الإثنين، 06 أكتوبر 2025

09:06 م

راية القابضة كيان استثماري قادر علي المنافسة وسلبيات تعيق النمو

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 06:51 م

شركة راية

شركة راية

محمد السيد

بدأت حكاية شركة “راية القابضة للاستثمارات المالية” في نهاية التسعينيات، عندما قرر المهندس مدحت محمد إبراهيم خليل أن يحول مجموعة من شركات تكنولوجيا المعلومات الصغيرة إلى كيان استثماري كبير قادر على المنافسة محليًا وإقليميًا.

خدمات الحاسبات والشبكات

كانت «راية» مجرد مجموعة تعمل في خدمات الحاسبات والشبكات، وكانت نقطة التحول عام 1999، حين أصبحت شركة قابضة تضم تحت مظلتها أنشطة متعددة تتنوع بين التكنولوجيا، والتوزيع، والخدمات المالية، والتصنيع، والاتصالات، هذه الرؤية الطموحة جعلت «راية» واحدة من أبرز المجموعات المصرية التي استطاعت التحول من نموذج تقني ضيق إلى كيان استثماري واسع النشاط، مدرج في البورصة المصرية منذ عام 2005.

التوسع مستقبلاً دون قيود مالية كبيرة

اتبعت الشركة سياسة توسع مدروسة، وذلك منذ إدراجها في البورصة، إذ بدأ رأس مالها بنحو 400 مليون جنيه مصري وقت الطرح، ثم تضاعف تدريجيًا بفضل عمليات الاستحواذ وتوسيع قاعدة الاستثمارات، ليصل اليوم إلى أكثر من مليار جنيه مدفوع، بينما يبلغ رأس المال المرخص به نحو 5 مليارات جنيه، ما يعكس قدرة الشركة على التوسع مستقبلاً دون قيود مالية كبيرة.

شركة خدمات تكنولوجيا

انتقلت «راية» من مجرد شركة خدمات تكنولوجيا إلى مجموعة تضم عشرات الشركات التابعة، وذلك خلال أكثر من عقدين من الزمن، تحقق إيرادات بمليارات الجنيهات سنويًا وتوظف آلاف العاملين داخل مصر وخارجها.

مراكز الاتصال وخدمات التعهيد

الأبرز في استراتيجية «راية» هو التنوع، والمجموعة تمتلك استثمارات في مراكز الاتصال وخدمات التعهيد، التي تمثل أحد أهم مصادر دخلها المستقرة، إلى جانب أنشطة تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية الرقمية، وقطاع التجزئة والتوزيع عبر منافذها المنتشرة في أنحاء مصر.

الخدمات المالية غير المصرفية

وتوسعت الشركة في الخدمات المالية غير المصرفية من خلال ذراعها التمويلية "أمان"، وفي التصنيع من خلال مشروعها الصناعي مع شركة «هاير» العالمية، إلى جانب الخدمات اللوجستية والأغذية عبر "Raya Foods"، وهذا التنوع منح الشركة مرونة عالية في مواجهة التغيرات الاقتصادية، خاصة خلال فترات تقلب الأسواق.

الشراكات الاستثمارية لجذب رؤوس الأموال الأجنبية

كانت «راية» من أوائل الشركات التي أدركت أهمية الشراكات الاستثمارية لجذب رؤوس الأموال الأجنبية، وعلى صعيد المشروعات الكبرى، باعت الشركة حصة من "أمان" للبنك الأهلي المصري مقابل نحو 480 مليون جنيه لتعزيز السيولة، كما أبرمت صفقة بيع لمصنع "باريق" لإعادة تدوير البلاستيك بنحو 570 مليون جنيه، واستقطبت المجموعة استثمارات ضخمة لمشروعاتها الجديدة.

المهندس مدحت محمد إبراهيم خليل

مدحت خليل رئيس مجلس الإدارة

ولا يمكن الحديث عن راية دون الإشارة إلى الدور المحوري لرئيسها مدحت خليل، الذي قاد الشركة منذ تأسيسها، واضعًا أمامه هدفًا واضحًا هو بناء كيان مصري يضاهي الشركات الإقليمية الكبرى، تحت قيادته، لم تكتفِ راية بالنمو العضوي، بل استخدمت أدوات مالية مبتكرة مثل إصدار سندات توريق لتأمين التمويل اللازم للتوسع، واتبعت سياسة بيع انتقائي للوحدات غير الأساسية لإعادة ضخ السيولة في القطاعات الواعدة، وبفضل هذا النهج، تحولت راية إلى مجموعة ذات قاعدة مالية قوية، ومرونة في مواجهة تحديات الاقتصاد المحلي.

المتوازن بين التكنولوجيا والاستثمار

أصبحت «راية القابضة» اليوم نموذجًا مصريًا ناجحًا في التوسع المتوازن بين التكنولوجيا والاستثمار، وهي شركة تجمع بين روح الريادة التي بدأها مؤسسوها، والإدارة الحديثة التي تعرف كيف توظف رأس المال في الاتجاهات الصحيحة، ومع خططها المستقبلية لتعزيز حضورها في مجالات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والخدمات المالية الرقمية، تقف راية على أعتاب مرحلة جديدة من التوسع الإقليمي وتحقيق قيمة مضافة أكبر للاقتصاد المصري.

تحديات في طريق تحقيق الاهداف

ورغم النجاح الكبير الذي حققته شركة «راية» خلال أكثر من عقدين من العمل، فإن الطريق نحو تحقيق أهدافها المستقبلية لا يخلو من التحديات، والتنوع الكبير في أنشطة المجموعة، ورغم أنها أهم عناصر القوة، يمثل في الوقت نفسه عبئًا إداريًا وماليًا ضخمًا، إذ يتطلب إدارة مركزية قوية قادرة على التنسيق بين عشرات الشركات التابعة في قطاعات مختلفة كليًا من حيث طبيعة النشاط والربحية ودورة رأس المال، وهذا التنوع قد يؤدي أحيانًا إلى تشتت الموارد أو ضعف التركيز على القطاعات الأكثر ربحية.

