الأحد، 05 أكتوبر 2025

01:45 م

استشاري نظم معلومات: التكنولوجيا أداة إنتاج والتعليم الرقمي جسر المستقبل

الأحد، 05 أكتوبر 2025 11:28 ص

الدكتور محمد عسكر استشاري نظم المعلومات والأمن السيبراني

الدكتور محمد عسكر استشاري نظم المعلومات والأمن السيبراني

محمد السيد

قال الدكتور محمد عسكر، استشاري نظم المعلومات والأمن السيبراني، إن التعليم الرقمي والمنصات الإلكترونية أصبحا اليوم أحد أهم الأدوات الإستراتيجية، لإعادة صياغة علاقة التعليم بسوق العمل، وفي ظل تسارع التحول الرقمي وتغير طبيعة الوظائف، لم يعد التعليم التقليدي القائم على الحفظ والتلقين كافياً لتلبية متطلبات الإقتصاد المعرفي، من هنا، يأتي دور التعليم الرقمي في سد الفجوة بين مخرجات المؤسسات التعليمية وإحتياجات سوق العمل المتطورة.

محتوى متجددا يُواكب التغيرات السريعة في المجالات التقنية والإقتصادية

وأضاف استشاري نظم المعلومات والأمن السيبراني، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن التعليم الرقمي يُقدّم نموذجاً أكثر مرونة وواقعية، والمنصات الإلكترونية تتيح للطلاب التعلّم وفقاً لقدراتهم وإيقاعهم الشخصي، وتوفر محتوى متجددا يُواكب التغيرات السريعة في المجالات التقنية والإقتصادية، ويمكن لطالب في كلية التجارة أن يدرس في الوقت نفسه دورات عبر الإنترنت في تحليل البيانات أو التسويق الرقمي، وهي مهارات مطلوبة بشدة في سوق العمل الحديث.

إتاحة التعليم بصورة عادلة وشاملة

وأوضح “عسكر”، أن المنصات تُسهم في إتاحة التعليم بصورة عادلة وشاملة، بمعنى إتاحته للجميع دون قيود المكان أو الزمان، ولم يعد الطالب بحاجة إلى قاعة تقليدية أو مناهج ثابتة، يكفيه إتصال بالإنترنت ليصل إلى أحدث الدورات المقدّمة من كبرى الجامعات العالمية أو الشركات التقنية، وهذا التوسع أتاح فرصاً غير مسبوقة للطلاب والشباب في المناطق النائية لإكتساب مهارات تنافسية كانت حكراً على فئات محددة.

التعلّم التطبيقي والتفاعلي

وأشار “عسكر”، إلى أن التعليم الرقمي يُشجع على التعلّم التطبيقي والتفاعلي بدلاً من الحفظ، والكورسات الإلكترونية تعتمد على المحاكاة، والتجارب العملية، ومشاريع التخرج الرقمية، ما يجعل الطالب قريباً من بيئة العمل الحقيقية، ويُكسبه مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والتعاون في فرق إفتراضية وهي نفس المهارات التي يبحث عنها أصحاب الأعمال اليوم.

تطوير المناهج بشكل مستمر وفقاً لإحتياجات السوق

وأكد “عسكر”، أن المنصات التعليمية الذكية أصبحت تلعب دوراً مهماً في تحليل بيانات المتعلمين، مما يساعد على تطوير المناهج بشكل مستمر وفقاً لإحتياجات السوق، وهذا يخلق جسور تواصل حقيقية بين مؤسسات التعليم والقطاع الخاص، عبر تحديد المهارات المطلوبة مستقبلاً وتوجيه الطلاب نحوها.

بيئات تفاعلية تستخدم التكنولوجيا في التدريب العملي

وأوضح “عسكر”، أن التعليم الرقمي لا يُعد بديلاً عن التعليم التقليدي، بل مكمّلاً له، والقاعات الدراسية اليوم يجب أن تتحول إلى بيئات تفاعلية تستخدم التكنولوجيا في التدريب العملي، وتُهيئ الطلاب لمهن المستقبل التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي، تحليل البيانات، والأمن السيبراني.

