خبير أسواق المال: الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المحللين الماليين التقليديين، وسيكون مكملًا لخبراتهم

الأحد، 05 أكتوبر 2025 01:09 م

الدكتورة حنان رمسيس خبير أسواق المال

محمد السيد

قالت الدكتورة حنان رمسيس، خبير أسواق المال، إن استخدام الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس لم يعد رفاهية بل أصبح ضرورة أساسية تمتد إلى مختلف مجالات الحياة، وعلى رأسها قطاع الاستثمار والأسواق المالية، وأن حجم البيانات المتدفقة داخل البورصات سواء المتعلقة بالتحليل المالي أو الفني يجعل من الصعب على المستثمرين تحليلها بشكل تقليدي، وهو ما فتح الباب أمام الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لاختيار الأسهم الأكثر ربحية واستقرارًا، وبناء محافظ استثمارية متوازنة قادرة على مواجهة تقلبات الأسواق وارتفاع معدلات التضخم.

الذكاء الاصطناعي أداة فعالة في تحديد اتجاهات العرض والطلب

وأضافت "خبير أسواق المال"، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن الذكاء الاصطناعي بات أداة فعالة في تحديد اتجاهات العرض والطلب، ليس فقط في الاستثمارات المحلية بل أيضًا في الأسواق العالمية، حيث يمكنه توجيه المستثمر نحو الفرص الأنسب وفقًا لاحتياجاته.

تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة

وأشارت “رمسيس”، إلى أن الميزة الكبرى في هذه التقنية تكمن في قدرتها على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة، مما يساعد المستثمر في اتخاذ قرارات مبنية على معطيات واقعية، ومن الضروري إدخال بيانات دقيقة وصحيحة للنظام، لأن القرارات الناتجة عن مدخلات خاطئة تؤدي حتمًا إلى نتائج غير موثوقة.

التكامل بين التكنولوجيا والعقل البشري

وأوضحت “رمسيس”، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن اعتباره معملًا مغلقًا أو أداة معصومة من الخطأ، إذ إن حركة البورصة تتأثر بعوامل غير قابلة للقياس الآلي مثل الأحداث الجيوسياسية، والنفسية العامة للمتعاملين، وإعلانات الشركات وميزانياتها، وأن التكامل بين التكنولوجيا والعقل البشري هو الحل الأمثل لتحقيق قرارات استثمارية متوازنة.

استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستثمار

وحذّرت "رمسيس"، من المخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الاستثمار، ومن الاعتماد الكلي على الأنظمة الذكية دون متابعة بشرية دقيقة، وأن إغفال بند واحد مؤثر مثل التطورات السياسية أو تغير السياسات النقدية قد يؤدي إلى قرارات خاطئة ونتائج مالية سلبية، كما نبّهت إلى خطورة الإفراط في الثقة بنتائج التحليل الآلي دون التحقق من صحة المعطيات أو توقيت اتخاذ القرار.

التحليل الآلي والرؤية البشرية

شددت “رمسيس”، على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المحللين الماليين التقليديين، بل سيكون مكملًا لخبراتهم، وأن البيانات التي يعتمد عليها النظام لا تزال تُغذّى من قبل الإنسان، وأن النسبة الأعلى من دقة القرارات تأتي من الجمع بين التحليل الآلي والرؤية البشرية، وقد تصل دقة الذكاء الاصطناعي إلى 70%، لكن الوصول إلى القرار السليم في الوقت المناسب يظل بحاجة إلى العقل البشري القادر على قراءة ما وراء الأرقام.