-
إعادة شراء الأسهم، خطوة لتعزيز القيمة أم خدعة لإخفاء الضعف؟
-
فرص واعدة وتسليم فوري، «المالية» تُعلن تفاصيل طرح الأراضي غير المستغلة للاستثمار
-
«العليا للحج والعمرة» تكشف لـ«إيجي إن» حقيقة مد فترة التقديم في الحج السياحي
-
خبير اقتصادي لـ«إيجي إن»: مصر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من تصنيع الألواح الشمسية
36.5 مليار دولار تغير مزاج الأسواق، تحويلات المصريين بالخارج تنعش الاقتصاد
الإثنين، 29 سبتمبر 2025 03:53 م

تحويلات المصريين بالخارج تنعش الاقتصاد
ميرنا البكري
لم تعد تحويلات المصريين العاملين بالخارج، مجرد مجرد دخل شهري يغطي فاتورة أو دعم لعائلة، بل أصبح خط دفاع استراتيجي للاقتصاد المصري، فخلال الـ10 سنوات الأخيرة، تضاعفت التحويلات ووصلت لـ 36.5 مليار دولار في 2024/2025، مما يلعب دور مباشر في رفع صافي الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية إلى 49.3 مليار دولار في أغسطس 2025.
وأصبحت تحويلات المصريين بالخارج عاملًا رئيسياً في تغيير مزاج السوق المحلي، ويمنح الدولة مساحة أكبر لمواجهة الصدمات الخارجية، وفي هذا التحليل يوضح موقع “إيجي إن” الأسباب التي أدت لهذا الارتفاع، وتأثيره على المؤشرات الكلية، والمخاطر التي لابد أن نراقبها، وتوصيات عملية لصناع القرار والقطاع الخاص.
وفقًا للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء، ارتفعت تحويلات المصريين من 17.1 مليار دولار في (2015-2016) إلى 36.5 مليار دولار في (2024-2025)، وبلغ أعلى مستوى شهري نحو 3.8 مليار دولار في يوليو 2025.
كما ارتفعت صافي الاحتياطيات من 17.5 مليار دولار في يونيو 2016 إلى 48.7 مليار دولار في يونيو 2025 ومن ثم 49.3 مليار دولار في أغسطس 2025.
ربطت مؤسسات دولية (صندوق النقد والمعهد الدولي للتمويل) التحسن بثقة المستثمرين والسياح، وبالتزام السياسات النقدية والإصلاحات منذ مارس 2024.

أبرز الأسباب الملموسة لحدوث هذا الارتفاع
استطاع البنك المركزي أن يحقق استقرارًا لسعر الصرف، وهو ما أكسب ثقة المهاجرين الذين يحولون الأموال لعوائلهم، كما أن السياحة جلبت أموالًا حقيقية للسوق، مما مكن الاحتياطيات من إدارة أفضل للفجوة التجارية، أيضًا صعود صادرات بعض القطاعات كانت سببًا في زيادة العرض من العملة الصعبة، كما بعثت الإصلاحات التي تم تنفيذها من مارس 2024 إشارة للمغتربين بأن الاقتصاد المصري يسير في طريق واضح، مما شجعهم على زيادة التحويلات.
كل هذه العوامل التي توافقت في فترة زمنية محددة كانت مقدمات للنتيجة الحالية، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي في البنك المركزي، وبالتالي توفير العملة الصعبة للسوق المحلي.
التداعيات المباشرة على الاقتصاد الكلي، مساحات نفوذ جديدة
تعزيز الاحتياطي النقدي: تخفض الاحتياطيات الكبيرة مخاطر أزمة سيولة خارجية وتعطي الدولة قدرة أكبر للوفاء بالالتزامات الخارجية بدون ضغط فوري على سعر الصرف.
خفض تكلفة التمويل الخارجي: ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج يعتبر صورة اقتصادية أقوى لخفض مخاطر البلاد وتساعد في الحصول على شروط تمويل أفضل من الخارج.
مرونة سياسات النقد والمالية: فيوفر وجود غطاء احتياطي أكبر، حرية أكثر للبنك المركزي في إدارة السياسة النقدية سواء لصد صدمات أو لدعم النمو.
تحسين ثقة السوق المحلية: فاستقرار العملة وارتفاع الاحتياطي يقلل الفروقات في أسعار الدولار وينعكس على تراجع الضغوط التضخمية المستوردة نسبياً.
