صفقة بمليارات الدولارات، أمريكا توافق على تصدير رقائق «إنفيديا» إلى الإمارات

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 10:01 ص

محمد السيد

وافقت الولايات المتحدة رسميًا على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة من شركة “إنفيديا” إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطوة تُعد الأكبر من نوعها بين البلدين في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وبحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبرج نيوز”، وإن قيمة الصادرات الجديدة تُقدّر بمليارات الدولارات، وتأتي بموجب تراخيص تصدير أصدرتها وزارة التجارة الأميركية مؤخرًا وفقًا لشروط اتفاقية ثنائية للذكاء الاصطناعي تم التوصل إليها في مايو الماضي.

بناء مراكز بيانات ضخمة تُستخدم في تطوير وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي

وتهدف هذه الاتفاقية إلى دعم مساعي الإمارات لبناء مراكز بيانات ضخمة تُستخدم في تطوير وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، ما يعزز من مكانتها الإقليمية كمركز تكنولوجي متقدم في الشرق الأوسط، وأكد المتحدث باسم الحكومة الأميركية لبلومبرج أن وزارة التجارة “ملتزمة تمامًا باتفاقية الشراكة التحويلية بين الولايات المتحدة والإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي”، مشيرًا إلى أن التعاون بين الجانبين يشمل جوانب أمنية وتنظيمية لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات المتطورة.

استيراد 500 ألف رقاقة ذكاء اصطناعي من “إنفيديا”

وكانت وكالة “رويترز” قد كشفت في وقت سابق من العام أن الاتفاق المبدئي بين البلدين يسمح للإمارات باستيراد ما يصل إلى 500 ألف رقاقة ذكاء اصطناعي من “إنفيديا” سنويًا، بدءًا من عام 2025 وحتى عام 2027 على الأقل، مع احتمال تمديد الاتفاق حتى عام 2030، وتشمل الصفقة توريد أحدث معالجات الحوسبة الفائقة التي تعتمد عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي العملاقة في مجالات تحليل البيانات والتعلم العميق.

تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية مع دول الخليج

ويأتي هذا التطور في وقت يسعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية مع دول الخليج، ضمن توجه جديد لإدارته يهدف إلى فتح الأسواق أمام الشركات الأميركية الكبرى في المنطقة، وخلال جولته الخليجية في مايو الماضي، أعلن ترامب عن التزامات مالية تتجاوز 600 مليار دولار من السعودية، تضمنت صفقات ضخمة لشراء رقائق ومعالجات من شركات “إنفيديا” و"أدفانسد مايكرو ديفايسز" و"كوالكوم".

السيطرة على موارد الذكاء الاصطناعي

ويُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من سباق عالمي محموم نحو السيطرة على موارد الذكاء الاصطناعي، في ظل المنافسة المتصاعدة مع الصين ودول أخرى تسعى لتعزيز قدراتها التقنية، ومن المتوقع أن تفتح هذه الصفقة الباب أمام موجة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والإمارات في مجالات الابتكار، والحوسبة المتقدمة، وأمن البيانات، بما يعزز من موقع الإمارات كمحور رئيسي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة.