قوة بلا قوانين تهدد التوازن العالمي، «الإنترنت» يتحول لثالث أكبر اقتصاد بالعالم

الإثنين، 29 سبتمبر 2025 10:52 م

اقتصاد الإنترنت

ميرنا البكري

الإنترنت اليوم لم يعد مجرد وسيلة لتبادل المعلومات أو التواصل بين الناس، لكن تحول لاقتصاد ضخم للغاية يوازي اقتصادات الدول الكبرى، كما وصل حجم النشاط الاقتصادي على الشبكة في 2024 ما بين 16 لـ 24 تريليون دولار (حسب تعريفات مختلفة)، مما يجعل "دولة الإنترنت" إذا تم اعتبرها كيان قائم، ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد أمريكا (29.2 تريليون) والصين (18.8 تريليون).

مما يعني أن الإنترنت ليس كيانًا هامشيًا، لكنه أصبح قوة اقتصادية تتحكم في التجارة العالمية، سلاسل التوريد، والخدمات المالية الرقمية.

ING predicts world trade recovery | Global Trade Review (GTR) — **الإنترنت والتجارة العالمية**

قوة شرائية تغير شكل السوق

جلبت التجارة الإلكترونية وحدها في 2024 أكثر من 6 تريليون دولار، أي حوالي 20% من مبيعات التجزئة العالمية، والمستهلك تحرر من قيود الجغرافيا، فبدلًا من أن يتسوق في مركز التسوق، أصبح يشتري من أي مكان في العالم وهو في منزله.

بالتالي، تحولت مراكز القوة الاقتصادية من المتاجر التقليدية للمنصات الرقمية مثل Amazon وAlibaba، وما حدث اليوم إعادة تشكيل كاملة لأسواق الاستهلاك والإنتاج، بطلها الحقيقي "المستهلك الرقمي".

فاتورة الطاقة، التحدي الأخطر

كل هذه القوة لها ثمن، فتستهلك مراكز البيانات التي تخدم الإنترنت مع الشبكات الآن من 1 لـ 1.5% من كهرباء العالم، وإذا استمر التوسع في الذكاء الاصطناعي، والبث المباشر، فقد تصل النسبة لـ 3% بحلول 2030.

أي "دولة الإنترنت" تحتاج تتحول لاقتصاد أخضر وتستثمر في الطاقة المتجددة، وإلا ستصبح مصدر ضغط رهيب على شبكات الكهرباء والانبعاثات الكربونية.

فجوة رقمية، الغنى ليس للجميع

رغم الأرقام المهولة، هناك أكثر من 2.6 مليار إنسان محرومين من الإنترنت، معظمهم في إفريقيا وجنوب آسيا، كما أن العوائد الاقتصادية مركزة عند شركات التكنولوجيا العملاقة، التي تستحوذ على نصيب الأسد من الأرباح.

النتيجة أن الإنترنت خلق ثروات ضخمة جدًا، لكنه في نفس الوقت عمق الفوارق بين الغني والفقير، وبين الدول المتقدمة والنامية.

دولة بلا حدود، ومشكلات بلا نهاية

لو كان الإنترنت دولة، فهي دولة دون حدود أو جوازات أو جيش، وتكمن قوتها في البيانات والذكاء الاصطناعي والتجارة الرقمية، لكن هذا يخلق مشاكل للدول، كيف يفرضون ضرائب على أرباح الشركات الرقمية؟، وكيف ينظمون استخدام البيانات الشخصية؟ وأيضًا كيف يراقبون المحتوى؟

حتى الآن، القوانين الوطنية لا تستطيع مواكبة سرعة "الدولة الرقمية"، مما يجعلها قوة مستقلة أحيانًا أقوى من الحكومات نفسها.

أبرز التوقعات، الإنترنت لاعب رئيسي في المستقبل

1.يظل الاقتصاد الرقمي في صعود، وسيصل لأرقام تقارب الـ 30 تريليون في غضون سنوات قليلة.

2.ستأخذ التجارة الإلكترونية الحصة الأكبر من مبيعات التجزئة، مما يؤثر على المتاجر التقليدية بقوة.

3.قد تصبح الطاقة أزمة، وبالتالي يحدث توجه عالمي لفرض "ضرائب الكربون" على شركات الإنترنت العملاقة.

3.ستتعمق الفجوة الرقمية إذا لم يحدث تدخل دولي لدعم الإنترنت في الدول الفقيرة.

دولة رقمية أكبر من مجرد شبكة

أصبحت “دولة الإنترنت” واقعًا، ولديها سكان بالمليارات، كما يوازي اقتصادها القوى العظمى، وقوتها الشرائية هائلة، ويزداد استهلاكها للطاقة، وأيضًا الفجوة الاجتماعية بها عميقة.

لكن السؤال، هل ستتحول لاقتصاد عادل ومستدام يخدم البشرية بأكملها، أم ستظل مجرد انعكاس للفوارق الموجودة في العالم الواقعي؟

"خلال عام"، ارتفاع نسبة مستخدمي الإنترنت عبر المحمول إلى 75%

أعلى شركات التجارة الإلكترونية من القيمة السوقية 2025 (إنفوجراف)

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.