الخميس، 25 سبتمبر 2025

11:22 م

80 عامًا على صندوق النقد الدولي، من حلم «بريتون وودز» إلى إدارة عالم مضطرب

الخميس، 25 سبتمبر 2025 06:57 م

صندوق النقد الدولي

صندوق النقد الدولي

في صيف عام 1944، وعلى وقع الحرب العالمية الثانية، اجتمع ممثلو 44 دولة في بلدة بريتون وودز الأمريكية، لصياغة نظام مالي عالمي جديد، لم يكن الاجتماع عاديًا، بل كان يحمل رؤية جريئة، السلام والرخاء وجهان لعملة واحدة. 

 صندوق النقد الدولي

هكذا وضع واضعو مؤتمر بريتون وودز أسس صندوق النقد الدولي، كمؤسسة تعاونية لمساعدة الدول في الأوقات العصيبة، ومنع تكرار أهوال الكساد الكبير.

لكن الواقع بعد 80 عامًا كان أكثر تعقيدًا مما تصوره المؤسسون.

من رؤية عالمية إلى نظام متعدد الأزمات

رغم الطموح العالمي، بدأ النظام ينهار قبل أن يشتد عوده، انسحب الاتحاد السوفيتي، وتجاهلت خطة مارشال الأمريكية الصندوق، وانقسم العالم بـ"الستار الحديدي"، وفي أول اختبار حقيقي له، خلال أزمة السويس عام 1956، عاد الصندوق للواجهة كمحور توازن مالي سياسي بين القوى الكبرى.

تكررت الأزمات، من انهيار نظام أسعار الصرف الثابتة في السبعينات إلى أزمة الديون في أمريكا اللاتينية في الثمانينات، ثم أزمة المكسيك في 1994، وأخيرًا الكارثة المالية العالمية في 2008.

وفي كل مرة، كان الصندوق يتعلم، ويتأقلم، ويتطور أحيانًا تحت الضغط، وأحيانًا ببطء شديد.

صندوق النقد

منقذ أم مراقب؟ صندوق النقد في عصر العولمة

مع تعقد الأسواق وتضخم تدفقات رؤوس الأموال، لم يعد صندوق النقد قادرًا وحده على لعب دور المنقذ، وأصبحت الاستجابة للأزمات تحتاج إلى تحالفات دولية، وتمويل ثنائي، وشبكات جديدة مثل مجلس الاستقرار المالي، ومبادرات إقليمية كـ"شيانج ماي" في آسيا.

وأدركت الحكومات أن الاقتصاد لا يمكن عزله عن الأمن والسياسة، خصوصًا بعد الحرب في أوكرانيا، التي أجبرت الصندوق على تصميم برامج تمويل خاصة بدول في حالة حرب سابقة لم يكن يتصورها أحد قبل سنوات.

اقرأ أيضًا:

80 عامًا من إدارة الأزمات والبحث عن الاستدامة، رحلة مصر مع صندوق النقد

 

دروس تاريخية لإدارة مستقبل أكثر هشاشة

المخاطر قد تأتي من حيث لا نتوقع، ولم يكن أحد يتوقع أن تبدأ أزمة 2008 من قلب النظام المالي الأمريكي، حتى صندوق النقد نفسه فشل في التنبؤ.

الروابط الخفية تحدد حجم الصدمة، ولا تنتقل الأزمات بالضرورة إلى الأسواق بسبب الحجم، بل عبر تشابكات غير مرئية متمثلة في سلاسل توريد، وتدفقات مالية، أو حتى ميزانيات خارج النظام.

ومن هنا برزت الحاجة لقياس المخاطر بدقة، مثلما وفر نظام المحاسبة القومي أدوات للحرب في الأربعينات، فإن التحديات الحديثة، مثل تغير المناخ تحتاج أدوات قياس جديدة تتجاوز مجرد نمو الناتج المحلي الإجمالي.

الصراع السياسي يعيد تشكيل الأدوات الاقتصادية، تمامًا كما شكلت الحرب العالمية الثانية بريتون وودز، وتشكل حروب اليوم أمثال أوكرانيا، وتايوان، والسودان دور الصندوق من جديد.

صندوق النقد الدولي

صندوق النقد بين الواقعية والطموح

مع دخوله العقد التاسع، يقف صندوق النقد الدولي في مفترق طرق، فبينما يواجه تحديات العولمة المتغيرة، وأزمات الديون، والمناخ، والصراعات، يجد نفسه مضطرًا للعودة إلى جذوره، إلى رؤية أن السلام لا يتحقق دون رخاء، وأن الاقتصاد لا يفصل عن الجغرافيا السياسية.

لكن الدرس الأهم ربما هو أن إدارة المخاطر في عالم اليوم لم تعد مهمة جهة واحدة، فالعالم لم يعد يملك بريتون وودز جديدة، بل شبكة معقدة من المؤسسات، والروابط، والمصالح، والتهديدات.

ومع ذلك، لا يزال لدى الصندوق دور جوهري، وهو تنبيه العالم، وقيادة الحوار، وتقديم الإنقاذ حين لا يوجد خيار آخر.

صندوق النقد الدولي لم يعد ما تصوره المؤسسون، لكنه لم يفقد أهميته، ففي عالم تتقاطع فيه الأزمات السياسية والاقتصادية والبيئية، تظل الحاجة قائمة لمؤسسات قادرة على التكيف، والتعلم، والربط بين الأجزاء المتناثرة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search