استثمارات الذكاء الاصطناعي الضخمة لم تحقق عوائد اقتصادية مأمولة

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025 04:38 م

الذكاء الاصطناعي

محمد السيد

رغم الضجة العالمية حول الذكاء الاصطناعي، وقدرته على تغيير مستقبل العمل، أظهرت دراسة حديثة صادرة عن «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» أن هذه التقنية لم تحقق بعد الفوائد الاقتصادية المأمولة، والتقرير الصادر تحت عنوان حالة الذكاء الاصطناعي في الأعمال 2025، كشف أن الشركات استثمرت ما يقارب 40 مليار دولار في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن 95% منها لم تلمس أي عائد ملموس حتى الآن.

وبحسب الدراسة، فإن 5% فقط من المشاريع التي تبنت الذكاء الاصطناعي، تمكنت من تحقيق قيمة مالية بملايين الدولارات، بينما بقيت الغالبية عالقة من دون تأثير يُذكر على الأرباح أو الخسائر، وأرجع الباحثون ذلك إلى الأساليب المتبعة في دمج الأدوات داخل المؤسسات، لا إلى جودة النماذج نفسها.

أنظمة الذكاء الاصطناعي

ورغم أن أدوات مثل «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي» و«كوبايلوت» من «مايكروسوفت» باتت مستخدمة في أكثر من 80% من المؤسسات بشكل تجريبي، فإن انعكاسها على النتائج المالية ظل محدودًا للغاية، والدراسة أظهرت أيضًا أن 60% من الشركات، قيّمت أنظمة الذكاء الاصطناعي المؤسسية، لكن 20% فقط وصلت إلى مرحلة التجربة الفعلية، بينما لم تتخطَ نسبة 5% مرحلة الإنتاج الكامل، بسبب مشاكل تتعلق بضعف التعلّم السياقي، وهشاشة سير العمل.

أدوات الذكاء الاصطناعي

كما تناول التقرير، ظاهرة أطلق عليها الباحثون «فوضى نتائج العمل»، حيث يلجأ الموظفون إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، لإنتاج تقارير أو ملخصات أو عروض تبدو جيدة شكليًا، لكنها تفتقر إلى العمق والدقة، ما يفرض عبئًا إضافيًا على فرق أخرى لإعادة المعالجة.

دراسة أجرتها «BetterUp Labs» بالتعاون مع «مختبر ستانفورد للتواصل الاجتماعي» أشارت إلى أن 40% من الموظفين الأميركيين، واجهوا هذه المشكلة الشهر الماضي، بمعدل 15% من المحتوى المتداول داخل أماكن العمل.

خفض التكاليف التشغيلية في الإدارات المالية

ورغم هذه التحديات، ترى الدراسة أن للذكاء الاصطناعي، فرصةً حقيقية إذا استُخدم بذكاء في مهام محددة، مثل خفض التكاليف التشغيلية في الإدارات المالية والموارد البشرية، أو تحسين خدمة العملاء والمبيعات عبر المتابعة الذكية، والأهم أن هذه الفوائد، قد تتحقق دون الحاجة إلى تسريح واسع للموظفين، خلافًا للتوقعات المتشائمة التي حذرت من القضاء على وظائف «الياقات البيضاء» في غضون سنوات قليلة.