الحفاظ على معدلات ربحية مستقرة

كذلك تواجه «راية» تحديًا يتعلق بقدرتها على الحفاظ على معدلات ربحية مستقرة في ظل تقلبات الاقتصاد المصري، خصوصًا مع ارتفاع تكلفة التمويل وارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة، وهو ما يؤثر سلبًا على أرباح الشركات العاملة في القطاعات كثيفة رأس المال مثل التصنيع والخدمات اللوجستية، ويزيد من صعوبة الموقف أن الشركة تعتمد جزئيًا على التمويل البنكي وإصدارات السندات، مما يجعلها عرضة لتقلبات أسعار الفائدة وتحديات السيولة.

قطاع الخدمات المالية غير المصرفية

وتواجه المجموعة تحديًا تنافسيًا متناميًا في قطاع الخدمات المالية غير المصرفية، حيث تتسابق شركات عديدة مثل «فوري» و«Bee» و«خدماتي» على الحصة السوقية في مجالات المدفوعات الإلكترونية والتمويل الاستهلاكي، وهذا يجعل ذراعها التمويلية «أمان» مطالبة بتوسيع قاعدة عملائها وتقديم خدمات رقمية أكثر ابتكارًا لتظل في صدارة السوق.

تحديات التحول الرقمي

ولا يمكن إغفال تحديات التحول الرقمي، إذ تسعى الشركة حاليًا إلى الدخول بقوة في مجالات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، وهي مجالات تحتاج إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية البشرية والتقنية، إلى جانب شراكات استراتيجية مع شركات عالمية، ونجاح «راية» في هذه الخطوة سيعتمد بدرجة كبيرة على قدرتها على مواكبة التغير التكنولوجي السريع، وتجنّب الدخول في مشروعات مرتفعة المخاطر دون دراسة عائدها بدقة.

تحقيق توسع إقليمي خارج السوق المصرية

وهناك تحدٍ يرتبط بقدرة الشركة على تحقيق توسع إقليمي حقيقي خارج السوق المصرية، وبينما تمتلك «راية» مقومات قوية في الداخل، فإن المنافسة في الأسواق الخارجية، خصوصًا الخليجية والأفريقية، تتطلب شبكات توزيع وتحالفات محلية واستثمارات أولية كبيرة قد تمثل عبئًا على هيكلها المالي إذا لم تُدار بحذر.

سلبيات تعيق النمو

رغم الصورة الإيجابية العامة، فإن هناك عددًا من السلبيات في تقييم أداء «راية»، وأول السلبيات تتعلق بتذبذب نتائج بعض الشركات التابعة لها، حيث أظهرت القوائم المالية الأخيرة تفاوتًا في أداء القطاعات، حيث تحقق بعض الأنشطة مثل «مراكز الاتصال» و«أمان» نموًا واضحًا، في حين تعاني قطاعات أخرى مثل التصنيع والخدمات اللوجستية من ضغوط تكاليف الإنتاج وضعف الطلب المحلي، وهذا التباين يؤدي إلى تراجع الأرباح الإجمالية ويصعّب مهمة الإدارة في تحقيق توازن مالي مستدام.

ضعف الإفصاح المالي

كما يواجه المستثمرون انتقادات متكررة حول ضعف الإفصاح المالي والتأخير أحيانًا في نشر التفاصيل التشغيلية للشركات التابعة، وهو ما يحدّ من شفافية الأداء ويؤثر على ثقة بعض المساهمين، وسياسة بيع بعض الأصول مثل مصنع «باريق» وحصة «أمان» رغم كونها قرارات استراتيجية لتوفير السيولة، إلا أنها أثارت تساؤلات حول مدى استدامة النمو الداخلي للشركة في غياب هذه الأصول المنتجة.

نظم الإدارة الحديثة

وتعاني الشركة من تحديات في الكفاءة التشغيلية لبعض قطاعاتها غير الأساسية، إذ إن توسعها الأفقي الواسع لم يصاحبه دومًا تطوير بالقدر الكافي في نظم الإدارة الحديثة أو التحول الرقمي الداخلي، مما أدى في بعض الفترات إلى زيادة المصروفات الإدارية والعمومية مقارنة بحجم الإيرادات.

الرئيس التنفيذي ومؤسس المجموعة

والاعتماد النسبي على شخصية الرئيس التنفيذي ومؤسس المجموعة مدحت خليل يثير تساؤلات عن مدى جاهزية الشركة لمرحلة ما بعد القيادة الفردية، أي إذا قررت الإدارة الانتقال إلى جيل جديد من التنفيذيين، وثقافة الاعتماد على القائد الواحد في الشركات العائلية أو المؤسسة على قيادة شخصية قوية قد تشكل مخاطرة حقيقية في المستقبل.

أبرز المجموعات الاستثمارية المصرية

وتبقى «راية القابضة» كيانًا قويًا يمتلك فرصًا واعدة، لكن تحقيق أهدافها المستقبلية يتطلب معالجة هذه التحديات البنيوية، وتطوير آليات الحوكمة، وتحقيق توازن بين التوسع والنمو الداخلي المستدام، حتى تحافظ على مكانتها كأحد أبرز المجموعات الاستثمارية المصرية المتنوعة.

شركة راية

اقرأ أيضًا:

شراكة بين راية للإلكترونيات و"جونسون" لتقديم خدمات تقنية متكاملة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search