الأحد، 19 أكتوبر 2025

05:17 م

غزة على شفا الانهيار الشامل، القطاع يعيش على الأطلال والعالم يشاهد دون حراك

الأحد، 19 أكتوبر 2025 10:30 ص

غزة على شفا الانهيار الشامل

غزة على شفا الانهيار الشامل

بعد عامين من الحرب المستمرة على قطاع غزة، لم تعد المؤشرات الاقتصادية تقاس بالأرقام المعتادة، بل بالأضرار البنيوية الكاملة، 90% من القطاع بات مدمرًا، و80% من مساحته تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية بالنار والتهجير.

غزة على شفا الانهيار الشامل

الاقتصاد الغزي لم يعد مجرد اقتصاد منكوب، بل أصبح حالة نادرة من الاقتصاد المدمر بالكامل، حيث لم يبق قطاع إلا وطاله الخراب، ولم تعد مفردات مثل النمو أو الاستقرار تجد مكانًا في سياق الحديث عنه.

70 مليار دولار من الخسائر المباشرة تضع غزة على رأس قائمة الكوارث الاقتصادية في العصر الحديث، وهي أرقام أولية لا تشمل الخسائر غير المباشرة والآثار التراكمية طويلة الأمد. 

القصف، والحصار، والتهجير، وانهيار المرافق الحيوية أدت إلى توقف الدورة الاقتصادية، وسط غياب كامل لأي دعم دولي فعال أو حلول سياسية جذرية.

الصحة انهارت والتعليم احتضر.. ضربات عميقة للبنية البشرية

إذا كان الاقتصاد هو مرآة الصحة العامة والتعليم، فإن الصورة في غزة اليوم قاتمة إلى حد الرعب، فقد دمرت الحرب 38 مستشفى و96 مركز رعاية صحية، واستهدفت 197 سيارة إسعاف، وبلغ عدد الضحايا من الطواقم الطبية وحدهم 1,670 شخصًا. 

لا رعاية صحية متاحة، ولا أدوية تدخل، ولا منظومة قادرة على الصمود أمام هذا الكم الهائل من الجرحى والإصابات، التي بلغ عددها أكثر من 169 ألف إصابة، منها 4800 حالة بتر وآلاف من حالات الشلل وفقدان البصر.. حالات تفقد الأشخاص عقولهم ويقشعر لها الأبدان.

أما التعليم، فبات ضحية أخرى للقصف المستمر، إذ لحقت أضرار جسيمة بـ95% من مدارس القطاع، وتم تدمير 165 مؤسسة تعليمية بالكامل. 

أكثر من 13,500 طالب قُتلوا، و785 ألف طالب حُرموا من التعليم، إنها ليست فقط كارثة تعليمية، بل مجزرة معرفية ستؤثر على أجيال كاملة، وتحول دون وجود أي مستقبل تنموي في القطاع.

غزة على شفا الانهيار الشامل

المأوى المفقود.. أكبر أزمة نزوح قسري في تاريخ غزة

أكثر من 268 ألف وحدة سكنية دُمرت كليًا، فيما تضررت 148 ألفًا بشكل بالغ، و153 ألفًا بشكل جزئي، وبذلك، أصبحت نحو 288 ألف أسرة بلا مأوى، تعيش تحت خيام مهترئة أو في العراء، في مشهد لا يختلف كثيرًا عن أسوأ كوارث النزوح في العالم.

ما يزيد الكارثة فظاعة هو أن أكثر من 125 ألف خيمة فقدت صلاحيتها للسكن، في ظل القصف المتكرر لمراكز الإيواء البالغ عددها 293. 

أزمة المأوى ليست فقط قضية سكن، بل أزمة حياة، آلاف الأسر مهددة بالهلاك نتيجة البرد، ونقص الغذاء، وانعدام الخصوصية والرعاية، وسط تكدس بشري لا إنساني.

الاقتصاد الزراعي والصناعي.. التدمير الممنهج للأمن الغذائي

من بين القطاعات الأكثر تضررًا، كان الزراعة والصناعة في مرمى الاستهداف المباشر، ما أفرغ غزة من أي قدرة على تحقيق الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي. 

أكثر من 94% من الأراضي الزراعية دُمرت، من أصل 178 ألف دونم، وتقلصت الأراضي المزروعة بالخضروات من 93 ألف دونم إلى 4 آلاف فقط، بالإضافة إلى ذلك، 100% من الثروة السمكية تضررت، و665 مزرعة دواجن وأبقار دمرت بالكامل.