لكن لابد أن نضيف أن التأثير ليس إيجابيًا بالكامل تلقائيًا، فلابد من وجود إدارة واعية لكي تتحول الفوائد لاستدامة حقيقية.
أبرز المخاطر الخفية للتحويلات الخارجية
1.التحويلات حساسة للظروف في دول المهجر من أوضاع العمل، وأسعار النفط، لسياسات الهجرة، فالهبوط في أسواق العمل بالخارج قد يقلل التحويلات على الفور.
2.الاعتماد المفرط على التحويلات بدلًا من الاستثمار في زيادة الإنتاج المحلي والتصدير، قد يجعل الاقتصاد هش أمام أي صفعة خارجية.
3.قد يضغط التدفق الكبير والمستمر للنقد الأجنبي على سعر العملة إذا لم يدار بطريقة صحيحة، مما يضر بتنافسية الصادرات المحلية.
4.إذا تدخل البنك المركزي بعرض نقدي واسع لتحفيز الاقتصاد دون تدابير امتصاص، قد يولد هذا ضغوط تضخمية.
أبرز التوصيات لتحويل المكسب لقاعدة نمو دائمة
1. تحويل جزء من الفوائض لتمويل استثماري مُنتج، وذلك من خلال استغلال جزء من التحويلات والاحتياطي في مشاريع بنية تحتية أو صناعات مولدة للصادرات بدلًا من الادخار فقط.
2. تحفيز قنوات التحويل الرسمية، وذلك عن طريق تقليل تكلفة الحوالات وتحفيز المهاجرين ليحولون عبر البنوك أو الأدوات الاستثمارية (سندات مخصصة للمهجر مثلاً) بدلًا من السوق الموازية.
3. تعميق سوق الفوركس والسندات المحلية؛ لإنشاء أدوات امتصاص وليست فقط أدوات تدخل لحماية سعر الصرف.
4. تشجيع الادخار والاستثمار المحلي للمستفيدين من التحويلات، ويمكن ذلك عن طريق إنشاء برامج مالية تحول جزء من التحويلات لودائع أو استثمارات صغيرة ومتناهية الصغر.
5. حماية تنافسية الصادرات، من خلال وضع سياسات صناعية وضريبية تشجع الاستفادة من الاستقرار النقدي لزيادة الصادرات وعدم الاعتماد على الاستهلاك المدفوع بالتحويلات.
6. شبكات أمان اجتماعي، وذلك من خلال استثمار جزء من الموارد في تحسين الخدمات الاجتماعية والتعليم والصحة لضمان نمو إنساني متوازٍ.
فرصة يجب تحويلها لسياسة اقتصادية طويلة المدى
ما حدث الآن يعتبر مزيج من سياسات نقدية مُحكمة، وانتعاش سياحي وتحويلات عالية خلق فرصة نادرة لصالح الاقتصاد المصري، والسؤال الرئيسي هل الاحتياطي تم تعزيزه؟ وهذا واضح، والسؤال الأهم، هل من الممكن تحويل هذا المكسب لبنية اقتصادية أقوى أم سيتجه إلى استهلاك مؤقت؟
إذا استغلت الدولة هذه الفترة في تمويل استثمارات منتجة، وتحسين بيئة الأعمال، وتعميق أسواق التمويل، فقد يتحول المكسب لحركة نمو مستدامة تقلل من هشاشة الاقتصاد، أما إذا استمر الاعتماد كمجرد ملء احتياطي أو تغطية استهلاك، فالمخاطر ستظل قائمة.
المتاح الآن فرصة حقيقية، والسياسات الجيدة ستفرق بين فرصة وحقبة جديدة للنمو.
اقرأ أيضًا:-
تحويلات المصريين بالخارج تحقق أرقاما غير مسبوقة (فيديو)
وزير الخارجية: تحويلات المصريين بالخارج من العملة الصعبة أصبحت مصدر للدخل القومي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
بين ضغوط ترامب ومطالب الديمقراطيين، هل تنجو أمريكا من الانهيار؟
29 سبتمبر 2025 04:50 م
أرباح الصناعات الصينية ترتفع، تحسن مستدام أم فقاعة مؤقتة؟
27 سبتمبر 2025 04:00 م
تصعيد جمركي محتمل، الروبوتات والمستلزمات الطبية في مرمى رسوم ترامب
27 سبتمبر 2025 03:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً