الجمعة، 03 أكتوبر 2025

06:37 م

الصين بين فخ الإنتاج الزائد وتباطؤ الأسواق، هل تنجح خطة التحفيز؟

الجمعة، 03 أكتوبر 2025 04:57 م

جمهورية الصين الشعبية

جمهورية الصين الشعبية

ميرنا البكري

سجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي (PMI) في الصين لشهر سبتمبر 49.8 نقطة، وهذا أعلى من توقعات المحللين التي كانت 49.6، رغم أن الرقم لا يزال ضمن مستوى الـ50 (الذي يمثل الحد الفاصل بين النمو والانكماش)، إلا أن هذه أقوى قراءة من مارس الماضي. أي أن المصانع في الصين لازالت تعاني، لكن "أقل سوءاً" من المتوقع.

قطاع الصناعات التحويلية في الصين يعود للتوسع خلال سبتمبر
الصناعة في الصين

فيما تكمن أهمية الرقم؟ دلالة على الاقتصاد الحقيقي

يعتبر مؤشر الـ PMI الصناعي ترمومتر لقطاع الصناعة في أي اقتصاد، خاصةً في الصين التي تشكل فيها الصناعة العمود الفقري للاقتصاد، وأي حركة بسيطة في هذا المؤشر تكشف عن حالة الطلب المحلي، الإنتاج، التوظيف، والطلبيات الجديدة.

فأعلى من 50 يعني توسع، وأقل من 50 انكماش، وبالتالي، قراءة سبتمبر (49.8) تعني أن هناك انكماش، لكن ببطء أضعف من الشهور الماضية.

 

الصين ومشكلة “الطاقة الإنتاجية الزائدة”

أحد الأسباب التي تجعل الصناعة الصينية مضغوطة هو فائض الطاقة الإنتاجية، والكثير من المصانع تنتج أكثر من ما يحتاجه السوق، سواء محلي أو خارجي، والنتيجة أسعار أقل، وأرباح أضعف، وتكدس مخزونات، فتحاول الحكومة الصينية أن تتعامل مع هذه المشكلة عن طريق تخفيض إنتاج في بعض القطاعات مثل الصلب والكيماويات، وتشجيع الصادرات رغم الضغوط التجارية، وضخ سياسات تحفيزية لدعم الطلب المحلي.

 

الضعف المحلي والاضطرابات العالمية

رغم هذه الجهود، الطلب المحلي في الصين لا يزال ضعيف، والمستهلكون لا يصرفون بنفس القوة التي كانت قبل ذلك بسبب الضبابية الاقتصادية وتراجع الثقة.

وعلى المستوى الخارجي، اضطرابات التجارة العالمية خاصةً التوتر مع أمريكا والرسوم الجمركية، وأيضًا تباطؤ الاقتصاد الأوروبي، كلها عوامل تضغط على صادرات الصين.

 

تداعيات الرقم على الأسواق العالمية

تنظر الأسواق على هذا بعين الاعتبار:-

فعندما يرى المستثمرون الانكماش أضعف من المتوقع، قد يشعرون بأن هناك "استقرار نسبي"، مما يقدم دعم للأسواق الآسيوية.

إذا كانت الصناعة في الصين تقلل إنتاجها، مما قد يجعل الطلب على خام الحديد، النحاس، والنفط أضعف قليلًأ.

سيؤثر أي تحسن بسيطًا في القطاع الصناعي إيجابيًا على حركة التوريد العالمية.

 

أبرز التوقعات الفترة المقبلة

1. تستمر الحكومة الصينية في ضخ حوافز مالية ونقدية، وتوسيع برامج البنية التحتية، وقتها قد يعود المؤشر فوق الـ50 خلال الربع الأخير من 2025.

2. إذا لم ينتعش الطلب المحلي وزادت التوترات التجارية، الانكماش قد يطول، ووقتها سيظل القطاع الصناعي عبء على النمو الاقتصادي.

3. سيكون هناك تقلبات، فشهر فوق الـ50 وشهر تحته، حتى يستقر السوق العالمي ويتضح اتجاه الاقتصاد الأمريكي والأوروبي.

 

صناعة الصين بين ضغوط الإصلاح والتجارة

تعكس القراءة الأخيرة لمؤشر مديري المشتريات الصناعي أن الصين لازالت في حالة "انكماش صناعي"، لكن الصورة غير سوداوية كما كان متوقع، فتحاول الحكومة الصينية المحاربة على جبهتين، وهما، تقليل الطاقة الإنتاجية الزائدة داخليًا، والتعامل مع الطلب العالمي الذي يتراجع.

بالمختصر، الصناعة الصينية الآن تقف على الحافة، إما أن تستغل سياسات التحفيز وتدخل مرحلة استقرار، أو تظل عالقة في دوامة ضعف الطلب واضطرابات التجارة.

اقرأ أيضًا:-

الاقتصاد الصيني بين ضعف الإنتاج وارتفاع المخاطر، هل تحقق بكين هدف 5% للنمو؟

الصين في مأزق مزدوج، تراجع الصناعة وعودة تهديدات ترامب

ماذا يعني تباطؤ الاقتصاد الصيني بالنسبة للعالم؟
الاقتصاد الصيني 

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search