العالمية، وأيضًا قد يواجه المستوردون الذين كانوا يعتمدون على الصين كمورد أو وسيط فجوات في الإمداد مؤقتًا حتى يعيدوا بناء سلاسل بديلة.

ومن الممكن أن يحدث انعطافًا نحو الدول التي تمتلك فائضًا من زيوت نباتية مثل الدول المنتجة للفول، والخضروات الزيتية أو النخيل لاستيعاب الطلب الزائد، كما تتجه الدول التي لديها القدرة على تصدير زيت نباتي لزيادة الإنتاج، وبالتالي يؤدي إلى استنزاف الأراضي أو المنافسة على الموارد كالأراضي الصالحة.

معركة بين الكبار، والفاتورة على المزارع

وتلعب الصين على المدى الطويل، وتستخدم فول الصويا كورقة تفاوضية مؤلمة، أما ترامب فيرد بخطاب تصعيدي يخاطب الداخل الأمريكي أكثر من الخارج، لكن في النهاية، يدفع المزارع الأمريكي ثمن معركة سياسية ليس لهم دور بها، وإذا استمر التصعيد، قد يحدث موجة إفلاسات صغيرة في الولايات الزراعية، خاصةً مع ضغط الفوائد وأسعار الوقود.

بكين تحارب واشنطن بـ«فول الصويا»، الصين تتوقف عن الشراء والمزارع الأمريكية تنهار

ترامب: الرئيس الصيني يستخدم فول الصويا كتكتيك للتفاوض قبل المحادثات

ترامب يهدد بإنهاء شراء زيت الطهي من الصين — **ترامب يهدد بوقف شراء زيت الطهي من الصين**

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.