الأربعاء، 01 أكتوبر 2025

06:57 م

العلامات التجارية الأمريكية بين قوة الأمس وصراعات اليوم، هل تفقد سيطرتها؟

الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 04:10 م

عايزة نجي

ميرنا البكري

كانت العلامات التجارية الأمريكية في الماضي مثل ماكدونالدز، وكوكاكولا، وآبل، رمز لقوة أمريكا الناعمة، وكأنها تقول للعالم “أمريكا في كل أنحاء العالم”، فعند الذهاب إلى أغلب دول العالم نجد هذه البراندات، مما يثير الشعور بأن أمريكا ليس دولة قوية سياسيًا، لكن أيضًا مؤثرة بثقافتها ومنتجاتها.

لكن مؤخرًا، هذه الصورة بدأت تهتز قليلًا، فهناك كبيرة تحدث في العالم العربي، وأصبحت بلاد مثل الصين تشجع برانداتها المحلية وتحاول البعد عن آبل وأمثالها، وحتى في أوروبا أصبح هناك هجوم على شركات مثل أمازون بسبب مشاكل لها علاقة بالعمال والبيئة.

مما يثير التساؤل، هل بالفعل بدأ العالم يرفض البراندات الأمريكية؟ أم لايزال لهم نفوذ وهيمنة حتى وسط كل هذه التغيرات؟

Top 15 American Companies in China
هل بالفعل بدأ العالم يرفض البراندات الأمريكية؟

تأثير المقاطعات على صورة البرندات العالمية

في السنوات الأخيرة، بدأت البراندات الأمريكية تواجه موجة كبيرة من الرفض والمقاطعة، وهذا واضح للغاية في العالم العربي؛ وذلك لوجود غضب شعبي تجاه مواقف بعض الشركات من القضية الفلسطينية

تأثرت شركات كبيرة مثل ماكدونالدز، وستاربكس، وكنتاكي، بشكل مباشر. فهناك فروع في مصر والأردن حدث بها انخفاض في المبيعات وصل لـ 70% وذلك في عام 2024 وفقًا للتقرير الصادر من MDPI، لدرجة أن بعض الفروع أصبحت شبه فارغة، وهذا برغم العروض والخصومات لكي يوقفوا الخسائر.

اللافت في هذه المقاطعة أنها لم تكن مجرد رد فعل عشوائي، بالعكس، استلهمت الشعوب من حملات مقاطعة قديمة مثل التي حدثت ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وأيضًا من حركة BDS التي تقاطع الشركات الداعمة لإسرائيل، مما جعل الحملة لها قوة شعبية وسياسية كبيرة.

ما حدث يؤكد أن المستهلك العربي أصبح لديه وعي أكثر، وأن البراندات الكبيرة لابد ان تفكر كثيرًا قل اتخاذ أي موقف أو حتى قبل أن تترك صورتها مربوطة بسياسات معينة، هذه الشركات الآن لا تتعامل مع سوق يشتري فقط، لكن مع أفراد واعية تراقب وتحاسب، مما قد يغيرر خططهم في المنطقة بأكملها.

حينما تتعرض البراندات الأمريكية لمقاطعات، لا تخسر أموال كثيرة فقط، بل تتأثر صورتها العالمية كما حدث مع ستاربكس، الذي تراجعت قيمته السوقية بحوالي 11 مليار دولار بسبب مقاطعات طويلة، مما جعل الأفراد لا يعتبرون البراند مجرد منتج، لكن كعلامة تعكس مشاكل سياسية أو اجتماعية، مما يؤثر على سمعة الشركة أمام المستهلكين في كل مكان، ويجعلها تواجه ضغط أكبر لكي تغير أو ترد على هذه الانتقادات، أي  المقاطعات لا تؤثر  على الحسابات البنكية، لكن أيضًا على صورة البراند  أمام العالم بأكمله

الصين تدعم البرندات المحلية وتهمش البراندات الأمريكية

في الفترة الأخيرة،تواجه أبل مشاكل كبيرة في الصين وخسرت جزء كبير من سوقها هناك، وبحسب أحدث تقارير IDC، ارتفعت شحنات الهواتف في الصين  بنسبة 3.3% في الربع الأول من عام 2025، لكن مبيعات أبل تراحعت بنسبة 9%.

تستفيد الشركات المحلية في السوق الصينية مثل هواوي التر زادت مبيعاتها بنسبة 10%، وشاومي التي أصبحت أكبر بائع بنسبة 18.6% من السوق، ثم هواوي بـ 18% وأوبو بـ 15.7%.

في الماضي كان الآيفون علامة مميزة ومصدر فخر في الصين، لكن بدأ أغلب اللإراد الاتجاه للبرندات المحلية، ليس من أجل السعر فقط، لكن أيضَا بسبب جودة الابتكار والشعور بالانتماء للمنتجات الصينية.

كما أن هناك مشاكل أخرى زودت الأمر تعقيدًا، مثل الرسوم الجمركية التي تؤثر على أرباح أبل في أمريكا، مما يجعلها من الصعب أن تنافس الشركات الصينية في الأسعار.

الموضوع ليس خسارة سوق لأبل فقط، لكن أيضًا تغيير واضح في توجه المستهلكين الصينيين الذين أصبحوا يفضلون التكنولوجيا المحلية أكثر، وهذه الشركات لا تنافس في السعر فقط، لكن  أيضًا تقدم جودة وابتكار يجعلهم مرغوبين أكثر.

باختصار، يتغير ترتيب سوق الهواتف في الصين، والشركات الأمريكية مثل أبل تخسر أرضية أمام منافسين محليين أقوياء مثل شاومي وهواوي، والموضوع مما يؤكد البراندات الأجنبية لابد أن استراتيجياتها لكي تستطيع الاستمرار في السوق الصينية.

ختامًا، يتضح أن البراندات الأمريكية تواجه تحديات ليست بسيطة الآن، ليس بسبب المقاطعات التي تؤثر على مبيعاتها وصورتها في العالم العربي، لكن أيضًا بسبب تغير توجهات المستهلكين في أماكن كبيرة مثل الصين وأوروبا. فأصبحت الناس لا تشتري منتج فقط بل تأخذ قراراتها على أساس قيم ومواقف الشركات السياسية والاجتماعية.

كما أن الصين تدعم برانداتها المحلية بقوة، مما جعل شركات مثل أبل تواجه خسائر وتراجع في مكانتها. وفي نفس الوقت، أصبحت الكثير من الشعوب أكتر وعياً وتركز على المنتجات التي تعبر عن قيمها ومصالحها وليس على اسم البراند أو مكانه.

الواقع أن البراندات الأمريكية لابد أن تعيد التفكير في استراتيجياتها، ليس لكي تحافظ على أسواقها، لكن لتستطيع التعامل مع جمهور لديه عي سياسي متزايد، وإذا استمرت بنفس الطريقة القديمة، قد تخسر أكثر، لكن إذا فهمت هذه التغيرات وتعاملت معها بحكمة، قد تجد نفسها طريق جديد في السوق العالمي.

اقرأ أيضًا:-

الصين تسبق «أبل»، نسخ مقلدة من آيفون 17 تغزو الأسواق قبل الإطلاق الرسمي

«ستاربكس ماليزيا» تسجل خسائر بـ«69 مليون دولار» بسبب مقاطعة المستهلكين

الحرب على غزة: كيف تأثرت الشركات الأمريكية بدعوات المقاطعة الاقتصادية؟ -  masr360
أرباح البرندات الأمريكية تتراجع

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search