خبراء لـ"إيجي إن": التكنولوجيا أداة مراقبة وشريك استراتيجي لتحقيق استدامة الماء

الإثنين، 13 أكتوبر 2025 03:27 م

إنترنت الأشياء

محمد السيد

أصبحت التكنولوجيا اليوم محورًا أساسيًا في إدارة الموارد المائية، حيث تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في إحداث تحول جذري في طريقة مراقبة المجاري المائية وتحليل تدفق المياه، وبفضل أنظمة الاستشعار الذكية والخوارزميات المتقدمة، بات بالإمكان جمع بيانات لحظية عن جودة المياه وكمياتها، والتنبؤ بمعدلات الاستهلاك والتسرب قبل حدوثها، مما يساعد في تحسين كفاءة إدارة الموارد وتقليل الفاقد المائي، وهذا التطور يعكس كيف تحولت التكنولوجيا من أداة مراقبة إلى شريك استراتيجي في تحقيق استدامة الموارد المائية وضمان الأمن المائي للأجيال القادمة.

المهندس محمد الحارثي خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات

خبير تكنولوجيا لـ"إيجي إن": إنترنت الأشياء ركيزة أساسية لإدارة المياه في مصر

قال المهندس محمد الحارثي، خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات، إن تقنية إنترنت الأشياء أصبحت ركيزة أساسية في تطوير منظومات التحكم المائي، عبر ربط الأنظمة المختلفة بشبكات ذكية قادرة على مراقبة وتحليل تدفق المياه لحظة بلحظة، وذلك في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي يشهده العالم، وهذه التقنية تتيح بناء منظومة مترابطة تشمل أنظمة الغلق والمتابعة والتحكم في سريان المياه، بحيث تعمل جميعها بشكل متكامل ضمن شبكة واحدة تنقل البيانات في الوقت الفعلي إلى مراكز المراقبة المركزية.

إنتاج تقارير تحليلية وإحصائية فورية تساعد في اتخاذ قرارات تشغيلية دقيقة

وأشار خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، إلى أن أنظمة التحكم المائي الحديثة تعتمد على تركيب مجسات ومستشعرات ذكية تقوم بجمع بيانات دقيقة حول تدفق المياه من المصادر المختلفة، ثم ترسلها إلى مراكز تحليل البيانات، ومن خلال هذه المراكز، يتم إنتاج تقارير تحليلية وإحصائية فورية تساعد في اتخاذ قرارات تشغيلية دقيقة، مثل ضبط معدلات السريان أو التحكم في فتح وغلق السدود بما يضمن الاستخدام الأمثل للمياه وتقليل الفاقد إلى أدنى مستوى ممكن.

الذكاء الاصطناعي يتكامل مع إنترنت الأشياء في تحليل المعطيات

وأضاف “الحارثي”، أن دور الذكاء الاصطناعي يتكامل مع إنترنت الأشياء في تحليل المعطيات لحظة بلحظة، حيث تُجرى عمليات التحليل خلال أجزاء من الثانية، ليصدر النظام توصيات تشغيلية فورية للعاملين على أنظمة التحكم، وهو ما يعزز من كفاءة إدارة الموارد المائية ويقلل من الهدر، وهذه الأنظمة قادرة على التنبيه التلقائي في حال حدوث أي تغيّر في التدفق، مما يسمح للأجهزة الهيدروليكية أو المنظمات الفنية باتخاذ الإجراءات الوقائية بشكل مسبق.

إدارة جودة المياه بشكل مستمر دون الحاجة لأخذ عينات يدوية

أوضح “الحارثي”، أن استخدام المستشعرات المتطورة لم يعد يقتصر على قياس الكميات فقط، بل أصبح يشمل تحليل جودة المياه نفسها من المنبع إلى المصب، وهو ما يسهم في رفع جودة المياه والزراعة، وبمجرد تركيب المستشعرات في المجاري المائية، يمكن الحصول على بيانات تفصيلية عن الملوثات والعناصر الحيوية، ما يتيح إدارة جودة المياه بشكل مستمر دون الحاجة لأخذ عينات يدوية وتحليلها في المختبر، وهذه البيانات تسهم أيضًا في تحسين جودة الإنتاج الزراعي وضمان سلامة منظومات الري الذكية.

