الجمعة، 03 أكتوبر 2025

12:26 ص

على خُطى تعريفات ترامب، أوروبا تعلن الحرب على واردات الصلب الأجنبية برسوم إضافية

الخميس، 02 أكتوبر 2025 10:46 م

صلب

صلب

نفيسه محمود

أكدت الدول الأوروبية أنها ستفرض قيودًا صارمة على واردات الصلب من الدول المنافسة، بهدف حماية صناعة الصلب المحلية، وخاصة بعد تدفق شحنات كبيرة لأسواقها المحلية، نتيجة فائض ضخم من الإنتاج عالمي، وقد اتخذت المفوضة الأوروبية قرارًا بفرض رسوم جمركية جديدة، بعدما اشتكت شركات الصلب الأوروبية، أنها تواجه واردات أرخص، مما أدى إلى انخفاض الأسعار المحلية وهددت قدرتها الإنتاجية.

 

أوروبا ستحارب من أجل سوقها المحلية

لذلك رأى المسؤولون أن هناك منافسة غير عادلة بين صناعتها المحلية، وصناعة الدول المنافسة، وخاصة أن الصناعة المنافسة تتميز بانخفاض تكلفة الإنتاج وتوفير دعم حكومي مرتفع، لتعلن أوروبا الحرب على واردات الصلب الأجنبية، معلنة أنها إن لم تستطع أوروبا التحكم في رسوم واشنطن الجمركية ولا في دعم بكين، فهي بالتأكيد قادرة على حماية سوقها.

الصلب

فوائض إنتاج الصلب تهدد أسواق أوروبا

ومع وجود فوائض إنتاجية عالمية في صناعة الصلب، تفاقمت المخاوف من أن تعرض الأسواق المحلية للدول الأوروبية لخسائر أكبر في هوامش الربح، مع صعوبة الاستثمار في إزالة الكربون في صناعة الصلب، خاصة أن المصنعين الأوروبيين في أوروبا يستثمرون مليارات الدولارات في صناعة الصلب القائمة على الهيدروجين، والطاقة النظيفة، وحلول الاستدامة، ولذلك تم اتخاذ قرارات وقائية لتفادى هذه الخسائر.

وفي محاولة من الاتحاد الأوروبي وحلفاؤه لاحتواء فائض الإنتاج التي حذرت منها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بأنها ستصل إلى 721 مليون طن متري في عام 2027، من المتوقع أن تكشف المفوضية الأوروبية عن خطة وقائية الأسبوع المقبل، والتي ستؤدي أيضا إلى خفض حصص الصلب الحالية للاتحاد الأوروبي من الصلب الأجنبي بنحو 50%.

 

رسوم وقائية لحماية سوق الصلب الأوروبي

وكما قال رئيس صناعة الصلب في الاتحاد الأوروبي “ستيفان سيجورن”، أنه بموجب التحديثات الجديدة، فإن الواردات التي تتجاوز الحصص المخفضة (انخفاض في أسعار الصلب بشكل غير قانوني لإغراق السوق المحلية بالمنتج الأجنبي على حساب المنتج المحلي)، ستواجه تعريفات جمركية أعلى، بما يتماشى مع التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة وكندا.

 

صناعة الصلب في أوروبا تتعرض لضغوط منذ سنوات

وتتعرض صناعة الصلب في أوروبا لضغوط منذ سنوات، بسبب الواردات الرخيصة من الصين ودول آسيوية أخرى، والتي تفاقمت بسبب رفع الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم إلى 50%، وقد تأثرت الدول الأوروبية بشكل كبير من هذه الرسوم الجمركية، خاصة أنها تصدر 3.8 مليون طن من الصلب سنويًا إلى الولايات المتحدة، مع انخفاض لصادراتها بنسبة 13%.

هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها دول الاتحاد الأوروبي موقف دفاعي لمواجهة هذه الأزمة المستمرة، ففي يوليو 2018، فرض الاتحاد الأوروبي تدابير وقائية مؤقتة على الصلب لمواجهة ارتفاع الواردات، بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بموجب المادة 232، والتي أدت إلى خسارة صناعة الصلب الأوروبية ما يصل إلى 30 مليون طن متري من الصلب في الاتحاد الأوروبي وأسواق التصدير.

