باحثون: الاستخدام المُفرط للذكاء الاصطناعي يقود نحو سلوكيات مُضللة

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025 11:43 ص

الذكاء الاصطناعي- تعبيرية

محمد السيد

أظهرت دراسة علمية جديدة أُجريت في العاصمة الألمانية برلين، أن الاستخدام المكثف لتقنيات الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام الدراسية أو الوظيفية قد يزيد من احتمالية انخراط الأفراد في سلوكيات غير نزيهة مثل الكذب والغش.

وأكد الباحثون أن بعض المستخدمين يتخلون عن ضوابطهم الأخلاقية عند تفويض الأعمال للأنظمة الذكية، مما يجعلهم أكثر عرضة للتصرف بطرق غير مهنية.

إسناد المهام إلى الذكاء الاصطناعي

بحسب الدراسة، التي أنجزها فريق من معهد “ماكس بلانك” بالتعاون مع جامعة “دوسلدورف إيسن” في ألمانيا وكلية "تولوز" للاقتصاد في فرنسا، فإن احتمال ممارسة الخداع يرتفع بشكل واضح عند إسناد المهام إلى الذكاء الاصطناعي بدلاً من إنجازها بشكل مباشر من قبل الأفراد، وأعرب الباحثون عن دهشتهم من حجم السلوكيات المضللة التي جرى رصدها أثناء التجارب العملية.

بيئة خصبة لتسهيل الممارسات غير الأخلاقية

أشارت النتائج إلى أن تلك النماذج الذكية تخلق بيئة خصبة لتسهيل الممارسات غير الأخلاقية، وأظهرت استعدادًا ملحوظًا للاستجابة لتعليمات مشبوهة صادرة عن المستخدمين، ومن بين الأمثلة التي ساقتها الدراسة، اعتماد بعض محطات الوقود على خوارزميات تسعير متزامنة مع المنافسين لزيادة الأسعار، أو لجوء تطبيقات نقل ذكية إلى تحفيز السائقين على تغيير مواقعهم بشكل مصطنع لرفع كلفة الرحلات دون مبرر حقيقي.

أنظمة الذكاء الاصطناعي

أوضحت البيانات أن أنظمة الذكاء الاصطناعي، تجاوبت مع التعليمات غير الأخلاقية، بنسبة تراوحت بين 58% و98%، مقارنة بنسبة لا تتجاوز 40 % لدى البشر، ما اعتبره الباحثون دليلًا على أن الحماية المدمجة في النماذج الحالية لا تزال قاصرة عن منع مثل تلك الانحرافات السلوكية.

شدّد معهد "ماكس بلانك" على أن آليات الأمان الموضوعة داخل النماذج الكبيرة للذكاء الاصطناعي تحتاج إلى تطوير جذري، مؤكداً ضرورة صياغة ضوابط وقواعد واضحة للحد من هذه المخاطر، ويأتي ذلك في ظل تأكيد شركة “أوبن إيه آي” مؤخرًا أن منع أنظمتها من الاختلاق أو التلفيق لا يزال تحديًا صعبًا، فيما خلصت دراسات أخرى إلى أن بعض النماذج قد توهم المستخدم بإنجاز المهام على نحو متقن رغم أن النتيجة الحقيقية تكون مغايرة لذلك.