صناعة صيد الأسماك، من تقليدي إلى قطاع بمليارات الدولارات

الأحد، 05 أكتوبر 2025 07:50 ص

صيد أسماك

هدير جلال

تواجه صناعة الأسماك تحديًا كبيرًا، خاصة صناعة الصيد التجاري، ففي جميع أنحاء العالم، يُؤدي الصيد التجاري إلى تقليص أعداد الأسماك، ويهدد عددًا لا يُحصى من الأنواع البحرية الأخرى، ويدمر موائل حيوية، وفقًا لـ «HUMANE LEAGUE».

يُزهق نظامنا الغذائي أرواح أكثر من 9 مليارات حيوان سنويًا، ومع ذلك، فإن هذا الرقم لا يُمثل سوى جزء بسيط من المعاناة التي يُسببها نظامنا الغذائي المُعقّد، فهو لا يُغطي إلا الحيوانات البرية فبين الأسماك التي يُقتلها للاستهلاك البشري والحيوانات البحرية الأخرى التي يُعاملها كأضرار جانبية، تُزهق صناعة صيد الأسماك تريليونات الأرواح سنويًا.

بل وتشعر بالإثارة عند رؤية أسماك أخرى، كما أنها قادرة على المعاناة ، تمامًا مثل حيوانات اليابسة. ومع ذلك، فإن نظامنا الغذائي المتهالك يُجبر مليارات ( وربما تريليونات ) من هذه الكائنات الحية على المعاناة من أجل الاستهلاك البشري كل عام.

وللأسف، لا يقتصر ضرر صناعة صيد الأسماك على الأسماك التي تُقتل لسوق المأكولات البحرية، بل إن أعدادًا لا تُحصى من الحيوانات البحرية الأخرى تموت نتيجةً للصيد العرضي "غير المقصود" في عمليات صيد متهورة، أو تفقد حياتها بسبب تلوث المحيطات وتدمير موائلها على نطاق واسعن تُلحق صناعة صيد الأسماك أضرارًا جسيمة بمحيطنا، لا يمكن إصلاحها، كل ذلك سعيًا لتحقيق أقصى ربح.

ما هي صناعة صيد الأسماك؟

على مدى الأربعين ألف عام الماضية ، دأب البشر على صيد الأسماك وأكلها، حيث كان الصيادون يجمعون معداتهم، وينطلقون إلى الماء، وينتظرون لساعات طويلة حتى يصطادوا الصيد الأمثل، إلا أن الطلب العالمي على منتجات المأكولات البحرية حوّل صيد الأسماك إلى صناعة بمليارات الدولارات .

بينما اعتمدت صناعة صيد الأسماك تقليديًا على صيد الأسماك في بيئاتها الطبيعية في المحيطات، شهدت ممارساتها في السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا تُنتج عمليات الصيد الصناعي آلاف الأسماك خصيصًا للاستهلاك البشري، وتُحفظ في أحواض أو حظائر مكتظة والآن، يهيمن هذا النوع من تربية الأسماك الصناعية على سوق المأكولات البحرية، مما يثير العديد من المخاوف الأخلاقية والبيئية.

ما هي الزراعة المائية؟

يشير مصطلح "تربية الأحياء المائية" إلى تربية الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية في أحواض أو حظائر قاحلة ومكتظة، وهو أمر بعيد كل البعد عن حرية البحر، وتربية الأحياء المائية عملية صناعية بامتياز ، تُخضع الأسماك لنفس القيود الصارمة التي تُفرض على المزارع الصناعية على اليابسة إذ تُحشر آلاف الأسماك في أحواض أو شبكات صغيرة، مما يجعل حركتها شبه معدومة، ويؤدي هذا الاكتظاظ والقذارة إلى جعل المياه بيئة خصبة للطفيليات ومسببات الأمراض الضارة ومن بين هذه الطفيليات، قمل البحر ، الذي ينتشر بسرعة ويتغذى على لحم ودم الأسماك، مسببًا جروحًا مؤلمة.

ورغم أن مزارع الأسماك وعمليات صيد الأسماك البرية قد تبدو بعيدة كل البعد عن المزارع الصناعية على اليابسة، إلا أن هذه الصناعات التي يحركها الربح تشترك في صلة وثيقة. تُحوّل صناعة صيد الأسماك 20 مليون رطل من الأسماك إلى دقيق سمك - عظام سمك مطحونة ولحوم تُستخدم عادةً كعلف للحيوانات - كل عام تُوفر هذه " الحبيبات البروتينية " لمزارعي المصانع طريقة رخيصة لتغذية الدجاج والخنازير قبل ذبحها وفي دورة بشعة وقاسية، يعود 70% من دقيق السمك إلى تربية الأحياء المائية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.