الطائرات المسيّرة.. البرمجيات تقود العالم نحو مستقبل حربي غامض

الجمعة، 26 سبتمبر 2025 09:06 م

الطائرات المسيّرة

لم تعد الطائرات المسيّرة، مجرد أدوات مراقبة أو استهداف محدود، بل أصبحت قلب التحول العسكري في العقد الأخير، كما أظهرت بوضوح الحرب في أوكرانيا، ومع ذلك، فإن هذا الصعود السريع يطرح تساؤلات جوهرية، هل نحن أمام فقاعة تكنولوجية مدفوعة بالمضاربة والاستثمار المبالغ فيه، أم أمام إعادة تعريف شاملة لطبيعة الحروب الحديثة؟

نجاحات تكتيكية، لكن بتكاليف غير واضحة

التجربة الأوكرانية، أكدت فعالية المسيرات منخفضة التكلفة في تحقيق نتائج عسكرية باهظة الأثر، وقدرة أوكرانيا على تصنيع طائرات بمئات الدولارات، لضرب معدات روسية بملايين فتحت شهية العالم لتبني هذا النموذج، لكن هذه النجاحات الميدانية لا تعني بالضرورة جدوى اقتصادية طويلة الأمد، خاصة مع تسارع تطوير مضادات المسيّرات واستخدام تقنيات تشويش وإعاقة إلكترونية، قد تفرغ هذا التفوق من محتواه.

دراسة بريطانية تثبت نجاح الطائرات المسيّرة في حمل جهاز صدمات كهربائية

صعود الشركات الناشئة.. وقلق الكبار

وفي ظل هذه الثورة، تسابقت شركات ناشئة مثل أندوريل Anduril، وهيلسينج Helsing، للحصول على حصص من سوق الدفاع، مع تقييمات مالية تتجاوز أحيانًا منطق الإيرادات، ورغم أن هذه الشركات تقدم حلولًا متطورة برمجيًا، إلا أن الحاجة إلى تصنيع العتاد نفسه، تفرض عليها أعباء ثقيلة.

بالمقابل، تنظر شركات الدفاع التقليدية مثل راينميتال Rheinmetall، بشك إلى هذا الحماس، معتبرةً أن الطلب الفعلي على المسيّرات، لا يرقى إلى التوقعات، خاصة في أوروبا.

البرمجيات والذكاء الاصطناعي هما الرهان الحقيقي

وما يجعل المسيّرات مثيرة للمستثمرين ليس الهيكل أو المحرك، بل البرمجيات التي تديرها، والقدرة على تنسيق أسراب من المسيّرات، أو تنفيذ ضربات مستقلة دقيقة، أو حتى اتخاذ قرارات تكتيكية عبر الذكاء الاصطناعي، هي ما يعطي لهذه التكنولوجيا قيمتها الحقيقية، لكن حتى الآن، لم تثبت أي شركة قدرتها على تقديم حلول موثوقة على نطاق واسع.

سور الصين العظيم، خطة الدفاع الصينية لمواجهة المسيرات الحربية

المعركة القادمة.. المضادات الرخيصة والفعالة

المشكلة التي تواجهها الجيوش حاليًا هي المفارقة بين تكلفة المسيّرة الرخيصة وكلفة إسقاطها العالية، وإذا استطاعت شركات الدفاع تطوير حلول مضادة فعالة ومنخفضة التكلفة، فإن فعالية المسيّرات، خاصة الرخيصة منها، ستتراجع بشكل حاد.

وأنظمة مثل سكاي رينجر Skyranger الألمانية، ومشاريع الليزر والتشويش الإلكتروني، تشير إلى هذا الاتجاه، حينها قد تصبح المسيّرات ضحية لنجاحها، وتدخل في مرحلة تصحيح سوقي.

خطر التكديس والتقادم

وتخشى بعض الحكومات مثل ألمانيا من تكديس مخزون هائل من الطائرات الرخيصة، والتي قد تتقادم سريعًا بفعل التغيرات التقنية أو الإستراتيجيات المعادية، وهذه المخاوف تعرقل الطلبيات الضخمة، التي تحتاجها الشركات الناشئة لتبرير استثماراتها، وتوسيع قدراتها التصنيعية.

المستقبل موجود، لكن التضخيم خطر حقيقي

ولا شك أن الطائرات المسيّرة غيرت ميدان المعركة، وستبقى جزءًا محوريًا في أي صراع مستقبلي، لكن السؤال الأهم ليس ما إذا كانت ستستمر، بل كيف، فالسوق الحالية مزيج من الابتكار الواقعي والمضاربة المالية، وإذا لم تتوازن الكفة بين تطوير البرمجيات، وتأمين سلاسل الإمداد، وإثبات جدوى استخدام المسيّرات في بيئات متعددة، فإن الفقاعة قد تنفجر أو على الأقل تنكمش.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.