التعليم الرقمي جسر المستقبل

يري “عسكر”، أن التعليم الرقمي هو الجسر الذي يمكن أن يعبر عليه التعليم المصري نحو المستقبل، بشرط أن تُدعمه الدولة بتشريعات مرنة، وإستثمارات في البنية التحتية، وشراكات مع شركات التكنولوجيا لضمان أن يصبح التعليم أداة للتمكين والإبتكار، لا مجرد نقل للمعلومات.

منظومة تعليمية حديثة تواكب تطورات الثورة الصناعية الرابعة

قال استشاري نظم المعلومات، إن مصر تُعد في مرحلة حاسمة من مسيرة التحول نحو الإقتصاد الرقمي، والتعليم الرقمي يمثل حجر الزاوية في إعداد جيل قادر على قيادة هذا التحول بوعي وكفاءة، وبناء الكوادر البشرية الماهرة هو العامل الأهم في نجاح أي مشروع تكنولوجي أو تطوير صناعي، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر منظومة تعليمية حديثة، تواكب تطورات الثورة الصناعية الرابعة.

ربط المناهج الأكاديمية بالمهارات الرقمية

وأضاف “عسكر”، أن مصر يمكن أن تستفيد من التعليم الرقمي من خلال ربط المناهج الأكاديمية بالمهارات الرقمية المطلوبة في سوق العمل، وهذا يعني تطوير مناهج في مجالات مثل الذكاء الإصطناعي، تحليل البيانات، الأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء، بحيث لا تبقى هذه المفاهيم حكراً على التعليم الجامعي المتخصص، بل تُدرّس منذ المراحل المدرسية الأولى، بطريقة مبسطة وتطبيقية.

تطوير البرمجيات أو إدارة الأنظمة الذكية

وأوضح “عسكر”، أن المنصات الإلكترونية تمثل فرصة حقيقة لتوسيع نطاق التدريب المهني المتخصص خارج القنوات التقليدية، يمكن من خلال الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمنصات التعليمية العالمية، توفير برامج تدريبية قصيرة ومكثفة تستهدف تأهيل الشباب في تخصصات رقمية دقيقة، مثل تطوير البرمجيات أو إدارة الأنظمة الذكية، وهي مجالات تشهد طلباً متزايداً محلياً ودولياً.

التكنولوجيا أداة إبداع وإنتاج

وأكد “عسكر”، أن التعليم الرقمي يُسهم في تغيير الثقافة التعليمية نفسها، فبدلا من أن يكون الطالب متلقّيًا سلبيًا، يصبح مشاركًا فاعلًا في بناء المعرفة، يعتمد على البحث والتجريب، ويتعامل مع التكنولوجيا كأداة إبداع وإنتاج، لا مجرد وسيلة ترفيه، وهذه النقلة في التفكير هي التي تُفرز القادة الرقميين القادرين على الإبتكار وصنع الحلول المحلية للمشكلات الوطنية، كما يمكن لمصر أن توظف التعليم الرقمي في تعزيز التعليم المستمر، بحيث لا يقتصر التعلم على مرحلة عمرية محددة، والموظف أو الخريج يمكنه تطوير مهاراته الرقمية بشكل دائم عبر الدورات الإلكترونية المفتوحة، مما يرفع كفاءة الكوادر الحكومية والخاصة معاً.

بناء بنية تحتية رقمية متكاملة في المدارس والجامعات

وأشار “عسكر”، إلى أن الإستثمار يجب ألا يقتصر على المنصات والمحتوى، بل يمتد إلى بناء بنية تحتية رقمية متكاملة في المدارس والجامعات، وتدريب المعلمين على أساليب التعليم الإلكتروني، لضمان الإستفادة القصوى من هذه المنظومة، وإذا نجحت مصر في تحويل التعليم الرقمي إلى مشروع وطني مستدام، ستتمكن من إنتاج جيل جديد من المبدعين والمبرمجين والمبتكرين، جيل لا يستهلك التكنولوجيا فقط، بل يصنعها ويقود بها مستقبل البلاد نحو إقتصاد المعرفة والتنمية الذكية.

