الإثنين، 06 أكتوبر 2025

08:52 م

بين الصيد الجائر للأسماك النادرة وسفن الجر القاعية، نظم البيئة البحرية تقترب من الانقراض

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 06:27 م

صيد الاسماك

صيد الاسماك

هدير جلال

حذرت مؤسسة HUMANE LEAGUA من أن الصيد التجاري يسبب أضرارًا كبيرة لأنواع وموائل بحرية متعددة، مشيرة إلى أن معظم الناس لا يُدركون حجم الدمار الواقِع، وأضافت المؤسسة أن انقراض النظم البيئية البحرية المهمة سيؤثر سلبًا على الكوكب بأكمله.  
 

صيد الاسماك

يسبب صيد الأسماك القاعية بشباك الجر أضرارًا كبيرة للسلاحف البحرية، حيث تعلق الشباك بها وتؤدي إلى إصابات مميتة وغرقها، كما يؤدي هذا الصيد إلى تدمير النظام البيئي لقاع المحيط، الذي يحتوي على تضاريس وموائل بحرية غنية بالكائنات.  

يتسبب صيد القاع في تآكل الأرضية البحرية وإزالة الرواسب التي تضم تنوعًا واسعًا من اللافقاريات البحرية، ويقلل من قدرة الموائل البحرية على امتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون، مما يطلق كميات توازي انبعاثات السفر الجوي، حسب التقارير البيئية.  

يعتمد العلماء على هذه الرواسب لدراسة تغير المناخ وتأثير النشاط البشري على المحيطات، لذا فإن تدميرها لا يسرّع فقط تغير المناخ، بل يضعف أيضًا قدرتنا على مواجهته.  

كما يسبب الصيد الجائر أضرارًا للموائل فوق القاع، خاصة الشعاب المرجانية التي تتشابك فيها الشباك وتدفع الأسماك لمغادرتها، مما يؤدي إلى تراجع التنوع البيولوجي في هذه النظم البيئية الحيوية.

صيد الاسماك

صيد الأسماك بالخيوط الطويلة

يمد صيادو الخيوط الطويلة شباكهم بخطافات مُطعّمة عبر أميال من المحيط. تستهدف هذه الشباك عادةً أسماك التونة، ولكن، كما هو الحال مع سفن الجر القاعية، تصطاد الخيوط الطويلة وتقتلها عشوائيًا، في عام 2018، حقق الصيد بالخيوط الطويلة 8.4  مليار دولار أمريكي لصناعة صيد الأسماك، وهو ما يمثل 20% من قيمة الصيد العالمية. لكن هذه الممارسة تُلحق ضررًا بالغًا بسمك التونة الجنوبية ذات الزعانف الزرقاء المهددة بالانقراض ، وهو نوع بدأ بالكاد يتعافى من سنوات من الصيد الجائر.

يُصيب صيد الخيوط الطويلة أيضًا السلاحف ضخمة الرأس والسلاحف الجلدية، حيث تخترق الخطافات أفواهها أو أعناقها أو زعانفها بشكل مؤلم أحيانًا، وتبتلع السلاحف خطافات كاملة، فتعلق في أجهزتها الهضمية، وهذا يعيق تغذية السلاحف وهضمها، مما يجعلها معرضة لخطر الموت جوعًا، وتُدرج القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة السلاحف ضخمة الرأس والسلاحف الجلدية، ضمن قائمة الأنواع المعرضة للخطر، ويؤدي صيد الخيوط الطويلة إلى تقليص أعدادها بشكل أكبر.

تعاني الطيور البحرية أيضًا من عواقب الصيد بالخيوط الطويلة فبينما تغوص تحت سطح الماء بحثًا عن الطعام، تعلق في خطافات الصيد بالخيوط الطويلة وتغرق، ويُقدر أن 100,000 طائر يموتون سنويًا بهذه الطريقة المروعة بسبب الصيد بالخيوط الطويلة، مما يزيد من خطر انقراض أنواع مثل طائر الألباتروس الرائع.