أما القطاع الصناعي، فتكبد 4 مليارات دولار من الخسائر نتيجة تدمير المصانع والمنشآت وسلاسل التوريد، وتوقف الإنتاج المحلي تمامًا، وانعدمت فرص العمل، مما زاد من معدلات الفقر والبطالة لتصل إلى مستويات غير مسبوقة.

غزة على شفا الانهيار الشامل

السوق التجارية.. في حكم المعدوم

المشهد في القطاع التجاري لا يقل كارثية، مع خسائر تقدر بـ4.5 مليار دولار نتيجة تدمير المنشآت التجارية، وإغلاق المعابر، وانهيار الطلب المحلي، فقد تحولت الأسواق إلى أماكن مهجورة، والمحال التجارية أغلقت أبوابها، فيما توقفت الحركة التجارية بشكل شبه كامل.

هذا الانهيار أدى إلى شلل تام في الدورة الاقتصادية، فلا إنتاج محلي، ولا استيراد، ولا قدرة شرائية، حتى المواد الأساسية أصبحت نادرة، وأسعارها خاضعة لمضاربات السوق السوداء، وسط غياب رقابة أو إدارة حكومية فاعلة.

مساعدات مفقودة وتجويع ممنهج.. سلاح الحصار القاتل

في الوقت الذي تمنع فيه 120 ألف شاحنة مساعدات من الدخول إلى غزة، يعاني أكثر من 650 ألف طفل من خطر الموت جوعًا، و40 ألف رضيع يفتقدون حليب الأطفال. 

سياسة هندسة التجويع التي يمارسها الاحتلال عبر إغلاق المعابر واستهداف المراكز الغذائية، تسببت في وفاة 460 شخصًا بسبب الجوع، بينهم 154 طفلاً.

المساعدات لا تصل، والمخازن فارغة، والمنظمات الإغاثية تُستهدف بشكل مباشر، في المجمل، قُصف 61 مركز توزيع مساعدات، وقتل 540 من العاملين في مجال الإغاثة، وتم استهداف 128 قافلة إغاثية.

ما يحدث في غزة هو حصار عسكري واقتصادي يتعدى نطاق الحرب التقليدية إلى حرب إبادة جماعية صامتة.

غزة على شفا الانهيار الشامل

رأس المال البشري يُستنزف.. من سيعيد بناء غزة؟

من أخطر تداعيات هذه الحرب، فقدان غزة لرأس مالها البشري، إذ قتل الاحتلال:

  • 1,670 من الطواقم الطبية
  • 830 من المعلمين
  • 254 صحفيًا
  • 193 عالماً وأكاديميًا
  • 894 من الرياضيين

وأصبح لدى غزة اليوم أكثر من 56 ألف طفل يتيم، و22 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج، و350 ألف مريض مزمن في خطر مباشر.

إنه ليس فقط فقدانًا لأرواح، بل تدمير متعمد لركائز المستقبل، من تعليم، وإعلام، وصحة، وإبداع علمي ورياضي، فحتى لو أعيد بناء الجدران، من سيعيد بناء الإنسان؟

غزة بعد الحرب.. اقتصاد ما بعد الدولة

الواقع اليوم يقول إن غزة تجاوزت مفهوم "الدولة الفاشلة" إلى منطقة منكوبة بالكامل، لا تملك مقومات للحياة أو للنهوض، في ظل حصار خانق ودمار ممنهج، دون أفق سياسي واضح أو دعم دولي حقيقي.

كل مؤشر اقتصادي يشير إلى اقتصاد غير قابل للتعافي السريع، بل إلى واقع يحتاج إلى عقود من إعادة الإعمار، وإرادة سياسية إقليمية ودولية جادة، وهو ما يبدو مفقودًا حتى الآن.

غزة تحتاج أكثر من المساعدات

غزة تحتاج أكثر من المساعدات.. تحتاج إنقاذًا شاملاً

الحديث عن إعادة إعمار غزة لا يجب أن يكون فقط عن الأسمنت والمباني، بل عن الإنسان، والنظام الاقتصادي، والسيادة، والكرامة.

المرحلة المقبلة تتطلب مؤتمرًا دوليًا شاملاً لإعادة الإعمار والمساءلة، وإلا فإن العالم سيشهد كارثة إنسانية طويلة الأمد تتحول من مجرد مأساة محلية إلى تهديد إقليمي وعالمي.

اقرأ أيضًا:

مدينة وصندوق ومنطقة، هل تتحول غزة إلى مشروع اقتصادي دولي؟

ترامب: أستحق جائزة نوبل للسلام ولا نريد استخدام القوة النووية

ترامب يعلن تفاصيل خطته لوقف الحرب في قطاع غزة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search