مصر أصبحت جاهزة لتطبيق حلول إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي

أكد “الحارثي”، أن مصر أصبحت جاهزة تقنيًا لتطبيق حلول إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في قطاع المياه، وأن التحديات لا تتعلق بالجانب الفني، بل تتركز في تكلفة البنية التحتية والتشغيل، وهي تحديات يمكن تجاوزها عبر خطط استثمارية واستراتيجية وطنية واضحة، ومصر تمتلك الكوادر المؤهلة بشكل جيد للتعامل مع هذه التقنيات، والدولة تمتلك المقومات اللازمة للانتقال إلى منظومة إدارة مائية ذكية متكاملة خلال السنوات القليلة المقبلة.

الزراعة الذكية

خبير زراعي: الـ AI وإنترنت الأشياء مستقبل الزراعة الذكية في مصر

وفي سياق متصل قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث بوزارة الزراعة، إن مصر تشهد طفرة غير مسبوقة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في المجال الزراعي، وأن هذه التقنيات أصبحت ركيزة أساسية في تطوير منظومة الزراعة الحديثة وتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية، والذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد فكرة مستقبلية، بل أصبح يُطبّق فعليًا في عدد من المشروعات القومية الكبرى والمزارع التجارية المتخصصة في التصدير.

رفع كفاءة إدارة الموارد المائية على مستوى الجمهورية

وأوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث بوزارة الزراعة، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن الروبوتات الزراعية باتت تؤدي أدوارًا متعددة تشمل مكافحة الآفات الزراعية بدقة عالية دون الإضرار بالمحاصيل، والمساعدة في تطهير المجاري المائية وضبط مناسيب المياه، إضافة إلى التعرف على معدلات السحب التي تؤثر على حالة المياه الجوفية، وتُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في متابعة تصرفات المساقي والمصارف وحساب كفاءة الري الحقلي بشكل لحظي، ما يسهم في رفع كفاءة إدارة الموارد المائية على مستوى الجمهورية.

تطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة الزراعة والإنتاج

وأشار “كمال”، إلى أن تقنيات الاستشعار عن بُعد تلعب دورًا مهمًا في الزراعة الحديثة، حيث تُستخدم لتحديد المساحات الزراعية بدقة، وتحليل التوزيع المحصولي الفعلي، والتعرف على مدى تكيف المحاصيل مع الظروف المناخية، وهذه التطبيقات أصبحت واقعًا ملموسًا في المزارع الكبرى مثل منطقة النوبارية والمزارع المخصصة للتصدير، بالإضافة إلى مشروعات قومية كبرى مثل مشروع الدلتا الجديدة ومشروع مستقبل مصر الزراعي، التي تُعد نموذجًا رائدًا لتطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة الزراعة والإنتاج.

التكامل بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT) يمثل مستقبل الزراعة الذكية

وأضاف “كمال”، أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT) يمثل مستقبل الزراعة الذكية في مصر، وأن هذا التكامل يمكن أن يحدث ثورة في كفاءة شبكات الري من خلال المراقبة والتحكم الذكي في توزيع المياه بما يتناسب مع احتياجات كل محصول، وهذه المنظومة تسهم في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين جودة المحاصيل، فضلًا عن تقليل الهدر في المياه والطاقة، وهو ما يحقق استدامة حقيقية للقطاع الزراعي.

التحول نحو الزراعة الذكية لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية

وأكد “كمال”، أن التحول نحو الزراعة الذكية لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها مصر في إدارة الموارد المائية وتحقيق الأمن الغذائي، وتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في المشروعات الزراعية الكبرى سيجعل مصر في طليعة الدول التي تعتمد على التكنولوجيا في تحقيق إنتاج زراعي عالي الجودة بأقل تكلفة ممكنة.