 

الصيد العرضي

إن الصيد بالشباك الجرافة القاعية والصيد بالخيوط الطويلة تُودي بحياة حيوانات بحرية شهيرة كالسلاحف البحرية بالإضافة إلى السلاحف، تُواجه أنواع مثل أسماك القرش والدلافين الخطر الأكبر المتمثل في أن تُصبح “صيدًا عرضيًا”، وهي حيوانات تُصطاد عن غير قصد بواسطة معدات الصيد، ورغم أن الصيد العرضي يؤثر على ملايين الأسماك والحيوانات البحرية، إلا أن قطاع صيد الأسماك لا يُبلغ عنه.

صيد الاسماك

باعتبارها من الحيوانات المفترسة الرئيسية، تُعد أسماك القرش بالغة الأهمية لتوازن النظم البيئية للمحيطات، لكنها آخذة في الانقراض بسرعة  يؤدي الصيد العرضي والصيد المتعمد إلى نفوق ما يصل إلى 270 مليون سمكة قرش سنويًا، مما يُغير النظم البيئية تحت الماء التي تتخذها موطنًا لها بشكل دائم، ويُعرّض بعض أنواع أسماك القرش للخطر بشكل لا يمكن تعافيه.

تُلحق صناعة صيد الأسماك أضرارًا بالغة بالدلافين والحيتان ، وهما نوعان من الثدييات البحرية المحبوبة والجذابة وقدّرت أبحاث حديثة أن الصيد التجاري تسبب في نفوق أكثر من 80% من الدلافين في المحيط الهندي ، حيث تعلقت في شباك صيد التونة ورغم مأساوية هذه الأمثلة، إلا أنها لا تُمثل سوى جزء ضئيل من ضحايا صناعة صيد الأسماك.

 

ظروف المياه السامة

تُلحق ممارسات الصيد الصناعي الضرر بالنظم البيئية للمحيطات لفترة طويلة، وبعد صيد السمك تُلقي عمليات الصيد بالشباك والمعدات القديمة في الماء، تاركةً إياها تُوقع الحياة البحرية في شرك وتلوث المحيطات بالبلاستيك لعقود، حيث تُمثل معدات الصيد المفقودة والمهملة هذه - المعروفة باسم " معدات الأشباح " - أكبر مصدر للتلوث البلاستيكي في محيطاتنا في الواقع، وتُمثل شباك الصيد ما يقرب من نصف محتويات رقعة النفايات الكبرى في المحيط الهادئ، وهي عبارة عن مجموعة من نفايات المحيطات العائمة التي يزيد حجمها عن مساحة ولاية تكساس .

تُبعد مزارع تربية الأحياء المائية الأسماك عن مواطنها الطبيعية، إلا أن آثارها تمتد إلى ما هو أبعد من عملياتها لتشمل المحيط. وتُهيئ مزارع الأسماك المزدحمة والقذرة الظروف المثالية لانتشار الأمراض، وقد وجدت دراسة أن الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض كانت أكثر شيوعًا بمرتين في المناطق المحيطة بمزارع سمك السلمون، وتهرب طفيليات مثل قمل البحر من مزارع الأسماك الصناعية، وتؤثر على أعداد الأسماك البرية، وتُعد الإصابة بقمل البحر مؤلمة، وأحيانًا مميتة، وهي تزداد شيوعًا مع توسع مزارع الأسماك الصناعية في عملياتها.

 

الصيد الجائر

ببساطة، يحدث الصيد الجائر عندما تُصطاد الأسماك وتُقتل بمعدل أسرع من قدرة أعدادها على التجدد الأنواع بطيئة التكاثر، مثل أسماك القرش، والتي تعاني أكثر من غيرها من الصيد الجائر.

يحدث الصيد الجائر في أكثر من ثلث مصايد الأسماك في العالم، ويلجأ الصيادون التجاريون إلى تقليص أعداد الأسماك لتحقيق الربح على المدى القصير، متجاهلين أن هذه الممارسة تدمر النظم البيئية للمحيطات على المدى الطويل. ويضر هذا الصيد غير المسؤول بالحياة البحرية والموائل والمجتمعات البشرية التي تعتمد على المحيطات للبقاء على قيد الحياة.

صيد الاسماك

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search