الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

03:51 ص

أزمة تجارية تلوح في الأفق بين سيول وواشنطن، هل تعود كوريا الجنوبية إلى شبح 1997؟

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 12:30 ص

علم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية

علم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية

في ظل محادثات ومفاوضات تجارية متعثرة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، حذر الرئيس الكوري، لي جاي ميونج، من أن البلاد قد تواجه أزمة اقتصادية تضاهي الانهيار المالي الذي تعرضت له عام 1997، في حال عدم استجابة سيول للمطالب الأمريكية دون ضمانات كافية.

ويعكس هذا التحذير مدى التعقيدات بالمشهد الاقتصادي والسياسي في علاقة البلدين، في وقت تستعد فيه كوريا الجنوبية لعرض سياستها الخارجية الجديدة على الساحة الدولية.

استثمارات بقيمية 350 مليار دولار.. اتفاق شفهي بلا توقيع

ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الكورية "يونهاب"، توصلت سيول وواشنطن في يوليو إلى اتفاق شفهي يقضي بتخفيض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الكورية، مقابل استثمارات كورية في السوق الأمريكية بقيمة 350 مليار دولار.

ولكن لم يُوقع  هذا الاتفاق بسبب خلافات جوهرية تتعلق بكيفية إدارة هذه الاستثمارات وضمان جدواها التجارية.

شبح أزمة 1997 يطل من جديد

وعبر وكالة "رويترز"، حذر الرئيس لي، من أن ضخ 350 مليار دولار نقدًا في الولايات المتحدة، دون ترتيبات موازية مثل اتفاق لمبادلة العملات، قد يدفع اقتصاد كوريا الجنوبية إلى وضع مشابه للأزمة المالية عام 1997.

ويذكر أن لم تلجأ سيول لمثل هذه الترتيبات إلا مرتين فقط في تاريخها الحديث، كانت المرة الأولى أثناء الأزمة المالية العالمية عام 2008، والثانية في ظل جائحة كوفيد-19 عام 2020.

الخلاف حول مبادلة العملات

اقترحت سيول، إنشاء خط لمبادلة العملات الأجنبية مع واشنطن بهدف تخفيف أثر الاستثمارات على سوق الوون الكوري، ولكن لم يوضح "لي"، مدى جدية الجانب الأمريكي في قبول هذا المقترح، واكتفى بالتأكيد أن التفاصيل الفنية للعقود الاستثمارية لا تزال تمثل العقبة الأكبر أمام التوصل لاتفاق.

مقارنة مع التجربة اليابانية

يزداد الموقف الكوري صعوبة في حال مقارنته بتجربة اليابان التي وقعت اتفاقًا مماثلًا مع الولايات المتحدة في يوليو الماضي.

تتمتع اليابان باحتياطيات من النقد الأجنبي تتجاوز ضعف ما تمتلكه كوريا الجنوبية حوالي 410 مليارات دولار، إلى جانب مكانة الين كعملة دولية وخط مبادلة قائم مع واشنطن، وهو ما يضع طوكيو في موقع تفاوضي أقوى.

توتر بسبب العمالة الكورية في أمريكا

لم تعد الأزمة التجارية الوحيدة التي تظلل العلاقة بين أمريكا وكوريا الجنوبية، حيث أثارت مداهمة مصنع هيونداي موتور في جورجيا واعتقال 300 عامل كوري جنوبي بتهم تتعلق بالهجرة موجة غضب في سيول.

ورغم اعتذار السلطات الأمريكية وتأكيد "لي" أن الحادث لن يؤثر على متانة التحالف، إلا أن الصور التي أظهرت العمال مكبلين بالأغلال أثارت مخاوف من انعكاسات سلبية على بيئة الاستثمار، وستكون الشركات حذرة من ضخ أي استثمارات في الولايات المتحدة.

رؤية الرئيس الكوري السياسية والاقتصادية

تولى الرئيس الكوري، منصبه في يونيو بعد إقالة الرئيس المحافظ يون سوك يول، يسعى إلى تهدئة الداخل الكوري وتعزيز الثقة الاقتصادية.

وفي رحلته الحالية إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعتزم الإعلان عن عودة كوريا الديمقراطية إلى الساحة الدولية، إضافة إلى ترؤس جلسة لمجلس الأمن حول الذكاء الاصطناعي وتداعياته على الأمن العالمي.

اقتصاد كوريا الجنوبية في مفترق طرق

تواجه كوريا الجنوبية تحدياً مزدوجاً بين الحفاظ على شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وبين تجنب ضغوط اقتصادية قد تهدد استقرارها المالي، وفي الوقت الذي تبدو واشنطن متمسكة بفرض شروطها، تصر سيول على ضمانات تجارية ومؤسساتية تمنع تكرار سيناريو 1997.

ويبدو أن مصير الاتفاق سيتوقف على قدرة الطرفين على سد الفجوة بين الطموحات السياسية والجدوى الاقتصادية.

اقرأ أيضًا:

بعد تشديد ترامب لرسوم التأشيرات، استقرار أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى

على خطى ترامب، بريطانيا تدرس إلغاء رسوم التأشيرات المواهب العالمية

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search