تطبيق التعليم الرقمي

ويري “عسكر”، أن تطبيق التعليم الرقمي في مصر يُعد خطوة إستراتيجية نحو بناء مجتمع معرفي قادر على المنافسة في عصر الثورة الصناعية الرابعة، لكنه في الوقت ذاته يواجه عدداً من التحديات البنيوية والبشرية والتقنية التي تحتاج إلى معالجة شاملة كي تؤتي التجربة ثمارها، وهي كالتالي:

  • الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية، فبينما تتمتع المدن الكبرى ببنية تحتية قوية للاتصال بالإنترنت، ما زالت بعض المناطق الريفية تعاني من ضعف الشبكات أو إنعدام الخدمات، مما يحد من فرص الوصول العادل إلى المنصات التعليمية الرقمية، والتغلب على هذه الفجوة يتطلب إستثماراً مستمراً في تحسين البنية التحتية للاتصالات، وتوفير الإنترنت بأسعار ميسّرة للأسر والطلاب.
  • جاهزية المعلمين، والتعليم الرقمي لا يمكن أن ينجح ما لم يُدعَّم بمدرسين مؤهلين يمتلكون المهارات التكنولوجية اللازمة للتفاعل مع المنصات التعليمية، وكثير من المعلمين ما زالوا يعتمدون على الأساليب التقليدية في التدريس، لذلك من الضروري تنفيذ برامج تدريبية مكثفة ودائمة تركز على بناء قدراتهم في التصميم الرقمي وإدارة الفصول الإفتراضية وتحفيز المشاركة عبر الإنترنت.
  • الفجوة الثقافية والنفسية تشكل عقبة لا تقل أهمية، وما زال هناك قطاع من المجتمع ينظر إلى التعليم الإلكتروني بشيء من الشك أو التقليل من قيمته مقارنة بالتعليم الحضوري، وهذه الثقافة تحتاج إلى تغيير عبر التوعية الإعلامية والمجتمعية، وإبراز قصص نجاح واقعية تُثبت فاعلية التعليم الرقمي في إعداد الكوادر المؤهلة.
  • نقص المحتوى المحلي العربي عالي الجودة والذى يمثل تحدياً حقيقياً، وكثير من المنصات تعتمد على محتوى أجنبي لا يتناسب بالضرورة مع الخصوصية الثقافية والبيئية المصرية، لذلك من الضروري دعم مبادرات وطنية لإنتاج محتوى تعليمي رقمي باللغة العربية، يجمع بين الدقة الأكاديمية والجاذبية البصرية، ويُصمم خصيصاً للطلاب المصريين والعرب.
  • تحديات مرتبطة بـتمويل التحول الرقمي في التعليم، حيث تتطلب المنظومة الرقمية إستثمارات كبيرة في الأجهزة، البرمجيات، وصيانة الأنظمة، وللتغلب على ذلك، يجب تشجيع الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص، وجذب إستثمارات في مجال تكنولوجيا التعليم (EdTech) بما يعزز إستدامة التطوير.
  • الأمن السيبراني في حماية بيانات الطلاب والمعلمين ومنع أي إختراقات أو إساءة إستخدام للمعلومات التعليمية. لذا، يجب تضمين معايير حماية البيانات ضمن أي خطة وطنية للتعليم الرقمي.

التحديات كثيرة لكنها ليست عائقاً

وأكد “عسكر”، أن التحديات كثيرة لكنها ليست عائقاً، بل يجب أن تكون حافزاً للتطوير، ومصر تمتلك مقومات بشرية قوية، وإرادة سياسية واضحة لدعم التحول الرقمي في التعليم، ومع التخطيط المتكامل بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، يمكن للتعليم الرقمي أن يتحول من تجربة محدودة إلى رافعة حقيقية لتنمية الإنسان المصري وبناء جيل رقمي مبتكر ومنافس عالمياً.

اقرأ أيضًا:

لتعزيز قدرات الشباب، استثمارات بـ5 مليارات جنيه لبناء العقول ومهارات المستقبل

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search