إنتاج الصلب

الاتحاد الأوروبي يفرض رسوم جديدة طويلة الأمد

وقد مدد الاتحاد الأوروبي تدابيره الوقائية عدة مرات، وكان آخرها في يونيو 2024، ولكنها ستظل سارية المفعول حتى يونيو 2026، ففي الوقت الحالي، يُطبّق الاتحاد الأوروبي ضمانة مؤقتة، من خلال فرض رسوم جمركية بنسبة 25% عند تجاوز الحصص المخفضة (تخفيض الأسعار بشكل غير قانوني لإغراق السوق).

ولتجنب هذا المأزق، اقترحت المفوضية الأوروبية حل لهذه المشكلة، بحيث يكون طويل الأجل ليحل محل ضمانات الصلب المنتهية الصلاحية، وخاصة بعدما تفاقمت أزمة واردات الصلب بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الصلب، و15% على معظم المنتجات الأخرى، وهو ما أثر بشكل سلبي على صناعة الصلب في الاتحاد الأوروبي، التي تشحن الصادرات كثيفة الصلب، مثل الآلات والمركبات.

 

صناعة السيارات الأوروبية في أزمة

وقد أشارت منصة euractiv في تقرير لها، أنه دون قطاع صلب أوروبي مستدام ومبتكر وصديق للبيئة، ستختفي تدريجيًا شركات صناعة السيارات والبناء والآلات والأجهزة المنزلية والصناعات المتجددة، وسيحل محلها موردون أجانب لا يلتزمون بالمعايير المناخية والاجتماعية والأمنية، وهذا ما يحدث بالفعل، فمنذ عام 2020، أصبح الاتحاد الأوروبي مستوردًا بشكل أساسي للمنتجات كثيفة الاستخدام للصلب، حتى أصبحت واردات الصلب الرخيصة اليوم تُدمّر صناعة الصلب الأوروبية، وتقيد تقدم أوروبا وتبعدها عن الاكتفاء الذاتي وتحولها من مصنع لمستهلك فقط. 

 

الرسوم الجمركية تضغط على الإنتاج العالمي

تطبيق رسوم جمركية على الصلب سيؤثر بشكل كبير على الشركات المنتجة، ويدفع المواد الخام نحو الارتفاع، وبالتالي ستتأثر التجارة العالمية للصب والقدرة التنافسية.

ونتيجة لتكثيف الضغوط على تجارة الصلب العالمية، ستزداد الحواجز التجارية الجديدة في جميع أنحاء العالم، وستكون الصين أكبر الخاسرين بسبب الفائض الضخم من إنتاجها للصلب، وخاصة أن استهلاكها بالنسبة لإنتاجها ضئيل جدًا.

صناعة الصلب

أكبر الدول المنتجة للصلب في العالم لعام 2024 وفقًا لرابطة الصلب العالمية

الدولةحجم الإنتاج بالمليون طن
الصين1005.1
الهند149.6
اليابان84
الولايات المتحدة79.5
روسيا70.7
كوريا الجنوبية63.5
ألمانيا37.2
تركيا36.9
البرازيل33.7
إيران31

الشركات الصينية تهيمن على إنتاج الصلب العالمي

يهيمن على سوق الصلب العالمية مجموعة من الشركات العملاقة، أغلبها شركات صينية، فمثلًا نجد أن مجموعة China Baowu الصينية هي الشركة الرائدة في إنتاج الصلب، ففي عام 2024، أنتجت الشركة 130.09 مليون طن، أكثر من حجم إنتاج اليابان، وتقريبًا ضعف إنتاج روسيا وكوريا الجنوبية.

واستحوذت الشركات الصينية على 6 مراكز من العشر مراكز الأولى لأكبر الشركات المنتجة للصلب، وجاءت على النحو التالي:

  • مجموعة HBIS (الصين) – 42.28 مليون طن
  • مجموعة شاجانج (الصين) - 40.22 مليون طن
  • مجموعة جيانلونج (الصين) - 39.37 مليون طن
  • شركة بوسكو القابضة (كوريا الجنوبية) - 37.97 مليون طن
  • مجموعة شوغانغ (الصين) - 31.57 مليون طن
  • مجموعة تاتا ستيل (الهند) - 31.02 مليون طن
صناعة الصلب

اقرأ أيضًا:

بين القمامة والكهرباء، كيف تستفيد مصر من سوق عالمي قيمته 73 مليار دولار؟

التعدين في مصر، ثروات متجددة وفرص استثمارية

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.


 

Short Url

search